ظهورالشمس من مغربها علامة للظهورأم للساعة ؟
السؤال :
وردت في الروايات أن من علامات آخر الزمان ظهور الشمس من مغربها فهل هذه علامة للظهور أو للساعة ؟
الجواب : للشيخ علي الكوراني
روى السنة في مصادرهم روايات كثيرة عن طلوع الشمس من مغربها على أنها من علامات القيامة ، كالذي رواه البخاري : 5/195 : عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل ) ورواه في : 7/191، و : 8/101 ، 176، ومسلم : 1/95.
وقد تضمنت بعض رواياتهم تصوراً أسطورياً عن الشمس أخذوه من الإسرائيليات !
من ذلك ما رواه البخاري : 4/75 ( قال النبي صلى الله عليه وسلم لا بى ذر حين غربت الشمس : تدرى اين تذهب؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغر بها ! فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ). ورواه في : 8/176 ورواه مسلم : 1/96.
وروى الداني في سننه ص 147 عن عبد الله بن عمرو قال :
( إن الشمس تطلع من حيث يطلع الفجر ، فإذا أرادت أن تطلع تقاعست حتى تضرب بالعمد وتقول يا رب إني إذا طلعت عبدت من دونك ، فتطلع على ولد آدم فتجري حيث تأتي المغرب فتسلم فيرد عليها وتسجد فينظر إليها ثم تستأذن فيؤذن لها فتجري إلى المشرق ، والقمر كذلك حتى يأتي عليها يوم تغرب فيه فتسلم فلا يرد عليها وتسجد فلا ينظر إليها وتستأذن فلا يؤذن لها ، فتحبس حتى يجئ القمر ويسلم فلا يرد عليه ويسجد فلا ينظر إليه ثم يستأذن فلا يؤذن له ، ثم يقال لهما ارجعا من حيث جئتما ، فيطلعان من المغرب كالبعيرين المقترنين ، فذاك قوله عزوجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ .. الآية ).
وقد أوردنا هذه الروايات في معجم أحاديث الإمام المهدي : 2/113
أما في مصادرنا فقد ورد أن طلوع الشمس من المغرب حدث لا بد أن يكون قبل قيام الساعة ، وفرق واضح بين القول بحتمية حدوثه ، أو أنه من علامات القيامة ! فقد يحدث قبل القيامة بعشرين ألف سنة !
وأهم رواياته ما في الكافي : 5/ 10 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. وسيف منها مكفوف ، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا.. إلى آخر الرواية التي تبين أحكام الاسياف الخمسة ). انتهى.
ونلاحظ أنه عليه السلام جعل طلوع الشمس من مغربها ، موعداً لانتهاء الحرب في الأرض ، ولم يذكر القيامة ، وقد يكون ذلك عند شمول دولة العدل الإلهي لكل العالم.
وكذلك ما رواه المفيد في الارشاد : ص 358 - عن أبى حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : خروج السفياني من المحتوم ؟ قال : نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم ، وقتل النفس الزكية محتوم ، وخروج القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله محتوم. قلت : وكيف يكون النداء ؟ قال : ينادى من السماء أول النهار ألا إن الحق مع علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الارض : ألا إن الحق مع عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ). انتهى.
فقد عد طلوع الشمس من مغربها من المحتومات كظهور الإمام المهدي عليه السلام ، ولم يعده من علامات الساعة القريبة.
وكذلك ما رواه الصدوق في الخصال : 2/ 446 ، عن حذيفة بن أسيد قال : ( سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول " عشر آيات بين يدي الساعة خمس بالمشرق ، وخمس بالمغرب ، فذكر الدابة ، والدجال ، وطلوع الشمس من مغربها ، وعيسى بن مريم عليه السلام ، ويأجوج ومأجوج ، وأنه يغلبهم ويغرقهم في البحر. ولم يذكر تمام الآيات ).
وفي غيبة الطوسي : ص 267 عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله " عشر قبل الساعة لا بد منها : السفياني ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، وخروج القائم ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليه السلام ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر ). انتهى.
فكلها تذكر طلوع الشمس من مغربها بعلى أنها حدث لا بد أن يكون قبل القيامة ، لا أنه من علاماتها القريبة ، فقد يفصله عن القيامة ألوف السنين.
لذلك أرى أن طلوع الشمس من مغربها ليست من علامات الظهور التي تقع قبله ، ولا من علامات القيامة القريبة ، وإن كانت بذاتها حدث يحدث بعد ظهور الإمام المهدي صلوات الله عليه ، وقد يكون في عصره ، أوفي دولته بعده عليه السلام بألوف السنين. والله أعلم.
التعلیقات