اخبار الامام الحسن بن علي العسكري من وقوع الغیبه بالقاْْئم (عج)
الشیخ الصدوق
منذ 13 سنة38
( باب )
* ( ما روى عن أبي محمد الحسن بن على العسكري عليهما السلام ) *
* ( من وقوع الغيبة بابنه القائم عليه السلام وأنه الثاني ) *
* ( عشر من الائمة عليهم السلام ) *
1 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الاشعري قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف [ من ] بعده ، فقال لي مبتدئا : يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الارض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الارض .
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فمن الامام والخليفة بعدك ؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه ، الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر عليه السلام ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عزوجل على القول بإمامته وفقه [ فيها ] للدعاء بتعجيل فرجه .
فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال : أنا بقية الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق .
فقال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسرورا فرحا ، فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت [ به ] علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟ فقال : طول الغيبة يا أحمد ، قلت : يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول ؟ قال : إي وربي حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عزوجل عهده لو لا يتنا ، وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه .
يا أحمد بن إسحاق : هذا أمر من أمر الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في عليين .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : لم أسمع بهذا الحديث إلامن علي بن عبد الله الوراق وجدت بخطه مثبتا فسألته عنه فرواه لي عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن إسحاق رضي الله عنه كما ذكرته (1) .
* ( ما روى من حديث الخضر عليه السلام (2) ) *
1 ـ حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال : حدثنا محمد بن عطية قال : حدثنا هشام ابن جعفر ، عن حماد ، عن عبد الله بن سليمان (3) قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل أن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله حجة على عباده ولم يجعله نبيا ، فمكن الله له في الارض وآتاه من كل شيء سببا ، فوصفت له عين الحياة وقيل له : من شرب منها لم يمت حتى يسمع الصيحة وإنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستون عينا وكان الخضر على مقدمته (4) ، وكان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا ، وأعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا ، وقال لهم : ليغسل كل رجل منكم حوته عند كل عين ، فانطلق الخضر عليه السلام إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت في الماء حيي وانساب في الماء ، فلما رأى الخضر عليه السلام ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين ومعه حوته ، ورجع الخضر وليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له : أشربت من ذلك الماء ؟ قال : نعم ، قال : أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذا العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الابصار إلى النفخ في الصور .
2 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خرج أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام (5) بالمدينة فتضجر واتكأ على جدار من جدرانها متفكرا إذ أقبل إليه رجل فقال له ، يا أبا جعفر على م حزنك ؟ على الدنيا فرزق [ الله عزوجل ] حاضر يشترك فيه البر والفاجر : أم على الاخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قادر ، قال ، أبو جعفر عليه السلام : ما على هذا حزني إنما حزني على فتنة ابن الزبير ، فقال له الرجل : فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه ، أم هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه ؟ وهل رأيت أحدا استجار الله فلم يجره (6) ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : لا ، فولى الرجل ، فقيل : من هو ذاك ؟ فقال أبو جعفر : هذا هو الخضر عليه السلام .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : جاء هذا الحديث هكذا ، وقد روى في خبر آخر أن ذلك كان مع علي بن الحسين عليهما السلام .
3 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثني سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري قالا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد ابن خالد البرقي ، عن أحمد بن زيد النيسابوري قال : حدثني عمر بن ـ إبراهيم الهاشمي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام إرتج الموضع بالبكاء (7) ، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وآله فجاء رجل باك وهو مسرع (8) مسترجع ، وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة ، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين فقال : رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما ، وأخلصهم إيمانا ، وأشدهم يقينا ، وأخوفهم من الله عزوجل ، وأعظمهم عناء (9) ، وأحوطهم على رسوله صلى الله عليه وآله وآمنهم على أصحابه ، وأفضلهم مناقب ، وأكرمهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأقربهم من رسول الله ، وأشبههم به هديا ونطقا وسمتا وفعلا (10) ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه ، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله صلى الله عليه وآله وعن المسلمين خيرا ، قويت حين ضعف أصحابه ، وبرزت حين استكانوا ، ونهضت حين وهنوا ، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله إذ هم أصحابه ، كنت خليفته حقا لم تنازع ولم تضرع (11) برغم المنافقين ، و غيظ الكافرين ، وكره الحاسدين ، وضغن الفاسقين .
فقمت بالامر حين فشلوا ، ونطقت حين تتعتعوا (12) ، ومضيت بنور الله إذ وقفوا ، ولو اتبعوك لهدوا ، وكنت أخفضهم صوتا ، وأعلاهم قوتا (13) وأقلهم كلاما ، وأصوبهم منطقا ، وأكبرهم رأيا ، وأشجعهم قلبا ، وأشدهم يقينا ، وأحسنهم عملا ، وأعرفهم بالامور .
كنت والله للدين يعسوبا [ أولا حين تفرق الناس وآخرا حين فشلوا ] وكنت بالمؤمنين أبا رحيما ، إذ صاروا عليك عيالا ، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا ، وحفظت ما أضاعوا ، ورعيت ما أهملوا ، وشمرت إذ خنعوا ، وعلوت إذ هلعوا ، وصبرت إذ جزعوا ، وأدركت إذ تخلفوا ، ونالوا بك ما لم يحتسبوا .
