عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى
اربلي
منذ 12 سنةقد كنت عملت أبياتا من سنين أمدحه و أتشوقه (عليه السلام) و هي :
عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى *** و عن بانتي سلع و عن علمي حزوى
عزامي بناء عن عزامي و فكرتي *** تمثله للقلب في السر و النجوى
من النفر الغر الذين تملكوا *** من الشرف العادي غايته القصوى
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا *** تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مأثرا *** محاسنها تجلي و آياتها تروى
بهم عرف الناس الهدى فهداهم *** يضل الذي يقلي و يهدي الذي يهوى
موالاتهم فرض و حبهم هدى *** و طاعتهم قربى و ودهم تقوى
أ مولاي أشواقي إليك شديدة إذا *** انصرفت بلوى أسى أردفت بلوى
أكلف نفسي الصبر عنك جهالة *** و هيهات ربع الصبر مذ غبت قد أقوى
و بعدك قد أغرى بنا كل شامت *** إلى الله يا مولاي من بعدك الشكوى
و لما شرعت في سطر مناقبه و ذكر عجائبه عملت هذه الأبيات أنا ذاكرها على حرف الميم ثم إني ذكرت أني مدحت الإمام الكاظم (عليه السلام) بقصيدة على هذا الوزن و الروي فتركتها و شرعت في أخرى و ها أنا ذا أذكر الميمية التي لم أتمها و أكتب الأخرى عقيبها و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
و هي :
تحية الله و رضوانه *** على الإمام الحجة القائم
على إمام حكمه نافذ *** إذا أراد الحكم في العالم
خليفة الله على خلقه *** و الآخذ للحق من الظالم
العادل العالم أكرم به *** من عادل في حكمه عالم
مطهر الأرض و محيي الورى *** العلوي الطاهر الفاطمي
ناصر دين الله كهف الورى *** محيي الندى خير بني آدم
الصاحب الأعظم و الماجد *** الأكرم المولى أبو القاسم
و صاحب الدولة يحيا بها *** ممتحن في الزمن الغاشم
و النافذ الحكم فرعيا له *** و جادة الوابل من حاكم
من حاتم حتى يوازي به *** عبيده أكرم من حاتم
لو أنني شاهدته مقبل *** في جحفل ذي عيثر قاتم
لقلت من فرط سروري به *** أهلا و سهلا بك من قادم
و الأخرى التي شرعت فيها هي هذه :
إن شئت تتلو سور الحمد *** فخبر الأقوال في المهدي
و امدح إماما حاز خصل *** العلى و فاز بالسؤدد و المجد
إمام حق نوره ظاهر *** كالشمس في غور و في نجد
القائم الموجود و المنتمى *** إلى العلى بالأب و الجد
و صاحب الأمر و غوث الورى *** و حصنهم في القرب و البعد
و ناشر العدل و قد جارت *** الأيام و الناس عن القصد
و المنصف المظلوم من ظالم *** و الملجأ المرجو و المحتدي
و باذل الرفد إلى أن يرى *** لا أحد يرغب في الرفد
جلت أياديه و آلاؤه *** و الحمد للواهب عن عد
و أصبحت أيامه لا نقضت و لا تولت جنة الخلد
سيرته تهدي إلى فضله *** و هديه يهدي إلى الرشد
يمنع بالله و يعطي به *** موفق في البذل و الرد
ليس له في الفضل من مشبه *** و لا له في النبل من ند
العلم و الحلم و بذل الندى *** جاوز فيها رتب الجد
قد عمه الله بألطافه *** و خصه بالطالع السعد
أدعوه مولاي و من لي بأن *** يقول لي إن قال يا عبدي
أدعو به الله و ما من دعا *** بمثله يجبه بالرد
أعده ذخرا و أرجوه في *** بعثي و في عرضي و في لحدي
فليت مولاي و مولى الورى *** يذكرني في سره بعدي
و ليته يبعث لي دعوة *** يسعد في الأخرى بها جدي
مولاي أشواقي تذكي الجوى *** لأنها دائمة الوقد
أود أن ألقاك في مشهد *** أشرح فيه معلنا ودي
برح بي وجد إلى عالم *** بما أعاينه من الوجد
وهمت في حب فتى غائب *** و هو قريب الدار في البعد
فاعطف علينا عطفة و اشف *** ما نلقاه من هجر و من صد
و أظهر ظهور الشمس و اكشف لنا *** عن طالع مذ غبت مسود
قد تم ما ألفت من وصفكم *** فجاء كالروضة و العقد
و لست فيه بالغا حقكم *** لكن على ما يقتضي جهدي
فإن يكن حسني فمن عندكم *** أو كان تقصير فمن عندي
و رفدكم أرجوه في محشري *** يا باذلي الإحسان و الرفد
و الحمد لله و شكرا له *** أهل الندى و الشكر و الحمد
و قلت هذه الأبيات لتكون خاتمة لهذا الكتاب و هي :
أيها السادة الأئمة أنتم *** خيرة الله أولا و أخيرا
قد سموتم إلى العلى *** فافترعتم بمزاياكم المحل الخطير
اأنزل الله فيكم هل أتى *** نصا جليا في فضلكم مسطور
امن يجاريكم و قد طهر *** الله تعالى أخلاقكم تطهير
الكم سؤدد يقرره القرآن للسامعينه تقريرا
إن جرى البرق في مداكم كبا *** من دون غاياتكم كليلا حسيرا
و إذا أزمة عرت و استمرت *** فترى للعصاة فيها صريرا
بسطوا الندى أكفا سباطا و وجوها *** تحكي الصباح المنيرا
و أفاضوا على البرايا عطايا *** خلفت فيهم السحاب المطيرا
فتراهم عند الأعادي ليوثا *** و تراهم عند العفاة بحورا
يمنحون الولي جنة عدن و *** العدو الشقي يصلى سعيرا
يطعمون الطعام في العسر و اليسر *** يتيما و بائسا و أسيرا
لا يريدون بالعطاء جزاء *** محبطا أجر برهم أو شكورا
فكفاهم يوما عبوسا و أعطاهم *** على البر نضرة و سرورا
و جزاهم بصبرهم و هو أولى *** من جزى الخير جنة و حريرا
و إذا ما ابتدوا لفصل خطاب *** شرفوا منبرا و زانوا سريرا
بخلوا الغيث نائلا و عطاء *** و استخفوا يلملما و ثبيرا
يخلفون الشموس نورا و إشراقا *** و في الليل يخجلون البدورا
أنا عبد لكم أدين بحبي *** لكم الله ذا الجلال الكبيرا
عالم أنني أصبت و أن الله *** يؤلي لطفا و طرفا قريرا
مال قلبي إليكم في الصبا *** الغض و أحببتكم و كنت صغيرا
و توليتكم و ما كان في أهلي *** و لي مثل فجئت شهيرا
أظهر الله نوركم فأضاء الأفق *** لما بدا و كنت بصيرا
فهداني إليكم الله لطفا بي *** و ما زال لي وليا نصيرا
كم أياد أولي و كم نعمة أسدي *** فلي أن أكون عبدا شكورا
أمطرتني منه سحائب جود عاد *** حالي بهن غضا نضيرا
و حماني من حادثات عظام *** عدت فيها مؤيدا منصورا
لو قطعت الزمان في شكر أدنى *** ما حباني به لكنت جديرا
فله الحمد دائما مستمرا و *** له الشكر أولا و أخيرا
ضمن كتاب كشف الغمة الجزء الثالث
التعلیقات