تكافل الايتام (٢)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتروي أن رجلاً شكا إلى النبي صلىاللهعليهوآله قساوة قلبه ، فقال : « إذا أردت أن
يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم » (1) وفي رواية اُخرى أنه قال له : « فادن منك اليتيم وامسح رأسه وأجلسه على خوانك ، يلين قلبك وتقدر على حاجتك » (2).
وقال صلىاللهعليهوآله : « اشبع اليتيم والأرملة ، وكن لليتيم كالأب الرحيم ، وكن للأرملة كالزوج العطوف ، تعط كل نفس تنفست في الدنيا قصراً في الجنة ، كل قصر خير من الدنيا وما فيها » (3).
هذه التوجهات الحضارية أشاعت أجواء الطمأنينة في نفوس الأيتام وخلقت الاستقرار الاجتماعي على الرغم من الاضطراب السياسي الذي خيم على المجتمع الإسلامي آنذاك.
وإذا ما أضفنا إلى كل هذا مساعي مدرسة أهل البيت : الخيرة التي أسهمت بنصيب وافر في تشجيع أعمال الخير ، فكانت كالواحة الوارفة الظلال في مجال التكافل وخاصة مع الأيتام في المقام الأول. فكان أمير المؤمنين عليهالسلام يوصي بهم حتى قبل موته بقليل ، فقد تضمنت وصيته الأخيرة قوله عليهالسلام : « الله اللّه في الأيتام ، فلا تغبّوا أفواهم (4) ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنة » (5) ، وعنه عليهالسلام : « ما من مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم ترحّماً له إلاّ كتب الله له بكلّ شعرة مرّت يده عليها حسنة » (6).
**************************
(1) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.
(2) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.
(3) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٣.
(4) أغبّ القوم : جاءهم يوماً وترك يوماً ، وقوله : « لا تغبّوا أفواههم » أي صلوا أفواههم بالإطعام ولا تقطعوه عنها. انظر : نهج البلاغة ، صبحي الصالح : ٧٧ ، هامش ١.
(5) الكافي ٧ : ٥١ / ٧ باب صدقات النبي صلىاللهعليهوآله وفاطمة والأئمّة : ووصاياهم من كتاب الوصايا.
(6) ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق : ١٩٩.
التعلیقات