ترغيب وترهيب في الأخوّة الإيمانية
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتمن أجل أن يتأصّل مبدأ التكافل في وجدان وواقع الناس اتّبع الإسلام منهج « الترغيب والترهيب
» لأجل دفع الأفراد نحو الاتحاد والتعاون والتكافل. فمن جهة الترغيب نجد أحاديث أهل البيت : تُسهب في إيراد الشواهد على الثواب الجزيل الذي ينتظر كلّ من قضى حوائج إخوانه وتبشّره بالأمن يوم الحساب ، فعن الإمام الصادق عليهالسلام : « من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله ، كتب الله له ألف ألف حسنة » (١).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « من قضى لأخيه المؤمن حاجةً ، قضى الله عزّ وجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوّلها الجنة » (٢).
وعن الإمام الكاظم عليهالسلام : « إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس ، هم الآمنون يوم القيامة » (٣).
ونجد في الرّوايات معطيات إيجابية يجد ثمراتها الإنسان المؤمن في الدنيا قبل الآخرة كزيادة الرزق ، فعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « مواساة الأخ في الله تزيد في الرزق » (٤).
وفي مقابل ذلك نجد التحذير الكثير لكل من يقصر في حق إخوانه ، ولهذا التحذير والإنذار آثار عملية تتمثّل في المحافظة على الجدار الاجتماعي من أي تصدّع ، وفي الحدّ من التحولات الاجتماعية التي تخل بقواعد العيش المشترك ، وكشاهد على النمط الأخير ـ أي التحذير ـ يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته فحجبه ، لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة » (5).
عن الإمام الصادق عليهالسلام : « أيّما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة ، وهو يقدر على قضائها فمنعه إيّاها ، عيّره الله يوم القيامة تعييراً شديد ، وقال له : أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إيّاها زهداً منك في ثوابها ، وعزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجةٍ معذّباً كنت أو مغفوراً لك » (6).
*******************************
(١) أصول الكافي ٢ : ١٩٧ / ٦ من الباب المتقدم.
(٢) أصول الكافي ٢ : ١٩٣ / ١ باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
(٣) أصول الكافي ١ : ١٩٧ / ٢ باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
(٤) مشكاة الأنوار / الطبرسي : ٢٣٠.
(5) الاختصاص / منسوب إلى الشيخ المفيد : ٣١ ، طبع جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.
(6) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٩٩ / المجلس الرابع.
التعلیقات