وصايا النبي إلى الزوجة
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةلقد مر بنا كثير من وصايا النّبي صلىاللهعليهوآله إلى الزّوج من حفظ الزّوجة والإحسان إليها وحسن المعاشرة معها وعدم إيذاءها إلى غير ذلك من الوصايا الأخلاقية إليه ، ووصى الزّوجة أيضاً بوصايا للحفاظ على كرامة الزّوج والإعتناء بشؤن الزّوجية من دون أي تساهل وتسامح.
١. أعظم الناس حقاً على الزوجة
ولتعرف الزّوجة إن حق زوجها أعظم عليها من حقها عليه.
ولتعرف الزّوجة إن حق زوجها أعظم عليها من حقها عليه.
روى الكليني عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جائت إمرأة إلى النّبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله ما حق الزّوج على المرأة ؟
فقال لها : أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تصدق عن بيته إلا بإذنه ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه وإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها.
فقالت : يارسول الله : من أعظم الناس حقاً على الرجل ؟
قال : والداه.
قالت : فمن أعظم الناس حقاً على المرأة ؟
قال : زوجها.
قالت : فما لي عليه من الحق مثل ما له عليّ ؟
قال : لا ولا عن كل مائ ة واحدة ...
٢. لو جاز السجود لبشر ، لأمرت
ولتعلم الزّوجة أيضاً إن الله أوصاها بالزّوج كما أوصى الزّوج.
ولتعلم الزّوجة أيضاً إن الله أوصاها بالزّوج كما أوصى الزّوج.
قال السيد الإصفهانى : لكل واحد من الزّوجين حق على صاحبه ، يجب عليه القيام به ، وإن كان حق الزّوج أعظم حتى أنه قد ورد عن سيد البشر : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ...
٣. أوّل ما تسئل المرأة
٣. أوّل ما تسئل المرأة
وعن أنس بن مالك عن رسول الله قال : أوّل ما تسئل المرأة يوم القيامة عن صلاتها ثم عن بعلها كيف عملت إليه.
٤. لا تؤدي حق ربّها حتى ...
وعن عبد الله بن أبي أوفى عنه صلىاللهعليهوآله قال : والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربّها حتى تؤدي حق زوجها كلّه.
٥. لا تخرجي بغير إذن زوجك
ونهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتى ترجع إلى بيتها.
ونهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتى ترجع إلى بيتها.
٦. لا تتزيّنى لغير زوجك
ونهى أيضاً أن تتزيّن الزّوجة لغير زوجها وقال : فإن فعلت كان حق على الله أن يحرقها بالنار.
وعن أبى عبد الله عليهالسلام قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أي امرأة تتطيب ثم خرجت من بيتها فهى تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى رجعت.
وعنه أيضاً : أيّما امرأة تطيّبت لغير زوجها ، لم يقبل الله منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها.
٧. لا تحملي على زوجك ما لا يطيق
وقال صلىاللهعليهوآله : ومن كانت له إمرأة ولم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله وشقت عليه وحملته ما لم يقدر ، لم يقبل الله لها حسنة تتقي بها الناس وغضب الله عليها ما دامت كذلك.
٨. لا تؤذي زوجك ولا تسخطيه
وقال صلىاللهعليهوآله : ومن كانت له إمرأة ولم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله وشقت عليه وحملته ما لم يقدر ، لم يقبل الله لها حسنة تتقي بها الناس وغضب الله عليها ما دامت كذلك.
٨. لا تؤذي زوجك ولا تسخطيه
روى الدّيلمي في إعلام الدّين عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من كان له إمرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها ، حتى تعينه وترضيه ، وإن صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت أوّل من ترد النار ...
٩. أطيعي زوجك
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج في بعض حوائجه فعهد على إمرأته أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم قال : وأنّ أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله تستأذنه أن تعوده.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج في بعض حوائجه فعهد على إمرأته أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم قال : وأنّ أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله تستأذنه أن تعوده.
فقال : لا إجلسي في بيتك وأطيعي زوجك.
فمات أبوها فبعثت إليه ، إنّ أبي قد مات فتأمرني أن أصلّي عليه ؟
فقال : لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك.
قال : فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك.
١٠. ما أحسن شيء للنساء ؟!
وعن علي عليهالسلام قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أخبروني أي شيء خير للنساء ؟ فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا. فرجعت إلى فاطمة فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وليس أحد منّا علمه وعرفه.
