وقفة منصف أو عود على بدء
السيد عادل العلوي
منذ 13 سنةوقفة منصف (1) أو عود على بدء
هذا وإنّ الله سبحانه وعد خلقه في كتبه السماوية وعلى لسان الأنبياء والمرسلين ، لا سيّما في القرآن الكريم وعلى لسان نبيّه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله بظهور المهدي في آخر الزمان وذلك بالإشارة تارة واُخرى بالتصريح ، ففي قوله تعالى :
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (2).
إشارة إلى غلبة الدين على الأديان كلّها ، فإنّ الله سبحانه إنّما أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ، لا لكي يعيش الدين في الزوايا والخبايا ، لا لكي يعيش الدين في الضمائر فقط ، لا لكي يطارد من قبل خصومه دائماً ، لا لكي ينتصر بصورة مؤقّتة ، لا لكي يعيش الهزيمة في الحياة ؟!
إنّما أرسله ليظهره ، أي لينصره ويعليه على سائر المذاهب والأديان والملل والنحل ، وهذا وعد محقّق في القرآن الكريم ، لا بدّ أن يحدث ويتجلّى ولو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد.
وربما يحتمل البعض ظهور الدين بمعنى غلبته على خصومه في الحجّة ، كما في قوله تعالى :
( كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ) (3).
وهو ما كان في كلّ زمان ومكان ، ولكن الآية الشريفة ينصرف إلى الظهور بمعنى الغلبة المادية بقرينة بعض الآيات الاُخرى :
( إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ) (4).
وإذا لا يقال بهذا الانصراف ، فإنّ الآية مطلقة تدلّ على انتصار مطلق وشامل وكلّي للدين الحقّ في الحياة ، وهذا أمر لم يقع في الزمن الماضي على يد النبيّ الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله ، ولا على يدي الخلفاء ، فلا بدّ أن يقع في المستقبل.
وقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله كما في نور الأبصار (5) عن أبي عبد الله الكنجي أنّه قال : جاء في تفسير الكتاب عن سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) ، قال : هو المهدي من ولد فاطمة.
ولا حاجة لنا إلى ورود روايات في ذلك ، فإنّ الآية بنفسها تنبئ عن انتصار ماحق وشامل للدين الحقّ على كلّ المذاهب والأديان والقوانين السماوية والأرضية.
وإن كانت الروايات التي بلغت حدّ التواتر تبشّر بظهور رجل من ولد
فاطمة (عليها السلام) يملأ الأرض عدلا وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
فالانتصار الشامل المطلق للدين الحقّ سوف يكون على يدي المهدي من آل محمد (عليهم السلام) لا غير ، فإنّ المدعوم غيبيّاً يستطيع أن يقوم بتلك النهضة العظيمة الشاملة ، فالحديث عن الآية مرتبط بالحديث عن الإمام المهدي (عليه السلام) ذلك النغم الحلو والنشيد العذب والحلم الجميل والاُمنية المحبوبة التي طالما بشّر بها النبيّ الأعظم والأئمة الأطهار (عليهم السلام) فتعشّقناها واشتدّ شوقنا إليها.
فظهور المهدي في آخر الزمان أمر منطقي وضرورة دينية وإنسانية على ضوء الإسلام والدين والعقل السليم ، لأنّ الله سبحانه وتعالى أنزل الأديان وأرسل الرسل من أجل التطبيق ، ومن أجل أن ينعم البشر في ظلّها ، ولم يحدث مثل هذا اليوم في تأريخ البشر ، إنّ ظهور المهدي تتويج لكلّ جهود الأنبياء والأئمّة بتاج الظفر ، فالدين أتى من أجل التطبيق والعمل به ، ولكن حالت موانع ومنها ظلم البشر دون ذلك ، فلا بدّ من أن يتحقّق هدف التطبيق في زمان من الأزمنة بتأييد غيبي إلهي.
فليس أمر المهدي ونهضته العالمية خرافة ؟ ولا من الإسرائيليات ؟ ولا هو بلسم وهمي اختلقه الشيعة ليطبّبوا جراحهم الدامية عبر القرون ، وينفّسوا عن أرواحهم المكبوتة بالظلم عبر الزمان ، وليس هو من مختلقات الثوّار في التأريخ ليضفوا على ثوراتهم قداسة ؟ ولذلك كثر مدّعو المهدويّة في التأريخ الإسلامي ؟ هكذا شاء البعض أن يردّد ، ولكثرة الإسرائيليات في أحاديثنا ، ربما أوهم أنّ قصّة المهدي هي واحدة من تلك التي نفذّت في تأريخنا كما شاء ابن خلدون وأحمد أمين المصري والمودودي الباكستاني أن يتصوّروا ذلك ! !