كنت على الكافرين عذابا صبا ، وللمؤمنين غيثا وخصبا ، فطرت والله بنعمائها ، وفزت بحبائها ، وأحرزت سوابقها (14) وذهبت بفضائلها ، لم تفلل حجتك (15) ، ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك [ ولم تخن (16) ] .
كنت كالجبل [ الذي ] لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف . و كنت كما قال النبي صلى الله عليه وآله : ضعيفا في بدنك ، قويا في أمر الله عزوجل متواضعا في نفسك ، عظيما عند الله عزوجل ، كبيرا في الارض ، جليلا عند المؤمنين ، لم يكن لاحد فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز ، ولا لاحد فيك مطمع ، ولا لاحد عندك هوادة (17) ، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقة ، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق ، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء ، شأنك الحق والصدق والرفق وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وحزم ، ورأيك علم وعزم فيما فعلت (18) ، وقد نهج السبيل ، وسهل العسير ، وأطفئت النيران (19) واعتدل بك الدين ، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون ، وقوي بك الايمان ، وثبت بك الاسلام والمؤمنون ، وسبقت سبقا بعيدا ، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء ، وعظمت رزيتك في السماء ، وهدت مصيبتك الانام فإنا لله وإنا إليه راجعون . رضينا من الله عزوجل قضاه ، وسلمنا لله أمره ، فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا .
كنت للمؤمنين كهفا وحصنا [ وقنة راسيا ] وعلى الكافرين غلظة وغيظا ، فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك . وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى وأبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم طلبوه فلم يصادفوه .
4 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت ؟ أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول : إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حى لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وأنه ليأتينا (20) فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنه ليحضر حيث ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته .
5 ـ وبهذا الاسناد قال : قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قد سجي بثوبه فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد « كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيمة » ، إن في الله خلفا من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودركا من كل فائت ، فتوكلوا عليه ، وثقوا به ، و أستغفر الله لي ولكم فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هذا أخي الخضر عليه السلام جاء يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله .
6 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أتاهم آت فوقف على باب البيت فعزاهم به ، وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : هذا هو الخضر عليه السلام أتاكم يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله .
وكان اسم الخضر (21) خضرويه بن قابيل بن آدم عليه السلام ، ويقال له : خضرون أيضا ويقال له : جعدا ، وإنه إنما سمي الخضر لانه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء فسمي الخضر لذلك وهو أطول الادميين عمرا ، والصحيح أن اسمه بليا (22) بن ملكان بن عامر بن أرفخشذ بن سام بن نوح (23) . وقد أخرجت الخبر في ذلك مسندا في كتاب « علل الشرائع والاحكام والاسباب »
7 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال : حدثنا ابن كاسب قال : حدثنا عبد الله بن ميمون المكي قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام ـ في حديث طويل ـ يقول في آخره : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه (24) ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته « كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيمة » إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فان المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : هل تدرون من هذا ؟ [ قالوا : لا ، قال : ] هذا هو الخضر عليه السلام .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : إن أكثر المخالفين يسلمون لنا حديث الخضر عليه السلام ويعتقدون فيه أنه حي غائب عن الابصار ، وأنه حيث ذكر حضر ، ولا ينكرون طول حياته ، ولا يحملون حديثه على عقولهم ويدفعون كون القائم عليه السلام وطول حياته في غيبته ، وعندهم أن قدرة الله عزوجل تتناول إبقاءه إلى يوم النفخ في الصور ، وإبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته ، وأنها لا تتناول إبقاء حجة الله على عباده مدة طويلة في غيبته مع ورود الاخبار الصحيحة بالنص عليه بعينه واسمه ونسبه عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام
* ( ما روى من حديث ذى القرنين ) *
1 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله وناصح لله فنا صحه الله ، أمر قومه بتقوي الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الاخر ، وفيكم من هو على سنته
2 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن البزاز قال : حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني (26) ، عن عمرو ابن ثابت ، عن سماك بن حارث ، عن رجل من بني أسد قال : سأل رجل عليا عليه السلام : أرأيت ذا القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب ؟ قال : سخر الله له السحاب ، ومد له في الاسباب ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء
3 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن اورمة قال : حدثني القاسم بن عروة ، عن يزيد الارجني (27) ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ ابن نباتة قال : قام ابن الكوا إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو على المنبر فقال له : يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبي كان أو ملك ؟ وأخبرني عن قرنيه أذهب كان أو فضة ؟ فقال له عليه السلام : لم يكن نبيا ولا ملكا ولا كان قرناه من ذهب ولا فضة ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله ، ونصح لله فنصحه الله ، وإنما سمي ذا القرنين لانه دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ، ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الاخر وفيكم مثله .
