تحدي الطعام الحلال في الدول غير الإسلامية
ياسر شريعتي
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 5 دقائق
الأكل والشرب من الاحتياجات الأساسية والضرورية للإنسان، فمثلما يحدد علماء علم التغذية الوجبة الصحية، كذلك تفعل الشرائع السماوية، وتضع لها تعريف خاص. من المفاهيم الشائعة بين الأديان على الرغم من اختلاف العقائد والتقاليد الطعام الحلال في الإسلام أو الكوشر في اليهودية، فتوفير الطعام الحلال من التحديات التي يعيشها أتباع الأديان في غير مناطقهم كالمسلم الذي يعيش في بلاد الغرب، فسنبحث عن التحدي الذي يواجه أتباع الأديان السماوية.
أكل الحلال
في القرآن الكريم أكثر من 250 آية وعشرات من الروايات من المعصومين عليهم السلام تشير إلى أهمية الغذاء والتغذية، كما قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.(1)
يعد تحضير الطعام الحلال أمراً شائعاً وسهلاً في الدولة الإسلامية، وإذا شككنا في أن الطعام حلال أو لا -لا من دون قرينة تورث الشك- فلا أهمية لشكنا طبقاً لقاعدة سوق المسلمين. ومعنى القاعدة هو أمارية سوق المسلمين للطهارة والذكاة عند الشك فيهما بالنسبة إلى البضائع التي توجد في أسواق المسلمين، من اللحوم والجلود وغيرهما فإن نفس كونها في سوق المسلمين يكفي للطهارة والحلية وإن كان من يعرضها مجهول الحال، ولكن تناول الطعام الحلال في البلدان غير الإسلامية دائماً أمر صعب وغير متوفر في كل مكان، وهذا تحدي كبير تعيشه الأسرة المسلمة الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية.
غذاء الجسم وغذاء الروح
تشير الإرشادات الدينية بأن الإنسان مزيج من بعدين من الجسد والروح، وطعام الجسد يؤثر على روحه، وتناول الطعام غير الحلال يجعل النفس البشرية ضعيفة، ففي بعض آيات القرآن الكريم تؤكّد هذا الأمر بأن هناك علاقة وثيقة بن الطعام الطاهر والعمل الصالح: ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾،(2) وقال رسول الله صلى الله عيله وآله في هذا الباب: «اَلْعِبَادَةُ مَعَ اَکْلِ الْحَرَامِ کَالْبِنَاءِ عَلَی الرَّمْلِ».(3)
لذلك فإن إنفاق المال والوقت لإعداد الطعام الحلال ليس تكلفة، بل استثمارا للحصول على حياة صحية مادية وروحانية.
تساهل وتسامح
ازداد اليوم نوع خاص من التسامح وعدم التمسك بالأحكام الدينية خاصة بين الشباب وعدم المبالاة في التفحص عن حلية وطهارة الطعام، فقد ذهب قبح أكل الغذاء غير المشروع في أوساط شباب المسلمين المقيمين في بلاد الغرب.
وفي مقابلة أجرتها قناة يوتيوب الإسلامية(Muslim)(4) مع بعض هؤلاء الشباب نسمع منهم إجابات مثيرة للإعجاب، فجميعهم على علم بتحريم تناول الطعام غير الحلال، ويعرفون الأطعمة المحللة والمحرّمة، ولكن أغلب من تمت المقابلة معهم يتساهلون مع هذا الحكم، ويبررون تناول الأطعمة غير المحللة، فبعضهم يقدم أعذارا بأنه جائع، والله يعلم ذلك، فسيغفر لي، ولا يعاقبني لتناول دجاجة غير مذكّاة، وقال آخرون إذا عُرضت عليهم حلوى لذيذة لم نسأل عن مكوّناتها؛ لأن الله لا يعاقب عبداً جاهلاً.
وبعض الآخر اهتم بالقضية أكثر، وتمسك بالأحكام الشرعية، وأجابوا: أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق والتحدي تناول الطعام الحلال هو تحضير وطهي الطعام في البيت أو أن يكون الإنسان نباتي أي يأكل النباتات، ولم يأكل اللحوم.
