الفوائد العائدة على الرجل والمرأة والمجتمع من هذه الاحكام (١)
الشیخ جعفر النقدی
منذ 9 سنواتان هذه الاحكام النزيهة التي جاء بها الدين الاسلامي الكريم في اصلاح حال المرأة قد انتجت فوائد
كثيرة لا تحصى يمكن لكل ذي مسكة ان يفهمها اذا نظر اليها بعين الانصاف ورسالتنا هذه لا تتحمل ان نشرحها جميعاً ولوضوحها تركنا اكثرها الى فكر المتأمل ولكنا نشرح الاصول منها ليكون ذو النظر على بصيرة من الفروع فنقول : اما ابطال الاسلام لعوائد اهل الاديان والجاهلية ما كانوا يعاملون به المرأة من الاضطهاد والقسوة فلكونها شريكة الرجل في الحياة فلا يحق له ان يستعبدها او يحقرها والرجل كان يعمل ما يعمله معها من تلقاء نفسه ورغبة في شهواته من غير ان يأمره دين سماوي بذلك واما مشروعية الزواج والنهي عن الزنا وامثاله فلكون التناكح انما حصل بين الذكر والانثى رغبة في النسل وهذه الرغبة لا توجد في الزنا لان الزانيات في الغالب يستعملن العقاقير المانعة من الحمل ولان الزانية على فرض حملها لا تتمكن من الحاق الولد باحد الزانين بها اذ لا تعلم اباه حقيقة والحاقة بغير ابيه جفاء على العائلة فحينئذ يتربصن به الدوائر ويعجلون عليه بالاعدام فلو لم يشرع الاسلام النكاح وبقى الزنا معمولا به لاختل نظام الاجتماع كما كان مختلا قبله .
هذا بالنظر الى المجتمع واما بالنظر الى الرجل والمرأة والمجتمع فان اختلاط المياه المختلفة في المرأة تولد الجراثيم التي تكون منها الامراض في اعضاء التناسل حسب ما حققه الطب (١) فاذا بليت المرأة بشيء منها سرى ذلك بالرجل ايضاً وكان سبباً لاتلافهما ولاتلاف نسلهما فكانت مشروعية الزواج نعمة عظيمة في الاسلام وغيره من الاديان وان شرعه ايضاً ، لكن لم يمتنع الناس من فعل الزنا الا تشديد الاسلام واما تعدد الزوجات ففيه ان الرجل قد تميل نفسه الى غير زوجته فاذا لم يكن التعدد مباحا مال الى الزناء المرأة التي لا كفيل لها ربما علقت بمن عنده زوجة فاذا كان التعدد محرماً عليه زنى بها ومع اباحة التعدد يتزوج بها حلالا .
***************************
(١) من شاء ان يطلع على التحقيقات الطبية بهذا الخصوص فعليه بمطالعة كتاب مقبرة الرجال للاستاذ فرج انطون وكتاب قانون الزواج الحديث تعريب محمد السباعي وتأليف الدكتور بوجونس فان فيها من افكار الاطباء وذوي التجارب القديمة والحديثة ما يكفى المتتبع عن مطالعة غيرهما.
التعلیقات