4 ـ حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثني محمد بن نصير قال : حدثنا محمد بن عيسى [ عن حماد بن عيسى ] عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عزوجل حجة على عباده فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل : مات أو هلك بأي وادسلك ، ثم ظهر ورجع إلي قومه فضربوه على قرنه الاخر ، وفيكم من هو على سنته ، و إن الله عزوجل مكن لذي القرنين في الارض ، وجعل له من كل شيء (28) سببا ، وبلغ المغرب والمشرق ، وإن الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الارض وغربها حتي لا يبقى منهلا ولا موضعا من سهل ولا جبل وطئه ذو القرنين إلا وطئه ، ويظهر الله عزوجل له كنوز الارض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، فيملأ الارض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما . ومما روي من سياق حديث ذي القرنين
5 ـ حدثنا به محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن سعيد البصري قال : حدثنا محمد بن عطية قال : حدثنا عبد الله بن عمر [ و ] بن سعيد البصري قال : حدثنا هشام بن جعفر ابن حماد ، عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل إن ذا القرنين كان رجلا من أهل الاسكندرية وأمه عجوز من عجائزهم وليس لها ولد غيره يقال له : إسكندروس ، وكان له أدب وخلق وعفة من وقت ما كان غلاما إلى أن بلغ رجلا ، وكان [ قد ] رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين ، فلما رأى هذه الرؤيا بعدت همته وعلا صوته وعز في قومه .
وكان أول ما اجتمع عليه أمره أن قال : أسلمت لله عزوجل ، ثم دعا قومه إلى الاسلام فأسلموا هيبة له ، ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إلى ذلك فأمر أن يجعلوا طوله أربعمائة ذراع ، وعرضه مائتي ذراع ، وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا ، وعلوه إلى السماء مائة ذراع ، فقالوا له : يا ذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين ؟ فقال لهم : إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد فإذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره (29) من الذهب والفضة ، ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر وخلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح من نحاس تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية ، فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب ، فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة .
فبنوا المسجد وأخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف بما فيه واستغنى ، فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ، ثم نشرهم في البلاد ، وحدث نفسه بالمسير ، واجتمع إليه قومه فقالوا له : يا ذا القرنين ننشدك بالله ألا تؤثر علينا بنفسك غيرنا ، فنحن أحق برؤيتك وفينا كان مسقط رأسك ، وبيننا نشأت وربيت ، وهذه أموالنا وأنفسنا فأنت الحاكم فيها ، وهذه أمك عجوز كبيرة وهي أعظم خلق الله عليك حقا ، فليس ينبغي لك أن تعصيها وتخالفها ، فقال لهم : والله إن القول لقولكم وإن الرأي لرأيكم ولكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ، يقاد و يدفع من خلفه ، لا يدري اين يؤخذ به وما يراد به ولكن هلموا يا معشر قومي فادخلوا هذا المسجد وأسلموا عن آخركم ولا تخالفوا علي فتهلكوا .
ثم دعا دهقان (30) الاسكندرية فقال له : اعمر مسجدي وعز عني أمي ، فلما رأى الدهقان جزع أمه وطول بكائها احتال لها ليعزيها بما أصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلاء ، فصنع عيدا عظيما ثم أذن مؤذنه يا أيها الناس إن الدهقان يؤذنكم لتحضروا يوم كذا وكذا ، فلما كان ذلك اليوم أذن مؤذنه اسرعوا واحذروا أن يحضر هذا العيد إلا رجل قد عرى من البلايا والمصائب ، فاحتبس الناس كلهم وقالوا : ليس فينا أحد عري من البلاء ما منا أحد إلا وقد أصيب ببلاء أو بموت حميم ، فسمعت أم ذي القرنين هذا فأعجبها ولم تدر ما يريد الدهقان ، ثم إن الدهقان بعث مناديا ينادي فقال : يا أيها الناس إن الدهقان قد أمركم أن تحضروه يوم كذا وكذا ولا يحضره إلا رجل قد ابتلي وأصيب وفجع ولا يحضره أحد عرى من البلاء فإنه لا خير فيمن لا يصيبه البلاء ، فلما فعل ذلك ، قال الناس : هذا رجل قد كان بخل ثم ندم فاستحيا فتدارك أمره ومحا عيبه ، فلما اجتمع الناس خطبهم :
فقال : يا أيها الناس إني لم أجمعكم لما دعوتكم له ولكني جمعتكم لاكلمكم في ذي القرنين وفيما فجعنا به من فقده وفراقه فاذكروا آدم عليه السلام فإن الله عزوجل خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ، وأكرمه بكرامة لم يكرم بها أحدا ثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا وذلك الخروج من الجنة وهي المصيبة التي لا جبر لها ، ثم ابتلى إبراهيم عليه السلام من بعده بالحريق وابتلى ابنه بالذبح ، ويعقوب بالحزن والبكاء ، ويوسف بالرق ، وأيوب بالسقم ، ويحيى بالذبح ، و زكريا بالقتل ، وعيسى بالاسر (31) وخلقا من خلق الله كثيرا لا يحصيهم إلا الله عزوجل .