ماركة حلال
اليوم ولتسهيل تحضير الطعام الحلال، تم تسجيل علامة تجارية تحمل الاسم نفسه؛ ليطمئن الفرد المسلم في شراءه للمواد الغذائية في بلد الغرب، ظهرت المنتجات الغذائية الحلال لأول مرة في ماليزيا في السنوات الأخيرة، وتم تقديم هذه العلامة التجارية الغذائية كعلامة تجارية عالمية من قبل الدول الإسلامية في العالم؛ لذلك تم استقبالها بشكل جيد في الدول غير الإسلامية أيضا.
والعجيب هو أن الطعام الذي يحمل علامة الحلال يكون باهظ الثمن، ويعتبر وجبة غذاء فاخرة، ولا تستطيع كل الأسر تحمل تكلفتها. فتكوين بيئة مناسبة للمسلمين وتوفير هذه الأطعمة عندهم تساعدهم للحصول على طعام حلال سهل الحصول وبسعر منخفض التكلفة، وله تأثير كبير على قضية أكل الحلال في بلاد الغرب، وحسب ما جاء في الكتب الفقهية لا بد من إحراز حلية الطعام بمعنى أنه يجب التأكد من كون الطعام حلال قبل الأكل والشرب، وإلّا فلا يجوز تناول الطعام، وقاعدة سوق المسلمين التي هي حلالة المشاكل في حالة الشك لا تجري هنا؛ لأنها تشمل دول الإسلامية، فلذلك في بلدان غير الإسلامية يجب على المرء أن يكون على حذر من الأكل والشرب ويتجنّب المنتجات المشبوهة، فاللقمة المشبوهة التي لا يُعرف أنها حلال أو حرام تؤثر على الفرد، فيقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في هذا المقام: «لَیَاتِیَنَّ عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُبَالِی الْمَرْءُ بِمَا اخَذَ الْمَالَ اَمِنْ حَلَالٍ اَمْ مِنْ حَرَامٍ».(5)
فالطعام الذي لا نعرف بأنه حلال أو حرام لا يصبح حلالا بقراءة بسم الله عليه، فيجب أن نعلم بأنه حلال.
في القرآن الكريم أكثر من 250 آية وعشرات من الروايات من المعصومين عليهم السلام تشير إلى أهمية الغذاء والتغذية، كما قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.(1)
يعد تحضير الطعام الحلال أمراً شائعاً وسهلاً في الدولة الإسلامية، وإذا شككنا في أن الطعام حلال أو لا -لا من دون قرينة تورث الشك- فلا أهمية لشكنا طبقاً لقاعدة سوق المسلمين. ومعنى القاعدة هو أمارية سوق المسلمين للطهارة والذكاة عند الشك فيهما بالنسبة إلى البضائع التي توجد في أسواق المسلمين، من اللحوم والجلود وغيرهما فإن نفس كونها في سوق المسلمين يكفي للطهارة والحلية وإن كان من يعرضها مجهول الحال، ولكن تناول الطعام الحلال في البلدان غير الإسلامية دائماً أمر صعب وغير متوفر في كل مكان، وهذا تحدي كبير تعيشه الأسرة المسلمة الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية.
غذاء الجسم وغذاء الروح
تشير الإرشادات الدينية بأن الإنسان مزيج من بعدين من الجسد والروح، وطعام الجسد يؤثر على روحه، وتناول الطعام غير الحلال يجعل النفس البشرية ضعيفة، ففي بعض آيات القرآن الكريم تؤكّد هذا الأمر بأن هناك علاقة وثيقة بن الطعام الطاهر والعمل الصالح: ﴿كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾،(2) وقال رسول الله صلى الله عيله وآله في هذا الباب: «اَلْعِبَادَةُ مَعَ اَکْلِ الْحَرَامِ کَالْبِنَاءِ عَلَی الرَّمْلِ».(3)
لذلك فإن إنفاق المال والوقت لإعداد الطعام الحلال ليس تكلفة، بل استثمارا للحصول على حياة صحية مادية وروحانية.