بيد أنّ المسألة ليست بتلك البساطة التي تخيّلوها ، بل هي من واقع الإسلام وصحيحه.
فإنّه روى أحاديث الإمام المهدي عن النبيّ بالإجمال أو التفصيل عدّة من الصحابة الكرام ، ومن اُمّهات المؤمنين ، وأخرج أحاديث المهدي كذلك من أئمّة الحديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة ، ومن أكابر الحفّاظ الإمام أحمد بن حنبل وأبو القاسم الطبراني وأبو نعيم الاصبهاني والحاكم صاحب المستدرك ، ومن الأعلام الكنجي وسبط بن الجوزي والخوارزمي وابن حجر وملاّ علي المتّقي صاحب كنز العمّـال والشبلنجي والقندوزي وغيرهم من أعلام أبناء العامّة فضلا عن الشيعة كما مرّ ذلك.
وأفرد بعض أعلام القوم كتاباً خاصّاً في هذا الموضوع كمناقب المهدي والأربعين حديث لأبي نعيم الاصبهاني ، والبيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي ، والبرهان فيما جاء في صاحب الزمان لملاّ علي المتّقي ، وكتاب العرف الوردي في أخبار المهدي ، وكتاب علامات المهدي لجلال الدين السيوطي ، وكتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر العسقلاني ، وغير ذلك كما ذكر بعض التفصيل فيما مرّ.
فالأحاديث النبويّة من طرق أبناء العامّة في المهدي المنتظر فوق حدّ الإحصاء كثرة واستفاضة ، بل هي متواترة عندهم ، كما صرّح عشرات من علمائهم بتواتر حديث المهدي (عليه السلام) ، ومن المعلوم أنّ الحديث المتواتر هو الحديث الذي رواه جماعة يستحيل عادة اجتماعهم على الكذب ، ولذلك لا يسأل عن سند الحديث المتواتر.
وإليك بعض تصريحاتهم في ذلك.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج[6] : قد وقع اتّفاق الفرق من
المسلمين أجمعين على أنّ الدنيا والتكليف لا ينقض إلاّ عليه.
وقال ابن حجر في الصواعق[7] : وقال أبو الحسن الإبري قد تواترت الأخبار عن المصطفى بخروج المهدي ، وإنّه من أهل البيت ، وإنّه يملك سبع سنين.
وقال ابن خلدون في المقدّمة[8] : اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مرّ الأعصار أ نّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين ويظهر العدل.
كما ذكر ذلك الشبلنجي في نور الأبصار وزين دحلان في الفتوحات الإسلامية وآخرون ، كما جاء ذكرهم في كتاب (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر) للشيخ الآية لطف الله الصافي.
وقد اُلّفت عدّة كتب في الردّ على ابن خلدون الذي أراد أن يضعف أحاديث المهدي ، واعتبروا ذلك منه زلّة كبيرة وجرأة عظيمة.
ويقول السيوطي : وما رواه عددٌ جمّ يجبّ إحالة اجتماعهم على الكذب.
ولو أغمضنا العين عن التواتر وناقشنا في السند فأحاديث المهدي صحيحة السند ، ظاهرة الدلالة ، خالية من كلّ ريب ، قد نصّ أئمّة الحديث وأكابر الحفّاظ على صحّتها ، وشهد الحاكم في المستدرك على صحّة بعضها على شرط الشيخين البخاري ومسلم ، ولا شكّ في وجوب الأخذ بهذه الطائفة والعمل بها والاعتقاد بما دلّت عليه.
فقد جاء في صحيح الترمذي[9] عن أبي سعيد الخدري قال : خشينا أن يكون
بعد نبيّنا حدث فسألنا نبيّ الله فقال (صلى الله عليه وآله) : إنّ في اُمّتي المهدي يخرج.
وفي صحيح أبي داود[10] بسنده عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي.
وفي حديث سفيان : لا تنقضي الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي.
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر[11] : لو لم يبقَ من الدهر إلاّ يوم لبعث الله فيه رجلا من عترتي.
وفي صحيح البخاري[12] بسنده قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم . وهكذا رواه مسلم.
قال ابن ماجة في سننه بإسناده إلى ثوبان ، قال : قال رسول الله : يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلّهم ابن خليفة ، ثمّ لا يصير إلى واحد منهم ثمّ تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم . ثمّ ذكر شيئاً لا أحفظه فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي.