فلما فرغ من هذا الكلام قال لهم : انطلقوا فعزوا أم الاسكندروس لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها ، فلما دخلوا عليها قالوا لها : هل حضرت الجمع اليوم وسمعت الكلام ؟ قالت لهم : ما خفي عني من أمركم شيء ولا سقط عني من كلامكم شيء ، وما كان فيكم أحد أعظم مصيبة باسكندروس مني ، ولقد صبرني الله تعالى وأرضاني وربط على قلبي ، وإني لارجو أن يكون أجري على قدر ذلك ، وأرجو لكم من الاجر بقدر ما رزيتم من فقد أخيكم وأن تؤجروا على قدر ما نويتم في أمه وأرجو أن يغفر الله لي ولكم ويرحمني وإياكم ، فلما رأوا حسن عزائها وصبرها انصرفوا عنها وتركوها ، وانطلق ذو القرنين يسير على وجهه حتى أمعن في البلاد يؤم في المغرب ، وجنوده يومئذ المساكين ، فأوحى الله جل جلاله إليه يا ذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها ، وحجتي عليهم ، وهذا تأويل رؤياك .
فقال ذو القرنين : يا إلهي إنك قد ندبتني لامر عظيم لا يقدر قدره غيرك ، فأخبرني عن هذه الامة بأي قوة اكابرهم (32) ؟ وبأي عدد أغلبهم ، وبأية حيلة أكيدهم ، وبأي صبر اقاسيهم ، وبأي لسان اكلمهم ، وكيف لي بأن أعرف لغاتهم ، وبأي سمع أعي كلامهم ، وبأي بصر أنفذهم وبأي حجة اخاصمهم ، وبأي قلب أعقل عنهم ، وبأي حكمة ادبر امورهم وبأي حلم اصابرهم ، وبأي قسط أعدل فيهم ، وبأي معرفة أفضل بينهم ، وبأي علم أتقن امورهم ، وبأي عقل احصيهم ، وبأي جند اقاتلهم ؟ فإنه ليس عندي مما ذكرت شيء يا رب ، فقوني عليهم فإنك الرب الرحيم الذي لا تكلف نفسا إلا وسعها ، ولا تحملها إلا طاقتها .
فأوحى الله جل جلاله إليه أني سأطوقك ما حملتك ، وأشرح لك فهمك فتفقه كل شيء ، وأشرح لك صدرك فتسمع كل شيء ، وأطلق لسانك بكل شيء ، وأفتح لك سمعك فتعي كل شيء ، وأكشف لك عن بصرك فتنفذ كل شيء واحصي لك (33) فلا يفوتك شيء ، وأحفظ عليك فلا يعزب عنك شيء ، وأشد [ لك ] ظهرك فلا يهولك شيء وألبسك الهيبة فلا يروعك شيء ، وأسددلك رأيك فتصيب كل شيء ، وأسخرلك جسدك فتحسن كل شيء ، وأسخرلك النور والظلمة وأجعلها جندين من جنودك النور يهديك ، والظلمة تحوطك ، وتحوش عليك الامم (34) من ورائك فانطلق ذو القرنين برسالة ربه عزوجل ، وأيده الله تعالى بما وعده فمر بمغرب الشمس فلا يمر بامة من الامم إلا دعاهم إلى الله عزوجل فإن أجابوه قبل منهم وإن لم يجيبوه أغشاهم الظلمة ، فأظلمت مداينهم و قراهم وحصونهم وبيوتهم ومنازلهم ، واغشيت أبصارهم ، ودخلت في أفواههم وآنافهم وآذانهم وأجوافهم ، فلا يزالون فيها متحيرين حتى يستجيبوا لله عزوجل ويعجوا إليه حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجد عندها الامة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ففعل بهم ما فعل بمن مر به [ من ] قبلهم حتى فرغ مما بينه وبين المغرب ووجد جمعا وعددا لا يحصيهم إلا الله وبأسا وقوة لا يطيقه إلا الله عزوجل ، وألسنة ومختلفة وأهواء متشتتة وقلوبا متفرقة ، ثم مشى على الظلمة ثمانية أيام وثمان ليال وأصحابه ينظرونه حتى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالارض كلها فإذا هو بملك من الملائكة قابض على الجبل وهو يقول : سبحان ربي من الان إلى منتهى الدهر ، سبحان ربي من أول الدنيا إلى آخرها ، سبحان ربي من موضع كفي إلى عرش ربي ، سبحان ربي من منتهى الظلمة إلى النور ، فلما سمع ذاك ذو القرنين خر ساجدا ، فلم يرفع رأسه حتى قواه الله تعالى وأعانه على النظر إلى ذلك الملك ، فقال له الملك : كيف قويت يا ابن آدم على أن تبلغ إلى هذا الموضع ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك ؟ قال ذو القرنين : قواني على ذلك الذي قواك على قبض هذا الجبل وهو محيط بالارض ، قال له الملك : صدقت قال له ذو القرنين : فأخبرني عنك أيها الملك ؟ قال : إني موكل بهذا الجبل وهو محيط بالارض كلها ، ولولا هذا الجبل لانكفأت الارض بأهلها ، وليس على وجه الارض جبل أعظم منه ، وهو أول جبل أثبته الله عزوجل (35) ، فرأسه ملصق بسماء الدنيا وأسفله في الارض السابعة السفلى وهو محيط بها كالحلقة ، وليس على وجه الارض مدينة إلا ولها عرق ألى هذا الجبل ، فإذا أراد الله عزوجل أن يزلزل مدينة أوحى إلى فحركت العرق الذي [ متصل ] إليها فزلزلها .
