التمحيص والنهي عن التوقيت
عباس القمي
منذ 12 سنةالتمحيص والنهي عن التوقيت:
روى الشيخ الصدوق باسناده عن ابي علي بن همام، قال: سمعت محمد بن عثمان العمري، (رضي اللّه عنه)، قال: سمعت ابي يقول سئل ابو محمد الحسن بن علي، (صلوات اللّه عليهم)، ان الأرض لا تخلو من حجة اللّه على خلقه، الى يوم القيامة، وان من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال (عليه السلام) ان هذا حق، كما ان النهار حق،
305
فقيل له يا ابن رسول اللّه فمن الحجة والإِمام بعدك؟ قال ابني (م ح م د) وهو الإِمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، اما ان له غيبة يحار(1) فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقَّاتون، ثم يخرج فكأني انظر الى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
وبإسناده عن منصور، قال قال ابو عبد اللّه (عليه السلام): يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم الا بعد يأس، لا واللّه حتى تميزوا، لا واللّه حتى تمحصوا، لا واللّه، حتى يشقى من يشقى، ويسعد من يسعد.
وبإسناده عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال ان لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد(2) ثم قال هكذا بيده، ثم قال ان لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق اللّه عبد وليتمسك بدينه.
وروى الشيخ الطوسي عن الفضيل، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) هل لهذا الأمر وقت؟ فقال كذب الوقّاتون كذب الوقّاتون.
وعن الصادق (عليه السلام)، في حديث مهزم الاسدي، قال يا مهزم: كذب الوقّاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلِّمون والينا يصيرون.
وعن ابي جعفر (عليه السلام) انه قال لتمحصن(3) يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد، كمحيص الكحل في العين لأن صاحب الكحل، يعلم متى يقع في العين، ولا يعلم متى يذهب، فيصبح احدكم وهو يرى، انه على شريعة من امرنا، فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من امرنا فيصبح وقد خرج منها.
_____________________
(1) رجع وتحير.
(2) القتاد شجر عظيم له شوك كالابر وخرط القتاد يضرب مثلا للامور الصعبة (منه).
(3) أي لتختبرن وتنقين نقاء الكحل.
306
النعماني باسناده(1)، عن ابن نباتة(2)، عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كونوا كالنحل(3) في الطير، ليس شيء من الطير الا وهو يستضعفها ولو علمت الطير ما في اجوافها من البركة لم يفعل بها ذلك، خالطوا الناس بالسنتكم وابدانكم وزايلوا بقلوبكم واعمالكم، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون، حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتى لا يبقى منكم (او من شيعتي إلا) كالكحل في العين والملح في الطعام، وسأضرب لكم مثلاً: وهو مثل رجل كان له طعام فنقاه وطيبه ثم ادخله بيتاً وتركه فيه، ما شاء اللّه، ثم عاد اليه فاذا هو قد اصاب طائفة منه السوس فاخرجه ونقاه وطيبه واعاده ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة(4) كرزمة الاندر(5) ولا يضره السوس شيئاً، وكذلك انتم تميزون حتى لا يبقى منكم، الا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً.
_____________________
(1) هو الشيخ الأجل محمد بن ابراهيم الملكي بابن ابي زينب صاحب كتاب الغيبة يروي عن الكليني (رحمه اللّه).
(2) ابن نباتة هو الاصبغ بن نباتة بضم النون المجاشعي كان من خاصة امير المؤمنين (عليه السلام) وعمر بعده، وكان يوم صفين على شرطة الخميس وقال لأمير المؤمنين (عليه السلام) قدمني في البقية من الناس فانك لا تفقد في اليوم صبراً ولا نصراً، قال (عليه السلام) تقدم باسم اللّه والبركة فتقدم واخذ رايته فمضى مرتجزاً وقد خضب سيفه ورمحه دما وكان شيخاً ناسكاً عابداً وكان إذا لقي القوم لا يغمد سيفه وكان (رحمه اللّه) من ذخائر علي (عليه السلام) ممن قد بايعه على الموت ومن فرسان اهل العراق، وروي عنه (عليه السلام) عهد الاشتر ووصيته (عليه السلام) الى محمد ابنه وهو الذي دخل على امير المؤمنين (عليه السلام) لما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه فراه معصوب الرأس بعصابة صفراء وقد اصفر وجهه بحيث قد غلب صفرة وجهه على تلك العصابة وهو يرفع فخذا ويضع اخرى من شدة الضربة وكثرة السم فطلب منه (عليه السلام) ان يحدثه بحديث سمعه من رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فحدثه (عليه السلام) (منه).
(3) امر بالتقية: أي لا تظهروا ما في اجوافكم من دين الحق (منه).
(4) رزمة بالفتح، أي حزمة، باقة.
(5) الاقل النادر، الصافي.
307
وبإسناده عن ابي بصير، عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك متي خروج القائم (عليه السلام)؟ فقال يا أبا محمد إنّا اهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم): كذب الوقاتون، يا محمد ان قدام هذا الأمر خمس علامات اولهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء، ثم قال يا محمد إنه لا بد ان يكون قدام ذلك الطاعونان، الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر، قلت جعلت فداك ايّ شيء الطاعون الأبيض واي شيء الطاعون الأحمر قال الطاعون الأبيض الموت الجارف(1) والطاعون الاحمر السيف، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين، ليلة جمعة، قلت بم ينادى؟ قال باسمه واسم ابيه: الا ان فلان بن فلان قائم آل محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فاسمعوا له واطيعوا، فلا يبقى شيء خلق اللّه فيه الروح الا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج الى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل (عليه السلام).
_____________________
(1) في الحديث الطاعون الجارف سمي جارفاً لأنه كان سريعاً جرفُ الناس كجرف السيل والجرف هو اخذك الشيء عن وجه الأرض بالمجرفة (منه).
((ضمن كتاب الأنوار البهية))
التعلیقات