يُثاب الرومانس بين الزوجين
ياسر الشريعتي
منذ 8 سنواتينبغي استخدام الرومانس وكلمات الحبّ للزوجين المسلمين في حياتهم الزوجية أكثر من متبعي سائر الأديان؛ لأنّ الإسلام دين المحبّة ويأمر الزوج والزوجة بأداء كل فعل يثير الحبّ والألفة بينهم.
أولا النظرة الرحيمة بين الزوجين لها دور أساسي في بقاء الأٍسرة، وقد قال رسول الرحمة (صلّى الله عليه وآله): "إنّ الرجل إذا نظر إلى امرأته، ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظر الرّحمة". (1)
النظرة المليئة بالمحبّة والحنان تجلب رحمة الله الواسعة للزوجين، وتُضاعف هذه الرّحمة إذا أثرّت النظرة في قلب كلّ منهما.
فأكّد النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) على العناية الرجل لأسرته وإظهار المحبّة لهم بقوله: "جلوس المرء عند عياله أحبّ إلى الله تعالى من الإعتكاف في مسجدي هذا". (2)
وقد تحدث مشاجرات ونزاعات بين الزوجين، كما أنّها قضايا لا بد منها ومن الأمور الاعتيادية في الحياة، ولكن طوبى لمن لم تستدم الكدورة، وبادر إلى إعادة المحبة الذاهبة؛ فيقول الإمام الصادق (عليه السلام): "رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته". (3) الإمام المعصوم (عليه السلام) بهذه المقولة أمعن أنظارنا إلى أنّ في مثل هذه الظروف، على الرجل أن يبادر إلى تهدئة الاجواء؛ لأنّ المرأة بطبيعة حالها مدلّلة، والامرأة الصالحة لم تستغلّ وبحسن معاشرتها تسرّ زوجها، وقد روى الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام): "ما أفاد عبد فائدةً خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرّته". (4)
وربما بعض الرجال يكرهون او حتى يستنكفون الأفعال الحاكية عن المحبّة والألفة وبتعبير المعاصر، افعال الرومانسية كوضع اللقمة في فم زوجته، وما شاكلها، لكن رسول الله (صلّى الله علية وآله) منذ 1400 سنة رغّب الأزوج إلى مثل هذه التعامل بين الزوجين والتي تشد أساس الأسرة بناء على المحبّة كما وشجع على هذه القضايا بأنها يؤجر ويثاب المرء عليه فيقول: "إنّ الرجل لَيُؤجَر في رفع اللقمة إلى فم امرأته". (5) وأيضاً قال: "إنّ الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر". (6)
تشابه هذه الرواية، روايات أخرى تتحدث عن محبّة المرأة لبعلها، وعلى سبيل المثال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، ويبني لله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة". (7)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج الفصاحة، ح 612.
2. تنبيه الخواطر، ج2، ص 122.
3. وسائل الشيعة، ج20، ص170.
4. الكافي، ج5، ص 327.
5. جامع السعادات، ج2، ص 108.
6. مسند أحمد، ج4، ص 128، مجمع الزوائد، ج3، ص 119.
7. وسائل الشيعة، ج20، ص172.
مأخوذة من كتاب "التربية الجنسية في الكتاب والسنة" علي نقي الفقيهي
التعلیقات