تساهل وتسامح
ازداد اليوم نوع خاص من التسامح وعدم التمسك بالأحكام الدينية خاصة بين الشباب وعدم المبالاة في التفحص عن حلية وطهارة الطعام، فقد ذهب قبح أكل الغذاء غير المشروع في أوساط شباب المسلمين المقيمين في بلاد الغرب.
وفي مقابلة أجرتها قناة يوتيوب الإسلامية(Muslim)(4) مع بعض هؤلاء الشباب نسمع منهم إجابات مثيرة للإعجاب، فجميعهم على علم بتحريم تناول الطعام غير الحلال، ويعرفون الأطعمة المحللة والمحرّمة، ولكن أغلب من تمت المقابلة معهم يتساهلون مع هذا الحكم، ويبررون تناول الأطعمة غير المحللة، فبعضهم يقدم أعذارا بأنه جائع، والله يعلم ذلك، فسيغفر لي، ولا يعاقبني لتناول دجاجة غير مذكّاة، وقال آخرون إذا عُرضت عليهم حلوى لذيذة لم نسأل عن مكوّناتها؛ لأن الله لا يعاقب عبداً جاهلاً.
وبعض الآخر اهتم بالقضية أكثر، وتمسك بالأحكام الشرعية، وأجابوا: أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق والتحدي تناول الطعام الحلال هو تحضير وطهي الطعام في البيت أو أن يكون الإنسان نباتي أي يأكل النباتات، ولم يأكل اللحوم.
ماركة حلال
اليوم ولتسهيل تحضير الطعام الحلال، تم تسجيل علامة تجارية تحمل الاسم نفسه؛ ليطمئن الفرد المسلم في شراءه للمواد الغذائية في بلد الغرب، ظهرت المنتجات الغذائية الحلال لأول مرة في ماليزيا في السنوات الأخيرة، وتم تقديم هذه العلامة التجارية الغذائية كعلامة تجارية عالمية من قبل الدول الإسلامية في العالم؛ لذلك تم استقبالها بشكل جيد في الدول غير الإسلامية أيضا.
والعجيب هو أن الطعام الذي يحمل علامة الحلال يكون باهظ الثمن، ويعتبر وجبة غذاء فاخرة، ولا تستطيع كل الأسر تحمل تكلفتها. فتكوين بيئة مناسبة للمسلمين وتوفير هذه الأطعمة عندهم تساعدهم للحصول على طعام حلال سهل الحصول وبسعر منخفض التكلفة، وله تأثير كبير على قضية أكل الحلال في بلاد الغرب، وحسب ما جاء في الكتب الفقهية لا بد من إحراز حلية الطعام بمعنى أنه يجب التأكد من كون الطعام حلال قبل الأكل والشرب، وإلّا فلا يجوز تناول الطعام، وقاعدة سوق المسلمين التي هي حلالة المشاكل في حالة الشك لا تجري هنا؛ لأنها تشمل دول الإسلامية، فلذلك في بلدان غير الإسلامية يجب على المرء أن يكون على حذر من الأكل والشرب ويتجنّب المنتجات المشبوهة، فاللقمة المشبوهة التي لا يُعرف أنها حلال أو حرام تؤثر على الفرد، فيقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في هذا المقام: «لَیَاتِیَنَّ عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُبَالِی الْمَرْءُ بِمَا اخَذَ الْمَالَ اَمِنْ حَلَالٍ اَمْ مِنْ حَرَامٍ».(5)
فالطعام الذي لا نعرف بأنه حلال أو حرام لا يصبح حلالا بقراءة بسم الله عليه، فيجب أن نعلم بأنه حلال.
المترجم: الشيخ مهدي المجاهد
1ـ سورة البقرة: الآية 168.
2ـ سورة المؤمنون: الآية 51.
3ـ عدة الداعي: ص 141.
4ـ https://www.youtube.com/watch?v=hSbQ-mh2-o8
5ـ متقي الهندي، حسام الدین، کنز العمال، ج 4، ص 7، ش 9215، تحقیق صفوة السقا، الرسالة، بیروت، 1405 ق.
التعلیقات