قال الشيخ فؤاد عبد الباقي في تعليقه على سنن ابن ماجة في الزوائد : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . ورواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين.
وروى مسلم في صحيحه عن جابر أ نّه سمع النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : لا يزال طائفة من اُمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة . قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ لنا ، فيقول : لا ، إنّ بعضكم على بعض اُمراء تكرمة الله لهذه الاُمّة.
هذا ولا يخفى أنّ أحاديث صحيح البخاري ومسلم وإن لم يكن فيها تصريح بلفظ المهدي(عليه السلام) إلاّ أ نّها تدلّ على صفات رجل صالح يؤمّ المسلمين في ذلك الوقت.
وجاءت الأحاديث في السنن والمسانيد مفسّرة ومبيّنة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين ، ودالّة على أنّ ذلك الرجل الصالح هو المهدي ، والسنّة كالقرآن الكريم تفسّر بعضها بعضاً.
وروى الحارث بن أبي اُسامة في مسنده بسنده عن جابر ، قال : قال رسول الله : ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صلّ بنا . فيقول : لا ، إنّ بعضكم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الاُمّة.
وهذا الحديث قال فيه ابن القيّم في المنار المنيف : إسناده جيّد ، وهو يفسّر ما جاء في الصحيحين.
فروايات المهدي (عليه السلام) في كتب أبناء العامّة كثيرة جدّاً ، حتّى بعضها تذكر صفاته وشمائله كما في صحيح ابن داود[13] ، فراجع . كما يذكر سيرته وكرمه في سلطانه وبيعته في إسعاف الراغبين[14] ، والصواعق المحرقة ومسند أحمد وصحيح مسلم وعقد الدرر ، وغير ذلك.
واستناداً إلى كلّ هذه الأحاديث النبوية نرى العلماء الأعلام في كلّ المذاهب وفي مختلف القرون يعترفون بالمهدي كحقيقة وضرورة دينية وإنسانية.
وفي سنة 1397 هـ ق وجّه سؤال من كينيا إلى رابطة العالم الإسلامي حول ظهور المهدي المنتظر (عليه السلام) ، فكان الجواب من سكرتير الرابطة محمد صالح القزّاز : إنّ ابن تيمية المؤسس الأوّل لفكرة الوهابية يقرّ بأحاديث المهدي ، وقد وقّع الرسالة خمسة من علماء الحجاز ، وذكرت الرسالة التفاصيل التي ذكرناها عن المهدي ، كما ذكرت أ نّه أحد الخلفاء الاثني عشر الذين أخبر عنهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) كما ورد في الصحاح.
فمن وقف في هذه المسألة موقف المتردّد لا حجّة له إلاّ الاستبعاد ، وليس للاستبعاد والاستغراب قيمة في المسائل العلمية سيّما النقليّة منها ، فإنّه لو فتح باب مجرّد الاستبعاد والاستغراب ، للزم ردّ كثير من العقائد الحقّة الثابتة بأخبار الأنبياء ممّـا ليس للعلم به أو بخصوصيّاته طريق ، إلاّ من الشرع المقدّس ، مثل بعض كيفيّات المعاد والصراط والميزان والجنّة والنار.
هذا مع أ نّه ليس في موضوع المهدي ما هو أغرب وأعجب من المعجزات والكرامات المنقولة عن الأنبياء والأولياء وسنن الله في الاُمم الماضية ، كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، ومعجزات إبراهيم وموسى ككون العصى حيّة تسعى ، والنار برداً وسلاماً ، وكشقّ القمر للنبيّ الخاتم محمّد (صلى الله عليه وآله).
فلا وجه للاستغراب في هذه الأحاديث المتواترة التي بعض رواتها من السنّة وبعضها من الشيعة ، ومنهم من هو مكّي وآخر مدني ، وبعضم كوفي وآخر بصري ، ومنهم بغدادي والآخر رازي وقمي ، ومنهم من هو أشعري الاُصول ومنهم من هو من المعتزلة والعدلية ، ومنهم من كان في العصر الأوّل وبعضهم في العصور المتأخّرة ، فلا غرابة من هذا التواتر لامتناع اجتماع هؤلاء من بعد مساكنهم ومواطنهم واختلاف أعصارهم وآرائهم ومذاهبهم في مجلس واحد ، واتّفاقهم على نقل هذه الأحاديث كذباً.
ولو تركنا الأخذ بها لما بقي مجال للاستناد إلى الأخبار المأثورة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)في جميع أبواب الفقه ، ولزم أن نرفع اليد عن التمسّك بالأخبار المعتبرة في اُمورنا الدنيويّة والدينية ، مع استقراء بناء العقلاء من المسلمين وغيرهم عليه.
