قراءة الخطبة قبل العقد
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةومن السنن المستحبة الأكيدة قبل العقد ، قرائة خطبة تشتمل على الحثّ على الزوّاج وعلى سنّة النبيّ الكريم. كما ورد عنه أنه قال : كل نكاح لا خطبة فيه ، فهو كاليد الجذّاء ١ والذي يتعهد قراءتها إمّا الزّوج الخاطب وإمّا العاقد وإمّا أحد الجلساء من كبار السن كما خطب حذيفة بن اليمان وكان يومئذ كبير القوم وكان حاضراً في المجلس الذي ادخل فيه سبي الفرس فأمره الإمام بالخطبة قبل العقد على شهربانويه ، فقال عليهالسلام :اخطب يا حذيفه. فخطب وزوّجت من الحسين عليهالسلام. ٢ فلاشك ان في قراءة هذه الخطبة بركات ما لا يحصى عدّها
.الخطبة أو خطبته صلىاللهعليهوآله قبل عقد فاطمة أو خطبة الإمام الرضا عليهالسلام أو خطبة الجواد عليهالسلام قبل العقد على ام الفضل إبنة المأمون.
ويستحب أيضاً قراءة خطبة الرضا عليهالسلام قبل العقد كما ورد ذلك وإليك بعض الخطب الواردة وعليك التأمل فيما ورد :
خطبة النبي صلىاللهعليهوآله قبل عقد فاطمة عليهاالسلام
نقل ابن الصباغ المالكي عن الشيخ أبي على ، الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان بسنده عن أنس ، قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جائني به جبرئيل من صاحب العرش جلّ وعلا ؟
قلت بأبي أنت وامي ما جاءك به جبرئيل ؟
قال : قال لي : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تزوّج فاطمة من علي عليهالسلام فانطلق فادع لي أبابكر وعمر وطلحة والزبير وبعدتهم من الأنصار.
قال : فانطلقت فدعوتهم ، فلما أخذوا مجالسهم ، قال رسول الله :
ألحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه ، الموهوب إليه من عذابه النافذ أمره وأرضه في سماءه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوآله ، إن الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضاً وحكماً عدلاً وخيراً جامعاً ، وشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال عزّ وجلّ :
وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً ، وأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل كتاب : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، ثم إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضّة إن رضى بذلك على السنّة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما وأطاب نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمناء الأمة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... .
خطبة إلامام علي عليهالسلام بأمر النبي صلىاللهعليهوآله
قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : ثم جلس النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا علي قم واخطب لنفسك ، فقام أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وخطب بهذه الخطبة : ألحمد لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالناس من يعصيه ، نحمده على قديم أحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، وسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صلاة تزلفه وتجليه ، وترفعه وتصطفيه ، إنّ خير ما أفتتح به وأختتم قول الله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم ...
ثم قال : وهذا رسول الله زوّجني إبنته على خمسمائة درهم وقد رضيت فاسألوه واشهدوا.
خطبة الإمام الجواد عليهالسلام
روى الطبرسي في الإحتجاج في زواج الإمام الجواد عليهالسلام : ثم أقبل ـ المأمون ـ إلى أبي جعفر ، فقال له : أتخطب يا أبا جعفر ؟ قال : نعم يا أميرالمؤمنين. فقال له : أتخطب لنفسك جعلت فداك ، فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك ام الفضل إبنتي وان رغم أنوف قوم لذلك.
فقال أبوجعفر : ألحمد لله إقراراً بنعمته ، ولا إله إلاّ الله إخلاصاً لوحدانيّته ، وصلى الله على سيد بريّته ، والأصفياء من عترته.
أمّا بعد ، فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه : وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ٢ ثم إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوّجته يا أميرالمؤمنين بها على هذا الصداق المذكور فقال المأمون : نعم قد زوجتك ياأباجعفر ام الفضل إبنتي على الصداق المذكور فهل قبل النكاح ؟ قال أبوجعفر عليهالسلام : نعم قد قبلت ذلك ورضيت به.
التعلیقات