فلما أراد ذو القرنين الرجوع قال للملك : أوصني ، قال الملك : لا يهمنك رزق غد ، ولا تؤخر عمل اليوم لغد ، ولا تحزن على ما فاتك ، وعليك بالرفق ، ولا تكن جبارا متكبرا .
ثم إن ذا القرنين رجع إلى أصحابه ، ثم عطف بهم نحو المشرق يستقرئ ما بينه وبين المشرق من الامم فيفعل بهم مثل ما فعل بأمم المغرب قبلهم حتى إذا فرغ [ م ] ما بين المشرق والمغرب عطف نحو الردم الذي ذكره الله عزوجل في كتابه فإذا هو بامة « لا يكادون يفقهون قولا » وإذا [ ما ] بينه وبين الردم مشحون من امة يقال لها : يأجوج ومأجوج أشباه البهائم يأكلون ويشربون ويتوالدون وهم ذكور وإناث ، وفيهم مشابه من الناس الوجوه والاجساد والخلقة ، ولكنهم قد نقصوا في الابدان نقصا شديدا وهم في طول الغلمان ، ليس منهم انثى ولا ذكر يجاوز طوله خمسة أشبار ، وهم على مقدار واحد في الخلق والصورة ، عراة حفاة لا يغزلون ولا يلبسون ولا يحتذون ، عليهم وبر كوبر الابل يواريهم ويسترهم من الحر والبرد (36) ، ولكل واحد منهم اذنان أحدهما ذات شعر والاخرى ذات وبر ، ظاهرهما وباطنهما ، ولهم مخالب في موضع الاظفار ، وأضراس و أنياب كأضراس السباع وأنيابها . وإذا نام أحدهم افترش إحدى اذنيه و التحف بالاخرى فتسعه لحافا ، وهم يرزقون تنين البحر (37) في كل عام يقذفه إليهم السحاب فيعيشون به عيشا خصبا ويصلحون عليه ويستمطرونه في إبانه (38) كما يستمطر الناس المطر في إبان المطر ، وإذا قذفوا به خصبوا وسمنوا وتوالدوا وكثروا وأكلوا منه حولا كاملا إلى مثله من العام المقبل ، ولا يأكلون معه شيئا غيره ، وهم لا يحصى عددهم إلا الله عزو جل الذي خلقهم ، وإذا أخطأهم التنين قحطوا وأجدبوا وجاعوا وانقطع النسل والولد ، وهم يتسافدون كما تتسافد البهائم (39) على ظهر الطريق وحيث ما التقوا ، وإذا أخطأهم التنين جاعوا وساحوا في البلاد ، فلا يدعون شيئا أتوا عليه إلا أفسدوه وأكلوه ، فهم أشد فسادا فيما أتوا عليه من الارض من الجراد والبرد والافات كلها ، وإذا أقبلوا من أرض إلى أرض جلا أهلها عنها وخلوها ، وليس يغلبون ولا يدفعون حتى لا يجد أحد من خلق الله تعالى موضعا لقدمه ، ولا يخلو للانسان قدر مجلسه ، ولا يدري أحد من خلق الله أين أولهم وآخرهم (40) ، ولا يستطيع أحد من خلق الله أن ينظر إليهم ولا يدنو منهم نجاسة وقذرا وسوء حلية ، فبهذا غلبوا ولهم حس وحنين (41) ، إذا أقبلوا إلى الارض يسمع حسهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرتهم ، كما يسمع حس الريح البعيدة ، أو حس المطر البعيد ولهم همهمة إذا وقعوا في البلاد كهمهمة النحل إلا أنه أشد وأعلا صوتا ، يملا الارض حتى لا يكاد أحد أن يسمع من أجل ذلك الهميم شيئا ، وإذا أقبلوا إلى أرض حاشوا وحوشها كلها وسباعها حتى لا يبقى فيها شيء منها ، وذلك لانهم يملؤونها ما بين أقطارها ولا يتخلف وراءهم من ساكن الارض شيء فيه روح إلا اجتلبوه من قبل أنهم أكثر من كل شيء ، فأمرهم أعجب من العجب وليس منهم أحد إلا وقد عرف متي يموت وذلك من قبل أنه لا يموت منهم ذكر حتى يولد له ألف ولد ولا تموت منهم أنثى حتى تلد ألف ولد ، فبذلك عرفوا آجالهم ، فإذا ولد ذلك الالف برزوا للموت ، وتركوا طلب ما كانوا فيه من المعيشة والحياة ، فهذه قصتهم من يوم خلقهم الله عزوجل إلى يوم يفنيهم .
ثم إنهم جعلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضا أرضا من الارضين ، وأمة امة من الامم وهم إذا توجهوا لوجه لم يعدلوا عنه أبدا ولا ينصرفون يمينا ولا شمالا ولا يلتفتون .