والعجب كلّ العجب من أمثال أحمد أمين المصري ، فإنّه قد برّر رفضه لأحاديث المهدي أ نّها مخالفة للعقل ، ولا ندري ما هو ارتباط مسألة دلّ عليها النقل الصحيح المتواتر بالعقل ؟ ؟
وهذا ممّـا يؤسف عليه ، فإنّ في القرن الثامن عشر الميلادي في الغرب ، والمجتمعات الاُوربيّة حيث كانت تحكمها البابوات والكنائس وخرافات المسيحيّة المحرّفة ، وتفتيش العقائد وطامّتها الكبرى ، ظهرت نهضة فكريّة تؤمن بالمنهج العقلاني وتفسّر كلّ شيء على ضوئه ، حتّى ما جاء به الوحي والدين ، وسرى هذا العصيان على بعض المثقّفين المتأثّرين بفلسفة الغرب ومظاهره الفتّانة في بلاد المسلمين أيضاً ، مع أنّ دينهم لم يكن منحرفاً وليس فيه خرافات اليهود والنصارى . حتّى بعض علماء الدين تأثّر بالمنهج العقلاني من حيث لا يدري ، فأخذ يشكّك بتراثنا الماضي وحضارتنا الأصيلة وديننا الحنيف ومعتقداتنا الثابتة بالأدلّة والبراهين العقليّة والنقليّة.
ثمّ الرسالة ذكرت أنّ آخر الأشخاص الذي كتبوا عن المهدي بحثاً مفصّلا هو عميد الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة في عدّة مقالات في مجلّة الجامعة وهو عبد المحسن العباد.
والبحث مطبوع في آخر كتاب (موسوعة الإمام المهدي عند السنّة) فراجع.
ثمّ جاء في آخر الرسالة نصّاً : إذاً يجب على كلّ مسلم أن يعتقد بالمهدي هذا الاعتقاد جزء من عقائد أهل السنّة ولا ينكره إلاّ الجهّال أو المبدعون.
ومن كلّ ما تقدّم نصل إلى حقيقة لا تنكر أنّ خروج المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان لإصلاح الناس وتطبيق الإسلام ، كما هو ضرورة إسلامية ، من ينكرها فهو كافر.
وليس في المسائل النقليّة التي لا طريق لإثباتها إلاّ السمع ما يكون الإيمان به أولى من الإيمان بظهور المهدي ، وكيف يصحّ للمسلم أن يرتاب في ظهوره مع هذه الروايات المتواترة ؟ !
ثمّ يبقى الاعتقاد بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) وأ نّه ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كما عليه الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، وإنّه ولد سنة 256 هـ ق.
فهذا ممّـا يدلّ عليه النصوص النبويّة الشريفة.
فمنها : الرواية المشهورة عند الفريقين كما مرّت ، قال النبيّ الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» ، فإنّ هذا الحديث الشريف يدلّ على لا بدّية وجود إمام في كلّ زمان ، لأنّ الموت على الجاهلية بسبب عدم معرفة الإمام ، شامل لكلّ عصر وفي كلّ مصر ، وهو فرع على وجود الإمام في كلّ عصر ، وذلك ما تعتقده الإمامية أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من وجود الإمام المنتظر حيّ يرزق الآن ، ووجوده كالشمس خلف السحاب في ستار الغيبة.
كما يدلّ الحديث الشريف بوضوح أنّ هذا الإمام معيّن ومنصوب ومنصوص عليه من قبل الشرع المقدّس ، وإنّه ليحظى بمرتبة كبيرة من عرفان الله وطاعته ، وإنّه لمعصوم ، وإنّه أفضل أهل زمانه ، في كلّ الفضائل والمكارم ، حتّى يجب إطاعته المطلقة كإطاعة الله ورسوله ، بحيث من لا يعرفه يموت ميتة الجاهلية ـ أي ميتة عبّاد الأصنام والذين يقتلون أبناءهم خشية إملاق ـ وإلاّ فلا يقال لمن لا يعرف يزيد شارب الخمور مثلا إنّه يموت على الجاهلية.
والإمام الذي يموت الإنسان على الجاهلية إذا جهله ، لا يمكن أن يكون مفهوماً غامضاً ومسيّباً يتلاعب به أرباب السياسة وولاة الأمر وحكّام الجور ، وإنّما يجب أن تكون له مصاديق معيّنة.
