البيعةُ الكريمة
السيد علي الصدر
منذ 15 سنةالبيعة الكريمة :
بعد خطبته عليه السلام تتم البيعة معه ، بيعة أهل السماء والأرض؛ بيعةٌ يبدءها أمين وحي الله جبرئيل عليه السلام ، ثمّ المؤمنون الكرام.
ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام :
(إن أوّل من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل عليه السلام...)(1).
وفي الحديث الآخر :
(فيبعث الله جل جلاله جبرئيل عليه السلام يأتيه فينزل على الحطيم ، ثمّ يقول له :
إلى أيّ شيء تدعو؟
فيخبره القائم عليه السلام ، فيقول جبرئيل عليه السلام : أنا أوّل من يبايعك ، ابسط يدك.
فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه ، ويقيم بمكّة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف أنفس ، ثمّ يسير منها إلى المدينة)(2).
وفي الحديث الآخر :
(يا مفضّل ، كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها والمبايع له.
يا مفضّل يسند القائم عليه السلام ظهره إلى الحرم ويمدّ يده ، فترى بيضاء من غير سوء ويقول : هذه يد الله ، وعن أمر الله ، وبأمر الله.
ثمّ يتلو هذه الآية : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ... ﴾ (3) الآية.
فيكون أوّل من يقبّل يده جبرئيل عليه السلام ، ثمّ يبايعه ، وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ، ثمّ النقباء)(4).
فتتم البيعة والمعاهدة معه على الطاعة ، ويكون السلام عليه بنحو : (السلام عليك يا بقية الله) ، كما في الحديث (5).
وتكون بيعة أنصاره معه على الأمور التالية :
على أن لا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يسبّوا مسلماً ، ولا يقتلوا محرّماً ولا يهتكوا حريماً محرماً ، ولا يهجموا منزلاً ، ولا يضروا أحداً إلاّ بالحق ، ولا يكنزوا ذهباً ولا فضّة ولا برّاً وشعيراً ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يشهدوا بما لا يعلمون ، ولا يخرّبوا مسجداً ، ولا يشربوا مسكراً ، ولا يلبسوا الخزّ ولا الحرير ، ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يقطعوا طريقاً ، ولا يخيفوا سبيلاً ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يحبسوا طعاماً من برّ أو شعير ، ويرضون بالقليل ، ولا يشتمون ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف ويجاهدون في الله حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم أن يمشي حيث يمشون ، ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً يعبد الله حق عبادته ، ولا يتخذ حاجباً ولا بوّاب (6).
وبالرغم مما يتمتع به أصحابه الكرام من الدرجات العالية ، والعدالة الروحية ، تكون هذه الشروط توثيقاً للحكم ، وتأكيداً في الأمر ، وتعليماً للحياة المثالية التي تخصهم لقيادة الكرة الأرضية وهي بيعة ميمونة يشمل خيرها جميع الموجودات في مسيرة الحياة.
الهوامش
(1) بحار الأنوار 52 : 285/ باب 26/ ح 18.
(2) بحار الأنوار 52 : 337/ باب 27/ ح 78.
(3) الفتح : 10.
(4) بحار الأنوار 53 : 8/ باب 25/ ح 1.
(5) وسائل الشيعة 10 : 470/ باب 106/ ح 2.
(6) منتخب الأثر : 469.
في رحاب المهدي عليه السلام
التعلیقات