فلما أحست تلك الامم بهم وسمعوا همهمتهم استغاثوا بذي القرنين وذو القرنين يومئذ نازلا في ناحيتهم فاجتمعوا إليه وقالوا : يا ذا القرنين إنه قذ بلغنا ما آتاك الله من الملك والسلطان ، وما ألبسك الله من الهيبة ، وما أيدك به من جنود أهل الارض ومن النور والظلمة ، وإنا جيران يأجوج ومأجوج ، وليس بيننا وبينهم سوى هذه الجبال ، وليس لهم إلينا طريق إلا هذين الصدفين ولو ينسلون أجلونا عن بلادنا لكثرتهم حتى لا يكون لنا فيها قرار ، وهم خلق من خلق الله كثير فيهم مشابه من الانس وهم أشباه البهائم ، يأكلون من العشب ، ويفترسون الدواب والوحوش كما تفترسها السباع ، ويأكلون حشرات الارض كلها من الحيات والعقارب و كل ذي روح مما خلق الله تعالى ، وليس [ مما خلق الله ] جل جلاله خلق ينموا نماهم وزيادتهم فلانشك أنهم يملؤون الارض ويجلون أهلها منها ويفسدون فيها ، ونحن نخشى كل وقت أن يطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين ، وقد آتاك الله عزوجل من الحيلة والقوة ما لم يؤت أحدا من العالمين ، « فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا * قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما * آتوني زبر الحديد » .
قالوا : ومن أين لنا من الحديد والنحاس ما يسع هذا العمل الذي تريد أن تعمل قال : إني سأدلكم على معدن الحديد والنحاس ، فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما فاستخرج لهم منهما معدنين من الحديد و النحاس ، قالوا : فبأي قوة نقطع الحديد والنحاس ؟ فاستخرج لهم معدنا آخر من تحت الارض يقال لها : السامور وهو أشد بياضا من الثلج (5) وليس شيء منه يوضع على شيء إلا ذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها ـ وبه قطع سليمان بن داود عليه السلام أساطين بيت المقدس وصخوره جاءت بها الشياطين من تلك المعادن ـ فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به فأوقدوا على الحديد حتى صنعوا منه زبرا مثال الصخور ، فجعل حجارته من حديد ، ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ، ثم بنى وقاس ما بين الصدفين فوجده ثلاثة أميال فحفر له أساسا حتى كاد أن يبلغ الماء وجعل عرضه ميلا وجعل حشوه زبر الحديد ، وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس واخرى من حديد حتى ساوى الردم بطول الصدفين ، فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد ، فيأجوج ومأجوج ينتابونه في كل سنة مرة ، وذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتى إذا وقعوا إلى ذلك الردم حبسهم ، فرجعوا يسيحون في بلادهم ، فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة وتجيئ أشراطها فإذا جاء أشراطها وهو قيام القائم عليه السلام فتحه الله عزوجل لهم ، وذلك قوله عزوجل « حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون » (42) .
فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه ، فبينما هو يسير وجنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته فقالى له ذو القرنين : كيف لم يروعك ما حضرك من الجنود ؟ قال : كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك وأعز سلطانا وأشد قوة ، ولو صرفت وجهي إليك ما أدركت حاجتي قبله . فقال له ذو القرنين : فهل لك أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي وأستعين بك على بعض أموري ؟ قال : نعم إن ضمنت لي أربعا (44) : نعيما لا يزول ، وصحة لا سقم فيها ، وشبابا لا هرم فيه ، وحياة لا موت فيها . فقال له ذو القرنين : أي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟ فقال الشيخ : فاني مع من يقدر على هذه الخصال (45) ويملكها وإياك .
ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين : أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله تعالى قائمين ، وعن شيئين جاريين ، وشيئين مختلفين ، وشيئين متباغضين ؟ فقال ذو القرنين : أما الشيئان القائمان فالسماء والارض ، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر ، وأما الشيئان المختلفان فالليل والنهار ، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة ، فقال : انطلق فإنك عالم .
فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتي مر بشيخ يقلب جماجم الموتى فوقف عليه بجنوده فقال له : أخبرني أيها الشيخ لاي شئ تقلب هذه الجاجم ؟ قال : لا عرف الشريف عن الوضيع فما عرفت ، فإني لا قلبها منذ عشرين سنة ، فانطلق ذو القرنين وتركه وقال : ما أراك عنيت بهذا أحدا غيري .
فبينما هو يسير إذ وقع إلى الامة العالمة الذين هم من قوم موسى الذين « يهدون بالحق وبه يعدلون » فوجد أمة مقسطة عادلة يقسمون بالسوية ، ويحكمون بالعدل ، ويتواسون ويتراحمون ، حالهم واحدة ، و كلمتهم واحدة ، وقلوبهم مؤتلفة ، وطريقتهم مستقيمة ، وسيرتهم جميلة ، وقبور موتاهم في أفنيتهم وعلى أبواب دورهم وبيوتهم ، وليس لبيوتهم أبواب وليس عليهم أمراء ، وليس بينهم قضاة ، وليس فيهم أغنياء ولا ملوك ولا أشراف ولا يتفاوتون ولا يتفاضلون ولا يختلفون ولا يتنازعون ولا يستبون ولا يقتتلون ، ولا تصيبهم الافات .