فمن لا يعترف بالإمام المهدي المعصوم (عليه السلام) فإنّه يسأل عن إمام زمانه ، فإنّهم يموتون ميتة جاهلية لأ نّهم جهلوا إمام الزمان (عليه السلام).
أو أ نّه يقول بإمامة صدّام السفّاك ، أو الفهد الذي علّق في رقبته الصليب المسيحي وبيده كأس الشراب مع الملكة اليزابيث ، أو يقول بإمامة رؤساء العرب العملاء والخونة الذين رضوا بالذلّ والاستسلام والتطبيع مع إسرائيل الغاصبة ربيبة الاستعمار ، فهل حكّام العرب اليوم هم أئمّة المسلمين ، أو أحدهم إمام زمانه بحيث لو لم نعرفه ، ولم نطعه الطاعة التامّة لكان موتنا على الجاهلية ؟ !
ومن يؤمن بهؤلاء الخونة فإنّه يحشر معهم لا محالة ، فإنّ المرء مع من أحبّ.
فإنّه ورد في كتاب (الدرّ المنثور) لجلال الدين السيوطي قال : أخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله الله تعالى : ( يَوْمَ نَدْعو كُلَّ اُناس بِإمامِهِمْ ) ، قال : يدعى كلّ قوم بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم.
وروي عن الثعلبي مسنداً عنه مثله.
فإمّا إمام هدىً وحقّ يقود المأموم إلى الجنّة ويحشر معه ، وإمّا إمام ضلال وباطل يقود صاحبه إلى النار.
فمن هو إمام زمانك الذي تحشر معه ؟
ومن النصوص النبويّة المشهورة والمتواترة التي تتلائم مع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ما وردت في الصحاح من أنّ الأئمة أو الخلفاء من بعد النبيّ اثنا عشر وكلّهم من قريش.
إليك بعض النصوص في ذلك :
1 ـ صحيح البخاري[15] (4 : 175 ، طبعة مصر سنة 1355) عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها فقال
أبي : إنّه قال : كلّهم من قريش.
وفي صحيح الترمذي مثله.
وفي صحيح مسلم : إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
وفي مسند أحمد[16] عن مسروق قال : كنّا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الاُمّة من خليفة ؟ فقال ابن مسعود : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثمّ قال : نعم ، ولقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : اثنى عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل.
إنّ هذه الأحاديث لا تنطبق إلاّ على مذهب الشيعة الإمامية ، فإنّ بعضها تدلّ بوضوح على أنّ الإسلام لا ينقرض ولا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، وبعضها يدلّ على أنّ عزّة الإسلام إنّما تكون إلى اثني عشر خليفة ، وبعضها يدلّ على أنّ بقاء الدين إلى أن تقوم الساعة ، وأنّ وجود الأئمة مستمرّ إلى آخر الدهر.
والظاهر ـ والظواهر حجّة ـ من جميع الروايات حصر الخلفاء في الاثني عشر
وتواليهم . ومن المعلوم المسلّم أنّ تلك الخصوصيات لم توجد إلاّ في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين ، ولا توافق مذهباً من مذاهب فرق المسلمين إلاّ مذهب الإماميّة.
وينبغي أن يعدّ ذلك من أخبار المغيّبات ، ومن جملة معجزات النبيّ الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله).
ولو أضفنا إليها غيرها من الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر ، فإنّه يحصل القطع واليقين بأنّ المراد منها ليس إلاّ الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام).
ويؤيّدها أيضاً حديث الثقلين المشهور والمتواتر المقطوع الصدور والمروي من طرق الفريقين ـ السنّة والشيعة[17] ـ كما يؤيّدها حديث السفينة المتواتر[18] وكذلك الحديث الشريف المروي عند الفريقين : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي.
قال في ذخائر العقبى : أخرجه أبو عمر الغفاري : «النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».
وفي رواية : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف.
ذكر في الصواعق أنّ الحاكم صحّحه على شرط الشيخين.
فيستفاد من مجموع هذه الأخبار أنّ وجود الأئمة الاثني عشر مستمرّ إلى انقضاء الدهر ، وكلّهم من قريش ، ولم يدّعِ أحد من طوائف المسلمين إمامة هذا العدد من قريش مستمرّ إلى آخر الدهر غير أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
هذا وقد اعترف للأئمة الاثني عشر بالفضل والورع والعلم الربّاني كلّ من ترجم لهم من العلماء.
كما أنّ العلماء من القوم قد وقعوا في حيص وبيص في تفسير هذا الحديث وتطبيقه ، قال عبد المحسن عباد المدرّس في جامعة المدينة ـ من المعاصرين ـ : ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحقّ ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم ، بل قد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة . ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شكّ عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتّى تكون ولايتهم لا محالة ، والظاهر أنّ منهم المهدي المبشّر به في الأحاديث.
وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز مفتي الحجاز ـ من العميان المعاصرين ـ : والأقرب في هذا كما قاله أهل العلم : أنّ مراد النبيّ بهذا الحديث (لا يزال أمر هذه الاُمّة قائماً ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش) إنّ مراده من ذلك الخلفاء الأربعة ومعاوية وابنه يزيد ثمّ عبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وعمر بن عبد العزيز هؤلاء اثنا عشر خليفة ، فإنّ الدين في زمانهم قائم والإسلام منتشر والحقّ ظاهر والجهاد قائم.
والعجب من هذا الأعمى ، فهل يسمّى (يزيد) بخليفة رسول الله لو لم يعرفه شخص ومات يموت ميتة الجاهلية ؟ ! ! إنّه شيء عجاب . وهو الذي صنع ما صنع من قتل سيّد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار ، وسبى بنات النبيّ المختار ، ومن هدم الكعبة ، وإباحة المدينة في واقعة الحرّة.
أو يسمّى الوليد الماجن المستهتر بالخليفة ، وهو الذي رمى القرآن حينما استفتح ، وهو الذي حمل قبّة معه ليشرب الخمر على سطح الكعبة.
فهذا ما نقله تأريخ القوم ، فإنّه لمّـا ولي الحجّ حمل معه كلاباً في صناديق ، وعمل قبّة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة ، وحمل معه الخمر وأراد أن ينصب القبّة على الكعبة ويشرب فيها الخمر.
وذكر المسعودي أنّ الوليد ألحد في شعر له وذكر النبيّ بسوء ، فمنه قوله :
تلعّب بالخلافة هاشميّ *** بلا وحي أتاه ولا كتابُ
وقل لله يمنعني طعامي *** وقل لله يمنعني شرابي
وأمّا عبد الملك الغادر الفاسق ، فلو لم يكن من مساويه إلاّ تولية الحجّاج يقتل المسلمين والأبرار لكفى ذلك خزي له وعار.
فكلّ واحد يحاول أن يفسّر الحديث الشريف بتأويلات باطلة ، ولا ندري لماذا هذا الإصرار على الخطأ والبطلان.
ثمّ من الأدلّة العقلية التي تدلّ على صحّة عقيدة الشيعة الإماميّة في الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) أنّ هذا الإنسان العظيم الذي يتحقّق على يديه ذلك الحدث الهائل في العالم من إبادة الجور والكفر والطغيان وإظهار الحقّ والعدل والإسلام ، لا بدّ أن يكون مدعوماً بالغيب فلا ينقطع عن الخلفاء الذين من قبله ، ولا يأخذ الدين إلاّ من منبعه الأصيل ، لا ما في أيدي الناس من الظنّيّات ، حتّى ورد في الحديث الشريف : أ نّه يأتي بدين جديد ، ومعنى ذلك أنّ المسلمين ينحرفون عن مسار الإسلام الصحيح الواقعي بمرور الزمن ، وذلك إمّا بسبب اجتهادات المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام الشرعيّة الظاهريّة بحسب طاقتهم البشريّة ، أو بسبب الانحراف السلوكي الذي يجعل الإسلام المحمّدي الأصيل الذي يأتي به المهدي جديداً وغريباً بالنسبة لهم.
ونستنتج من هذا أنّ المهدي المنتظر (عليه السلام) يأتي بالإسلام الواقعي كما اُنزل على صاحب الشريعة المقدّسة.
ويبقى هنا السؤال المطروح : أ نّه من أين يأتي المهدي بالإسلام الواقعي ، وهو ليس بنبيّ ، حيث لا نبوّة بعد خاتم النبيّين محمّد (صلى الله عليه وآله) ، ولا وحي ، والذي بيد الناس ليس إلاّ اجتهادات المجتهدين ، وطريق الإلهام طريق غير عادي فلا بدّ أن يقوم عليه الدليل ، فلا يبقى لنا طريق إلاّ الاعتقاد بأنّ المهدي (عليه السلام) من آل محمد من السلسلة المعصومة التي ورثت علم الإسلام الحقيقي من جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهذا هو الذي تعتقده الشيعة الجعفرية.
كما يدلّ على هذا المعتقد الصحيح إجماع الشيعة ، ويوافقهم شطر كبير من علماء السنّة : أنّ المهدي (عليه السلام) قد ولد في ليلة المنتصف من شعبان سنة 255 هـ ق.
