بشارة الإمام العسكري عليهالسلام
المؤمل في الأديان
منذ 11 سنةبشارة الإمام العسكري عليهالسلام :
1 ـ أحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام وأنا اُريد أن أسأله عن الخلف من بعده؟
فقال لي مبتدئاً : « يا أحمد اسحاق! إنَّ اللّه تبارك وتعالى لم يُخلِّ الأرض منذ خلق آدم عليهالسلام ولا يخلّيها الى أن تقوم الساعة من حجّة للّه على خلقه ،
68
به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزِّل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض.
قال : فقلت له : يا بن رسول اللّه ، فمن الإمام والخليفة بعدك؟
فنهض عليهالسلام مسرعاً دخل البيت ، ثمَّ خرج وعلى عاتقه غلامٌ كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من ابناء الثلاث سنين ، فقال :
يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على اللّه عزّ وجلّ وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا.
إنّه سميُّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
يا أحمد بن إسحاق ، مَثَلُه في هذه الاُمّة مثل الخضر عليهالسلام ، ومَثله مثل ذي القرنين.
واللّه ليغيبنَّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته اللّه عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفّقه [فيها] للدُّعاء بتعجيل فرجه.
فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنُّ إليها قلبي؟
فنطق الغلام عليهالسلام بلسان عربيّ فصيح ، فقال : أنا بقيّة اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق.
فقال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسروراً فرحاً. فلمّا كان من الغد عدت إليه ، فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليَّ. فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال : طول الغيبة يا أحمد.
قلت : يا بن رسول اللّه ، وإنَّ غيبته لتطول؟
قال : إي وربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، ولا يبقى إلا من
69
أخذ اللّه عزّ وجلّ عهده لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروحٍ منه.
يا احمد بن إسحاق ، هذا أمر من أمر اللّه ، وسرٌّ من سرِّ اللّه ، وغيب من غيب اللّه. فخذ ما آتيتك ، واكتمه وكن من الشاكرين ، تكن معنا غداً في علّيّين » (1).
2 ـ حديث يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام وهو جالس على دكّان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مُسبل. فقلت له : [يا] سيّدي من صاحب هذا الأمر؟
فقال : « ارفع الستر.
فرفعته ، فخرج إلينا غلامٌ خماسيٌّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، درِّي المقلتين ، شثن الكفّين ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خالٌ ، وفي رأسه ذؤابة. فجلس على فخذ أبي محمّد عليهالسلام ، ثمَّ قال لي : هذا صاحبكم.
ثمَّ وثب فقال له : يا بنيَّ ، ادخل الى الوقت المعلوم.
فدخل البيت وأنا أنظر إليه.
ثمَّ قال لي : يا يعقوب انظر من في البيت ، فدخلتُ فما رأيت أحداً » (2).
3 ـ حديث موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهالسلام يقول :
« كانّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي. أما إنَّ المقرَّ بالأئمّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم المنكر لولدي ، كمن أقرَّ بجميع أنبياء اللّه ورسله ثمَّ أنكر نبوَّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(1) كمال الدين : ص384 ب 38 ح 1.
(2) كمال الدين : ص 407 ب 38 ح 2.
70
والمنكر لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كمن أنكر جميع أنبياء اللّه ، لأنَّ طاعة آخرنا كطاعة أوَّلنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوَّلنا.
أما إنَّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلاّ من عصمة اللّه عزّ وجلّ » (1).
وعلى الجملة فأدلة الروايات كما تلاحظها عيناً وعياناً متظافرة متواترة على البشارة بالإمام المنتظر الحجّة الثاني عشر أرواحنا فداه ، وصدقها مستلزم لوجوده عليهالسلام بعد الامام العسكري سلام اللّه عليه وقد استشهد الامام العسكري بلا خلاف قطعاً لابد وأن يكون قد وُلد الامام المهدي حتماً.
__________________
(1) كمال الدين : ص 409 ب 38 ح 8.
ضمن كتاب: الإمام المنتظر عليه السلام من ولادته إلى دولته السيد علي الحسيني الصدر
التعلیقات