وعن علي عليهالسلام قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أخبروني أي شيء خير للنساء ؟ فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا. فرجعت إلى فاطمة فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وليس أحد منّا علمه وعرفه.
فقالت : ولكني أعرفه ؛ خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال.
فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله سألتنا عن أي شيء خير للنساء ؛ خير لهنّ أن لا يرين الرجال ولا يراهنّ الرجال.
فقال : من أخبرك ؟ فلم تعلمه أنت عندي. فقلت : فاطمة.
فأعجب ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : إنّ فاطمة بضعة منّي.
وصايا النّبي لحولاء العطارة
وصايا النّبي لحولاء العطارة
وقد رأينا من المناسب أن نختم البحث في الوصايا النّبي إلى الزّوجة ما أوصى به حولاء العطارة :
روى النوري في المستدرك قصة امرأة كانت تُسمى حولاء وكانت عطارة لآل الرسول. فأمرها زوجها يوماً فأنترته ، فأمسى وهو ساخط عليها. فلما عرفت أنه ساخط عليها ، لطمت وجهها وعفّرت خدّها وبكت بكاءاً شديداً ورجفت نفسها مخافة رب العالمين وخوفاً من نار جهنّم يوم وضع الموازين.
قلم تذق تلك الليلة نوماً وكانت أطول عليها من يوم الحساب لسخط زوجها عليها وما أوجب الله عليها من الحق.
ولمّا كانت هذه القصة طويلة اقتطفنا منها بعض الفقرات رعاية للإختصار :
قال : فلمّا أصبح الصباح تبرقعت وأخذت على رأسها رداء وخرجت سائرة إلى دار رسول الله صلىاللهعليهوآله فلمّا وصلت أنشأت تنادي : ألسلام عليكم يا آل بيت النبوة ومعدن العلم والرسالة ومختلف الملائكة أتأذنوا لي بالدخول عليكم ، رحمكم الله.
فسمعت أمّ سلمة كلامها فعرفتها فقالت لجاريتها : أخرجي فافتحي لها الباب ، ففتحه لها فدخلت.
فقالت أم سلمة : ما شأنك يا حولاء ؟ وكانت من أحسن أهل زمانها.
فقالت : يا ستّي خائفة من عذاب ربّ العالمين ، غضب زوجي علي فخشيت أن أكون مبغضة.
فقالت لها أم سلمة : اقعدي لا تبرحي حتى يجى رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فجلست حولاء تتحدّث مع أم سلمة ، فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إنّي لأجد الحولاء عندكم ، فهل طيّبتكم منها بطيب ؟
فقالوا : لا والله يا نبي الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين ، بل جاءت سائلة عن حق زوجها.
ثم قصّت له القصّة ، فقال صلىاللهعليهوآله :
١ ـ ما من إمرأة ترفع عينها إلى زوجها بالغضب إلا كحّلت برماد من نار جهنّم.
٢ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ، ما من إمرأة ترد على زوجها وعلّقت يوم القيامة بلسانها وسمّرت بمسامير من نار.
٣ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ، ما من امرأة تمدّ يدها تريد أخذ شعرة من زوجها أو شقّ ثوبه ، إلاّ سمر الله كفّيها بمسامير من نار.
٤ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ما من امرأة تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تحضر عرساً إلا أنزل الله عليها أربعين لعنة عن يمينها، وأربعين لعنة عن شمالها ، وترد اللعنة عليها من قدامها ، فتغمرها حتى تغرق في لعنه الله من فوق رأسها إلى قدمها ويكتب الله عليها بكل خطوة أربعين سنة ، فإن أتت أربعين سنة كان عليها بعدد من سمع صوتها وكلامها ، ثم لا يستجاب لها دعاء حتى يستغفر لها زوجها بعدد دعائها له وإلا كانت تلك اللعنة إلى يوم تموت وتبعث.
٥ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ، ما من امرأة تثقل على زوجها المهر ، إلا ثقل الله عليها سلاسل من نار جهنم.
٦ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ، ما من امرأة تصوم بغير إذن زوجها تطوعاً لا لغرض شهر رمضان وغيره من النذر ، إلا كانت منت الآثمين.
٧ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشيء من بيت زوجها إلا بإذنها ، فان فعلت كان له الأجر وعليها الوزر.
٨ ـ يا حولاء : ما من امرأة صلت صلاتها ولزمت بيتها وأطاعت زوجها ، إلا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما أخرت.
٩ ـ يا حولاء : لا يحل للمرأة أن تكلف زوجها فوق طاقته ، ولا تشكوه إلى أحد من خلق الله لا قريب ولا بعيد.