وقد ذكر العلاّمة الآية الشيخ لطف الله الصافي أسماء ما يقرب من سبعين عالم من علماء العامّة اعترفوا بولادة المهدي (عليه السلام)[19].
منهم : الشيخ ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي المتوفّى سنة 974 ، قال في الصواعق بعد ذكر حالات الإمام العسكري أبي محمد (عليه السلام) : ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجّة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، لكن آتاه الله الحكمة.
ومنهم : ابن الصبّاغ المالكي المكي المتولّد سنة 734 والمتوفّى 855.
ومنهم : أبو الفرج ابن الجوزي المتوفّى 654 صاحب التأريخ الكبير ، والبيهقي الفقيه الشافعي المتوفّى سنة 458 ، ومحمّد بن طلحة الشافعي القرشي المتولّد سنة 582 ، والبلاذري الذي قتل سنة 339 ، والقاضي فضل روزبهان الرادّ على العلاّمة الحلي في كتابه إبطال نهج الباطل في ردّ كتاب كشف الحقّ ونهج الصدق والصواب ، والمؤرّخ الكبير ابن خلكان في وفيات الأعيان.
وأمّا كيفية ولادته (عليه السلام) فنكتفي برواية رواها جماعة من العلماء منهم المحدّث العالم محمد خواجه البخاري في كتابه فصل الخطاب على ما في ينابيع المودّة[20] : أنّ حكيمة بنت الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عمّة أبي محمد الإمام العسكري (عليه السلام) كانت تحبّه وتدعو له وتتضرّع إلى الله تعالى أن ترى ولده ، فلمّـا كانت ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين دخلت عند الحسن (عليه السلام) فقال : يا عمّة ، كوني الليلة عندنا لأمر ، فأقامت ، فلمّـا كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت المولود المبارك ، فلمّـا رأته حكيمة أتت به الحسن رضي الله عنهم وهو مختون ، فأخذه ومسح بيده على ظهره وعينيه ، وأدخل لسانه في فيه ، وأذّن في اُذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ثمّ قال : يا عمّة ، اذهبي به إلى اُمّه فرددته إلى اُمّه . قالت : ثمّ جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهار والنور فأخذ حبّه بمجامع قلبي ، فقلت : يا سيّدي ، هل عندك علم في هذا المولود المبارك ، فقال : يا عمّة ، هذا المنتظر الذي بشّرنا به ، فخررت لله ساجدة شكراً على ذلك.
ويأتي يوم الظهور والخلاص بغتة كما قال الإمام الرضا (عليه السلام) لمّـا أنشده شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي تائيّته المعروفة ، ومنها :
خروج إمام لا محالة واقع *** يقوم على اسم الله والبركاتِ
يميّز فينا كلّ حقٍّ وباطل *** ويجزي عن النعماء والنقماتِ
فبكى الإمام الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً ثمّ قال : يا دعبل ، نطق روح القدس بلسانك ، أتعرف من هذا الإمام ؟ قلت : لا ، إلاّ أ نّي سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلا . فقال : إنّ الإمام بعدي محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، وأمّا متى يقوم فإخبار عن الوقت ، لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتةً[21].
وأهل البيت في خطّ جدّهم الرسول الأكرم يبشّرون بالإمام المهدي (عليه السلام) ، فالنصوص والروايات قد تواترت حول شخصيّته وعلامات شخصه وحكومته وأيام دولته ، حتّى لم يعد هناك مجال للغموض والإنكار في ذلك . وإليك هذه الفهرسة السريعة المستخرجة من كتاب (منتخب الأثر في الحجّة الثاني عشر) للشيخ لطف الله الصافي دام ظلّه من المراجع المعاصرين :
الأئمة الاثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي ... 91 حديثاً.
الأئمة اثنا عشر آخرهم المهدي ... 94 حديثاً.
الأئمة اثنا عشر تسعة منهم من نسل الحسين تاسعهم المهدي ... 107 أحاديث.
المهدي من عترة النبيّ المختار ... 389 حديثاً.
المهدي من ولد علي أمير المؤمنين ... 214 حديثاً.
المهدي من ولد السيّدة فاطمة ... 192 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الحسين ... 185 حديثاً.
المهدي تاسع أولاد الإمام الحسين ... 148 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام علي بن الحسين ... 185 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الباقر ... 103 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الصادق ... 103 حديثاً.
المهدي السادس من ولد الإمام الصادق ... 99 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الكاظم ... 101 حديثاً.
المهدي الرابع من ولد الإمام الرضا ... 95 حديثاً.