فلما رأى ذلك من أمرهم ملئ منهم عجبا ، فقال : أيها القوم أخبروني خبركم فإني قد درت الارض شرقها وغربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ونورها وظلمتها فلم ألق مثلكم (46) ، فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أفنيتكم وعلى أبواب بيوتكم ؟ قالوا : فعلنا ذلك عمدا لئلا ننسى الموت ، ولا يخرج ذكره من قلوبنا .
قال : فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب ؟ فقالوا : لانه ليس فينا لص ولا ظنين (47) ، وليس فينا إلا الامين ، قال : فما بالكم ليس عليكم أمراء ؟ قالوا : لاننا لانتظالم ، قال : فما بالكم ليس بينكم حكام ؟ قالوا : لاننا لا نختصم ، قال : فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟ قالوا : لاننا لا نتكاثر ، قال : فما بالكم ليس فيكم أشراف ؟ قالوا : لاننا لا نتنافس ، قال : فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون ، قالوا : من قبل أنا متواسون متراحمون ، قال : فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون ؟ قالوا : من قبل ألفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا ، قال : فما بالكم لا تستبون ولا تقتتلون ؟ قالوا : من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم ، وسسنا أنفسنا بالحلم ، قال : فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة ؟ قالوا : من قبل أنا لا نتكاذب ولا نتخادع ، ولا يغتاب بعضنا بعضا ، قال : فأخبروني لم ليس فيكم مسكين ولا فقير ؟ قالوا : من قبل أنا نقسم بالسوية ، قال : فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ ؟ قالوا : من قبل الذل والتواضع ، قال : فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا ؟ قالوا : من قبل أنا نتعاطي الحق ونحكم بالعدل ، قال : فما بالكم لا تقحطون ؟ قالوا : من قبل أنا لا نغفل عن الاستغفار ، قال : فما بالكم لا تحزنون ؟ قالوا : من قبل أنا وطنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزينا أنفسنا (48) ، قال : فما بالكم لا تصيبكم الافات ؟ قالوا من قبل أنا لا نتوكل على غير الله [ جل جلاله ] ولا نستمطر بالانواء (49) والنجوم ، قال : فحدثوني أيها القوم أهكذا وجدتم آباءكم يفعلون ؟ قالوا : وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويستغفرون لمسيئهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدون أماناتهم ، ويصدقون ولا يكذبون ، فأصلح الله بذلك أمرهم .
فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر ، وكان قد بلغه السن ، وأدركه الكبر ، وكان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عزوجل إلى يوم قبضه الله خمسمائة عام .
رجعنا إلى ذكر ما روى عن أبي محمد الحسن العسكري
عليه السلام بالنص على ابنه القائم صاحب الزمان عليه السلام .
2 ـ حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال : حدثنا آدم ابن محمد البلخي (50) قال : حدثني علي بن الحسين (51) بن هارون الدقاق قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الاشتر قال : حدثني يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : [ يا ] سيدي من صاحب هذا الامر ؟ فقال : ارفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي (52) له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، دري المقلتين ، شثن الكفين ، معطوف الركبتين ، في خده الايمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي : هذا صاحبكم ، ثم وثب فقال له : يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب انظر من في البيت ، فدخلت فما رأيت أحدا (53) .
3 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أنه خرج من أبي محمد عليه السلام توقيع : « زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل وقد كذب الله عزوجل قولهم والحمد لله » .
4 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثني علان الرازي قال : أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد عليه السلام قال : ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي .
5 ـ حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم قال : حدثنا علي بن أحمد الرازي قال : خرج بعض إخواني من أهل الري مرتادا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فبينما هو في مسجد الكوفة مغموما متفكرا فيما خرج له يبحث حصا المسجد بيده فظهرت له حصاة فيها مكتوب محمد ، قال الرجل : فنظرت إلى الحصاة فإذا فيها كتابة ثابتة (54) مخلوقة غير منقوشة .
6 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال : حدثني أبي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال : حدثني محمد بن أحمد المدائني ، عن أبي غانم (55) قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول : في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي . ففيها قبض أبو محمد عليه السلام وتفرقت الشيعة وأنصاره ، فمنهم من انتمى إلى جعفر (56) ومنهم من تاه و [ منهم من ] شك ، ومنهم من وقف على تحيره ، ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عزوجل .
7 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي بن كلثوم ، عن علي بن أحمد الرازي ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخلقا ، ويحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره فيملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما .
8 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن ابن علي عليهما السلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ، أما إن المقر بالائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله كمن أنكر جميع أنبياء الله لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لاخرنا كالمنكر لاولنا . أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عزوجل .
