ما فائدة وجود الامام (عليه السلام ) في الغيبة
اربلي
منذ 12 سنةقالوا إذا كان الإمام غائبا بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق و لا ينتفع به فما الفرق بين وجوده و عدمه و ألا جاز أن يميته الله أو يعدمه حتى إذا علم أن الرعية تمكنه و تسلم له أوجده و أحياه كما جاز أن يبيحه الاستتار حتى يعلم منهم التمكين له فيظهره.
الجواب :
أول ما نقوله إنا لا نقطع على أن الإمام لا يصل إليه أحد فهذا أمر غير معلوم و لا سبيل إلى القطع به ثم إن الفرق بين وجوده غائبا عن أعدائه للتقية و هو في أثناء تلك الغيبة منتظر أن يمكنوه فيظهر و يتصرف و بين عدمه واضح و هو أن الحجة لازمة لله تعالى و هاهنا الحجة لازمة للبشر لأنه إذا أخيف فغيب شخصه عنهم كان ما يفوتهم من المصلحة عقيب فعل كانوا هم السبب فيه منسوبا إليهم فيلزمهم في ذلك الذم و هم المؤاخذون به الملومون عليه و إذا أعدمه الله تعالى كان ما يفوت من مصالحهم و يحرمونه من لطفهم و انتفاعهم به منسوبا إلى الله تعالى و لا حجة فيه على العباد و لا لوم يلزمهم لأنه لا يجوز أن يكون إخافتهم إياه لا يجوز فعلا لله تعالى.
قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى أثابه الله و عفا عنه إن قال قائل كيف يقول الطبرسي رحمه الله تعالى إنا لا نقطع على أن الإمام لا يصل إليه أحد إلى آخره و يلزمه القطع بذلك لأنه قال قبل هذا بقليل فيما حكاه عن توقيعاته ( عليه السلام ) فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر .
و الذي أراه أنه إن كان يراه أحد فقد علم منهم أنهم لا يدعون رؤيته و مشاهدته و أن الذي يدعيها كذاب فلا مناقضة إذا و الله أعلم .
ضمن كتاب كشف الغمة
التعلیقات