المهدي الثالث من ولد الجواد ... 90 حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الهادي ... 90 حديثاً.
اسم والده الإمام الحسن ... 148 حديثاً.
المهدي يواطئ اسمه اسم النبيّ وكنيته ... 47 حديثاً.
ومع هذا الأحاديث الكثيرة والمتواترة لا يبقى مجال للشكّ والترديد وأ نّه حيّ مبارك ينتظر وهو الإمام المنتظر ، عجّل الله فرجه الشريف وجعلنا من خلّص شيعته وأنصاره والمستشهدين بين يديه ...
الهوامش
1. اقتباس من محاضرة إسلامية ألقاها سماحة الخطيب الشيخ محمد حسين الفقيه في آخر شهر رمضان المبارك سنة 1417 في مسجد الإمام الرضا عليه السلام بمدينة قم المقدّسة.
2. الصفّ : 9.
3. المجادلة : 21.
4. الكهف : 20.
5. نور الأبصار : 228.
[6]شرح نهج البلاغة ، طبع مصر 2 : 535.
[7]الصواعق المحرقة : 99.
[8]مقدّمة ابن خلدون : 367.
[9]صحيح الترمذي : 27.
[10]صحيح أبي داود 4 : 87.
[11]الصواعق المحرقة : 97.
[12]صحيح البخاري 2 : 158.
[13]صحيح أبي داود 4 : 88.
[14]إسعاف الراغبين : 151.
[15]جاء في كتاب منتخب الأثر ، الصفحة 43 : قال في متشابه القرآن ومختلفه (2 : 55) : النصوص الواردة عن ساداتنا صلوات الله عليهم أجمعين نوعان ما اجتمع أهل البيت خلفاً عن سلف عن آبائهم عن النبيّ على عددهم وأسمائهم وذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها وإجماعهم حجّة كما بيّناه ، وما نقله مخالفونا وهو نوعان ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين ، وما وافقنا في أ نّهم المعنيّون بالإمامة ، فالأوّل مثل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما والسجستاني في السنن والخطيب في التأريخ وأبو نعيم في الحلية بأسانيدهم عن جابر ابن سمرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش . رواه أحمد بن حنبل في مسنده من أربع وثلاثين طريقاً وروى الخطيب في تأريخ بغداد عن حمّـاد بن سلمة عن أبي الطفيل وروى الليث بن سعد في أماليه بإسناده عن سفيان الأصبحي كلاهما عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله يقول : يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، ومن رواة النصّ عليهم ما حدّثني جماعة بأسانيدهم عن سليمان بن قيس الهلالي وأبي حازم الأعرج والسايب بن أبي أدنى وعليم الأزدي وأبي مالك والقسم عن سلمان الفارسي وروى محمد بن عمّـار وأبو الطفيل وأبو عبيدة عن عمّـار بن ياسر وروى سعيد بن المسيّب والحارث بن الحنس بن المعتمر عن أبي ذرّ (وكثير من روى الحديث فراجع) كما من رواة هذا العدد الثوري والأعمش والرقاشي وعكرمة ومجاهد وغندر وابن عون وأبو معاوية وأبو أسلمة وأبو عوانة وأبو كريت وعلي بن الجعد وقتيبة بن سعد وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد ابن زياد العلابي ومحمود بن غيلان وزياد بن علاقة وحبيب بن ثابت ، فقد اشتهرت على ألسنة المخالفين ووافقوا فيه المتواترين بمثله ووجبت الحجّة على ألسنة أعدائهم ، وإذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبت إمامتهم ، لأ نّه ليس في الاُمّة من قد ادّعى هذا العدد سوى الإمامية ، وما أدّى إلى خلاف الإجماع يحكم بفساده ـ انتهى كلامه.
وصاحب منتخب الأثر ينقل ثمانين رواية من طرق الفريقين وبتعابير مختلفة من أنّ الخلفاء من بعد رسول الله اثني عشر خليفة وأ نّهم بعدد النقباء والحواريين . فراجع.
[16]مسند أحمد 1 : 398.
[17]كما ذكرت تفصيل ذلك في رسالة (في رحاب حديث الثقلين).
[18]ذكرت تفصيل ذلك في كتاب (أهل البيت سفينة النجاة) ، مطبوع ، فراجع.
[19]راجع (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر) : 221.
[20]ينابيع المودّة ، 387.
[21]ينابيع المودّة 2 : 197.
مقتبس من كتاب : [ الإمام المهدي عليه السلام وطول العمر في نظرة جديدة ] / الصفحة : 28 ـ 48
التعلیقات