الأمّ مدرَسَة
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتمدة القرأة ثلاث دقائق
تعد مكانة المرأة عبر العصور والحضارات المختلفة مكانة متفاوتة، فكانت النظرة إلى المرأة متأرجحة، وكانت تعتبر كائناً منحطاً، كما أنها عدت شيطانا يوحى إلى الشرور والخطيئة، أو أحسن نظرة كانت للمرأة بأنها الجنس الثاني لا تصل إلى شيء إلاّ في ظل الجنس الأول فهي خلقت له.
تعد مكانة المرأة عبر العصور والحضارات المختلفة مكانة متفاوتة، فكانت النظرة إلى المرأة متأرجحة، وكانت تعتبر كائناً منحطاً، كما أنها عدت شيطانا يوحى إلى الشرور والخطيئة، أو أحسن نظرة كانت للمرأة بأنها الجنس الثاني لا تصل إلى شيء إلاّ في ظل الجنس الأول فهي خلقت له.
ثم إن التاريخ لا يعرف دينا ولا نظاما كرَّم المرأة باعتبارها أماً أو اختاً أو بنتاً أو زوجةً، ورفع مكانتها وجعل لها مقاما ساميا، غير دين الإسلام العظيم، حيث جعل بر الوالدة من أصول الفضائل، كما جعل حقها عظيم لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن، ويُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان الأبناء ونفوسهم.
إنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله للجهاد فقال: «ألك والدة»؟ قال: نعم، قال: «فألزمها؛ فإنّ الجنّة تحت قدمها».(1)
والجميل فی الأمر عندما نطالع الحديث التي روي عن الخير الذي أخذه الرجل، وكأنما لم يبقى منه شيئاً للمرأة، أنّ اُم سلمة قالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بكلّ خير، فأيّ شيء للنساء؟ قال: النّبي صلى الله عليه وآله: «بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله فی سبيل الله، فإذا وضعت كان لها من الأجر ما لا يدری أحد ما هو، لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصّة كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها، وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك»!(2)
وبما أن المرأة تمثل نصف المجتمع أو تكوّن الطائفة الأكبر فهي أساس المجتمع وعماده، ولكونها المؤثر الأول والملهم الأول في البيت فهي تلعب دورا مهما في تربية الأجيال، وإنها أيضا تعد المستقر الروحي لإعداد وتهيئة وتأسيس قواعد الانطلاق للأجيال، فلا بد من تهيئتها فكرياً ونفسياً وروحياً، فإن ارتقت ارتقى معها المجتمع، وازدهرت كل القيم والمبادئ والأخلاق، وبالتالي تزدهر المجتمعات؛ لكونها:
هي الأم التي تصنع الأمم، كما يشير إلى هذا المعنى الشاعر حافظ ابراهيم.
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها*** أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا*** بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى*** شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
وهي الأخت التي تكون سنداً لأخيها، وتشبعه من العطف والحنان، وتعينه على نوائب الدهر.
وهي البنت أي الرحمة للحياة ونسمة رقيقة تلامس الرُّوح، فهنَ -أي: البنات- رقيقات جميلات تسعد النفس بهنَ، ويفرح القلب برؤيتهن. وقيل في الرفق بالبنات رفقاً بالقوارير لشدة رقتهنَ ودلالهنَ، فما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
إنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله للجهاد فقال: «ألك والدة»؟ قال: نعم، قال: «فألزمها؛ فإنّ الجنّة تحت قدمها».(1)
والجميل فی الأمر عندما نطالع الحديث التي روي عن الخير الذي أخذه الرجل، وكأنما لم يبقى منه شيئاً للمرأة، أنّ اُم سلمة قالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بكلّ خير، فأيّ شيء للنساء؟ قال: النّبي صلى الله عليه وآله: «بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله فی سبيل الله، فإذا وضعت كان لها من الأجر ما لا يدری أحد ما هو، لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصّة كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها، وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك»!(2)
وبما أن المرأة تمثل نصف المجتمع أو تكوّن الطائفة الأكبر فهي أساس المجتمع وعماده، ولكونها المؤثر الأول والملهم الأول في البيت فهي تلعب دورا مهما في تربية الأجيال، وإنها أيضا تعد المستقر الروحي لإعداد وتهيئة وتأسيس قواعد الانطلاق للأجيال، فلا بد من تهيئتها فكرياً ونفسياً وروحياً، فإن ارتقت ارتقى معها المجتمع، وازدهرت كل القيم والمبادئ والأخلاق، وبالتالي تزدهر المجتمعات؛ لكونها:
هي الأم التي تصنع الأمم، كما يشير إلى هذا المعنى الشاعر حافظ ابراهيم.
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها*** أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا*** بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى*** شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
وهي الأخت التي تكون سنداً لأخيها، وتشبعه من العطف والحنان، وتعينه على نوائب الدهر.
وهي البنت أي الرحمة للحياة ونسمة رقيقة تلامس الرُّوح، فهنَ -أي: البنات- رقيقات جميلات تسعد النفس بهنَ، ويفرح القلب برؤيتهن. وقيل في الرفق بالبنات رفقاً بالقوارير لشدة رقتهنَ ودلالهنَ، فما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
1ـ جامع السعادات، ج 2، ص 261.
2ـ وسائل الشيعة، ج 15، ص 175.
التعلیقات