١٠ ـ يا حولاء : يجب على المرأة أن تصبر على زوجها على الضر والنفع وتصبر على الشدة والرخاء كما صبرت زوجة أيوب المبتلى ، صبرت على خدمته ثمانية عشر سنة ، تحمله على عاتقها مع الحاملين وتطحن مع الطاحنين وتغسل مع الغاسلين ، وتأتيه بكسرة يأكلها ويحمد الله عزوجل ، وكانت تلقيه في الكساء وتحمله على عاتقها ، شفقة وإحساناً إلى الله وتقرباً إليه عزوجل.
١١ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة والرخاء وكانت مطيعة له ولأمره ، حشرها الله تعالى مع إمرأة أيوب.
١٢ ـ يا حولاء : لا تحل لامرأة أن تظهر معصمها وقدمها لرجل غير بعلها وإذا فعلت ذلك لم تزل في لعنة الله وسخطه وغضب الله عليها ولعنتها ملائكة الله ، وأعد لها عذاباً أليماً.
١٣ ـ يا حولاء : للمرأة على زوجها أن يشبع بطنها ، ويكسو ظهرها ويعلمها الصلاة والصوم والزكاة ، إن كان في مالها حق ولا تخالفه في ذلك.
١٤ ـ يا حولاء : من كانت منكنّ تؤمن بالله واليوم الآخر ، لا تجعل زينتها لغير زوجها ولا تبدى خمارها ومعصمها ، وأيما امرأة جعلت شيئاً من ذلك لغير زوجها فقد أفسدت دينها وأسخطت ربّها عليها.
١٥ ـ يا حولاء : لا تحلّ لامرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم ولا تملأ عينها منه ، ولا عينه منها ، ولا تأكل معه ، ولا تشرب إلاّ أن يكون محرماً عليها وذلك بحضرة زوجها.
١٦ ـ يا حولاء : ما من امرأة تستخرج ما طيبت لزوجها إلاّ خلق الله في الجنة من لون فيقول لها : كلي واشربي بما أسلفت في الأيام الخالية. ( وكأنّه صلىاللهعليهوآله أشار إلى آية ٢٤ من سورة الحاقة )
١٧ ـ يا حولاء : ما من امرأة تحمل من زوجها كلمة إلاّ كتب الله لها من الأجر ما للصائم والمجاهد في سبيل الله.
١٨ ـ يا حولاء : ما من امرأة تشتكي زوجها ، إلاّ غضب الله عليها ، وما من امرأة تكسو زوجها إلاّ كساها الله يوم القيامة سبعين خلعة من الجنّة. كلّ خلعة منها مثل شقايق النعمان والريحان وتعطى يوم القيامة أربعين جارية تخدمها من الحور العين.
١٩ ـ يا حولاء : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً ، ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً إلاّ كانت في ظل الله عزّ وجلّ حتى يصيبها طلق ، يكون لها بكلّ طلقة عتق رقبة مؤمنة ، فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه ، فما يمصّ الولد مصة من لبن أمّه إلاّ كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة ، يعجب من رآها من الأولين والآخرين وكتبت صائمة قائمة وإن كانت مفطرة ، كتب لها صيام الدهر كله وقيامه ، فإذا فطمت ولدها قال الله جلّ ذكره : يا أيّتها المرأة قد غفرت لك ما تقدّم من الذنوب فاستأنفي العمل رحمك الله.
فقالت الحولاء : يا رسول الله ، صلى الله عليك ، هذا كلّه يعود للرجل ؟
قال صلىاللهعليهوآله : نعم.
قالت : فما للنساء على الرجال ؟
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرني جبرئيل ولم يزل يوصيني بالنساء حتى ظننت أن لا يحلّ لزوجها أن يقول بها أف. يا محمد : إتقوا الله في النساء فإنهنّ عوان بين أيديكم ، أخذتموهنّ على أمانات الله عزوجل ، لما استحللتم من فروجهنّ بكلمة الله وكتابه من فريضتي وسنتي وشريعة محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله فإنّ لهنّ عليكم حقّاً واجباً لمّا استحللتم أجسامهنّ وبما واصلتم من أبدانهنّ ويحملن أولادكم في أحشائهنّ حتى أخذهنّ الطلق من ذلك ، فأشفقوا عليهنّ وطيّبوا قلوبهنّ حتى تقفن معكم ولا تكرهوا النساء ولا تسخطوا بهنّ ولا تأخذوا ممّا آتيتموهنّ شيئاً إلا برضاهنّ وإذنهنّ ....
التعلیقات
١