اليتيم وحقوقه الاجتماعية
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 10 سنوات
لقد تنوع الاسلوب التشريعي في بيان حقوق اليتيم الاجتماعية : ولكنه شرع معه
من حين الطفولة المبكرة لما لهذه المرحلة من الاهمية البالغة في احتضان اليتيم ، وإيوائه ليعيش في جو من الحنان الدافىء لينسيه مرارة اليتم ، وليعوض عليه ما فاته من عواطف الابوة.
ولذلك نرى الكتاب الكريم يسلك طريقاً جديداً للوصول إلى بيان حقوق اليتيم الاجتماعية ذلك هو توجيه الخطاب إلى النبي الاكرم متخذاً من الواقع المرير الذي مر به وهو طفل خير درس يوجهه إلى الأفراد لرعاية هذه الزهور الذابلة.
من هذه النقطة سيكون المنطلق لمسيرة الاسلام مع الحملة التوجيهية لليتيم.
لقد مرت هذه الادوار بالرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم فقد أباه وهو طفل فقيض الله له جده عبد المطلب ( شيخ الابطح ) ليقوم برعايته ، وتربيته فقد شاءت الحكمة الإِلهية أن يذوق المنقذ الاول للانسانية مرارة اليتم ، فيفقد الحنان الابوي لولا أن يعوضه الله بمن سد له هذه الخله ليطبق الدرس تطبيقاً عملياً فتسير الامة على هداه ، وتنحو هذا النحو من السلوك الذي تتمخض نتائجه بالتوجيه الصالح للافراد.
١ ـ ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ).
٢ ـ ( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَىٰ ).
٣ ـ ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَىٰ ).
٤ ـ ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) (١).
هذه الآيات الكريمة جمعت بين طياتها درساً كاملاً لكل ما يحتاجه اليتيم في الحياة الاجتماعية.
فهي الدستور الذي لا بد من تطبيقه للوصول إلى الغاية السامية من رعاية حقوق الضعفاء.
وهي بمجموعها تشكل بيان المراحل التي لابد للكبار من اجتيازها للوصول بهذا الانسان إلى الهدف المنشود.
فالمشاكل التي يواجهها اليتيم في بداية الشوط ثلاث :
ـ المسكن الذي يلجأ إليه.
ـ والتربية الصالحة بما تشتمل عليه من تأديب وتعليم.
ـ والمال الذي ينفق عليه منه.
_______________________
(١) سورة الضحى : الآيات ( ٦ ، ٧ ، ٨ ، ٩ ).
التعلیقات