9 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثني أبو علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري ـ قدس الله روحه ـ يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام : « أن الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلي يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » فقال عليه السلام : إن هذا حق كما أن النهار حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال ابني محمد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية . أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .
الهوامش :
(1) راجع تتمة احاديث هذا الباب فيما سيأتي ص 407 عند قول المصنف : « رجعنا إلى ذكر ما روى عن أبي الحسن بن علي العسكري ( ع ) .
(2) ذكر المصنف هذا الفصل والذي بعده استطردادا بين باب أخبار أبي محمد العسكري عليه السلام ولذا جعلناه ممتازا عن أخبار الباب .
(3) عبد الله بن سليمان مشترك بين خمسة ولم يوثق أحد منهم والخبر ـ كما ترى ـ مقطوع أي غير مروي عن المعصوم عليه السلام .
(4) يعنى على مقدمة عسكر ذي القرنين وهو غريب لان الخضر إذا كان معاصرا لموسى عليه السلام فكان على التقريب 1500 عام قبل الميلاد ، وذو القرنين سواء كان اسكندر أو كورش كان بعد موسى عليه السلام بقرون كثيرة ، فان اسكندر في عام 330 قبل الميلاد وكورش 550 قبل الميلاد فلعل المراد بذى القرنين رجل آخر غيرهما هذا ، وقد نقل ابن قتيبة في معارفه عن وهب بن منبه قال : « ذو القرنين هو رجل من الاسكندرية اسمه الاسكندروس وكان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها ، فقص رؤياه على قومه ، فسموه ذا القرنين وكان في الفترة بعد عيسى عليه السلام » . انتهى . وعلى أي حال تاريخ ذى القرنين والخضر في غاية تشويه والوهم والاضطراب ونحن لا نقول في حقهما الا ما قاله القرآن أو ما وافقه من الاخبار ونترك الزوائد لاهلها .
(5) وهم الراوي ، وانما هو علي بن الحسين عليهما السلام فاشتبه عليه كما قال المصنف رحمه الله . وذلك لانه كانت فتنة ابن الزبير في سنة ثلاث وستين وهو بمكة وأخرج أهل المدينة عامل يزيد « عثمان بن محمد بن أبي سفيان » ومروان بن الحكم وسائر بني أمية من المدينة باشارة ابن الزبير وهو بمكة فوجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة في جيش عظيم لقتال ابن الزبير ، فسار بهم حتى نزل المدينة فقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام ـ وهي وقعة الحرة المعروفة ـ ثم سار مسلم بن عقبة إلى مكة قاصدا قتال عبد الله بن الزبير فتوفى بالطريق ولم يصل ، فدفن بقديد وولى الجيش الحصين بن نمير السكوني ، فمضى بالجيش وحاصروا عبد الله بن الزبير وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها وأتاهم الخبر بموت يزيد فانكفئوا راجعين إلى الشام . وبويع ابن الزبير على الخلافة سنة خمس وستين وبني الكعبة وبايعة أهل البصرة والكوفة وقتل في أيام الحجاج سنة 73 .
هذا ، ثم اعلم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام في ايام ابن الزبير ابن ست عشرة سنة ، وفي وقعة الحرة ابن سبع أو ثمان سنين . فكيف يلائم هذا مع ما في المتن . بل كان ذلك مع علي بن الحسين عليهما السلام لان فتنة ابن الزبير وخروجه وهدم البيت وبناءه الكعبة وقتله كلها في أيام السجاد عليه السلام .
(6) في بعض النسخ « استخار الله فلم يخره » .
(7) ارتج أي اضطرب .
(8) في بعض النسخ « متضرع » .
(9) في بعض النسخ « أعظمهم غنى » . و « أحوطهم » أي أشدهم حياطة وحفظا وصيانة وتعهدا .
(10) الهدى : الطريقة والسيرة . والسمت : هيئة أهل الخير . وفي نسخة « خلفا » مكان « نطقا »
(11) أي تذل في بعض النسخ « تصرع » بالصاد المهملة .
(12) التعتعة : التردد في الكلام من حصر أوعى .
(13) في الكافي « أعلاهم قنوتا » وفي بعض نسخه « قدما »
(14) في هامش بعض النسخ الجديدة « سوابغها » . والظاهر هو الصواب بقرينة النعماء والحباء . ولكن « بنعمائها » في بعض النسخ « بعنانها » و « حبائها » في بعض النسخ « بجنانها » .
(15) في بعض النسخ « لم يفلل حدك »
(16) في بعض نسخ الكافي « لم تخر » من الخرور وهو السقوط .
(17) المهمز : العيب والوقيعة والمغمز : المطعن والعيب أيضا والهوادة : اللين والرفق والرخصة والمحاباة أي لا تأخذك عند وجوب حد الله على أحد محاباة ورفق .
(18) كذا في بعض النسخ وفي الكافي أيضا لكن في أكثر النسخ « وعزم فأقلعت » .
(19) في بعض النسخ « وأطفئت بك النار » .
(20) في بعض النسخ « ليلقانا » .
(21) من كلام المصنف ( ره ) .
(22) في معافي الاخبار « تاليا » .
(23) كذا ، وفي المعار
التعلیقات