ما الذي ينبغي للمرأة أن تتحرّز عنه في المجالس المختلطة؟
موقع مفتاح
منذ 8 سنواتهناك العديد من الحدود التي يجب أو ينبغي الالتفات إليها واجتنابها عند
اختلاط الرجل بالمرأة نشير إلى بعضها:
۱- التبرّج والزينة: إنّ التبرج والزينة من الأمور التي يحرم على المرأة إظهارها للرجل الأجنبيّ، وفي حديث المناهي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ونهى أن تتزيّن لغير زوجها فإن فعلت كان حقّاً على الله أن يحرقها بالنار"(۱).
٢- الرائحة والطيب: إنّ الطيب والرائحة شبيهة بالتبرّج أيضاً ولكنّ التبرّج تدركه حاسّة البصر، وأمّا الطيب فتدركه حاسّة الشم، لذلك فمع وجود المفسدة يحرم الخروجُ بالطيب والاختلاط فيه، وعن جابر بن يزيد قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما لاسلام يقول: "ولا يجوز لها أن تتطيّب إذا خرجت من بيتها"(٢).
والخروج هنا مثال لما يحقّق الاختلاط، لذا فالحرمة لا تختصّ بالخروج بل تشمل مطلق الاختلاط حتّى لو حصل في البيت.
۳- اللمس والمصافحة: إنّ اللمس والمصافحة من المفاسد المتعلّقة بحاسّة اللمس، فيحرم لمس بشرة الأجنبيّ، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولا ثمّ يؤمر به إلى النار"(۳).
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "ولا يجوز للمرأة أن تصافح غيرَ ذي محرم إلّا من وراء ثوبها"(۴).
فالحرمة من الطرفين، يحرم على الرجل أن يصافح المرأة وكذا يحرم على المرأة أن تصافح الرجل.
۴- الخضوع في القول: بمعنى الميوعة في طريقة الكلام، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في قوله تعالى:﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾(۵).
فهذه الآية الكريمة تلفت إلى خطورة دور نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأنهنّ أولى من غيرهنّ بالالتزام بهذه التكاليف الإسلاميّة، التي هي عامّة لكلّ النساء، ومن هذه التكاليف عدم الخضوع في القول، فعلى المرأة المسلمة أن تتحدّث بأسلوب مُتّزن بعيداً عن الأساليب التي تتسبّب بفتنة المُستمع من الرجال، خصوصا الذين في قلوبهم مرض.
۵- الإمعان في النظر: يقول تعالى:﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...﴾(۶).
فعلى المؤمنين والمؤمنات أن يغضّوا من أبصارهم، ومعنى الغضّ في اللغة: الخفض والنقصان من الطرف، وغضّ البصر يعني عدم التحديق والإمعان في الشيء.
وعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اشتدّ غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرَم منها، فإنّها إن فعلت أحبط الله (عزّ وجلّ) كلّ عمل عملته..."(۷).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة"(۸).
وعنه عليه السلام: "النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة"(۹).
وأمّا إن كانت النظرة بشهوة فتحرم حتّى النظرة الأولى.
۶- المزاح وكثرة الضحك: ينبغي أن تحافظ المرأة على رصانتها عند الاختلاط ولا تطلق العنان لنفسها لتظهر وكأنّها ذات شخصيّة خفيفة تميل مع الأهواء بسهولة، فكثرة المزاح والضحك هو من أكثر الأمور التي تُظهر خفّة المرأة وعدم رصانتها في المجتمع المختلط، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فاكه امرأة لا يملكها حبسه الله بكلّ كلمة في الدنيا ألف عام"(۱۰).
فالمزاح يرفع الحواجز النفسيّة ويمهّد الطريق أمام أيّ انزلاق محتمل.
قال أبو بصير: كنت أُقرئ امرأة كنت أعلّمها القرآن فمازحتها بشيء فقدمت على أبي جعفر عليه السلام فقال لي: أيّ شيء قلت للمرأة؟ فغطّيت وجهي، فقال عليه السلام: "لا تعودنّ إليها"(۱۱).
هذه هي الحدود الأساسيّة التي ينبغي مراعاتها عند الاختلاط.
المصادر:
۱- أمالي الصدوق، ص۵۰۹.
٢- وسائل الشيعة، ج٢۰، ص۷۷۰.
۳- توثيق وسائل الشيعة، ج٢۰، ص۱۹۷.
۴- وسائل الشيعة، ج٢۰، ص۷۷۰.
۵- الأحزاب: ۳٢.
۶- النور، الآيتان: ۳۰ ـ ۳۱.
۷- ميزان الحكمة، ج٢، ص۱۱۶
۸- الكافي، ج۵، ص۵۵۹.
۹- وسائل الشيعة، ج٢۰، ص۱۹٢.
۱۰- وسائل الشيعة، ج٢۰، ص۱۹۸.
۱۱- وسائل الشيعة، ج۱۴، ص۱۴۴.
التعلیقات