الإمام المهدي عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله ويعمل بسنة
الشيخ لطف الله الصافي الگلپایگاني
منذ 6 أيامتُعَدُّ شخصية الإمام المهدي عليه السلام واحدة من أبرز الموضوعات في الفكر الإسلامي، حيث تحمل في طياتها معاني عميقة تتعلق بالأمل والعدل في نهاية الزمان. في هذا السياق، يسلط الشيخ لطف الله الصافي في كتابه (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام) الضوء على العديد من الروايات التي تربط الإمام المهدي عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وآله، مشيراً إلى أوجه الشبه بينهما في الأسماء والكنى والصفات.
يتناول الفصل الرابع من الكتاب هذه النقاط الجوهرية، حيث يُبرز أن اسم الإمام المهدي عليه السلام هو نفس اسم الرسول، وأن كنيته تتطابق مع كنيته، مما يعكس وحدة الرسالة والمصير. كما يُشير إلى أن الإمام المهدي عليه السلام يُعتبر أشبه الناس بالنبي في الخلق والخُلق، ويعمل بسنته، مما يضعه في إطار يستمد قوته من تعاليم الإسلام الأصيلة.
تستند الروايات المذكورة في هذا الفصل إلى مصادر موثوقة، حيث تتنوع بين الأحاديث النبوية التي توضح دور الإمام المهدي عليه السلام في إحياء العدل وإزالة الظلم، وتُبرز كيف سيكون له تأثير عميق على الأمة في آخر الزمان. إن هذه الروايات لا تعكس فقط البعد العقائدي، بل تفتح آفاقًا للتأمل في دور الإمام المهدي عليه السلام كرمز للأمل والعدالة، مما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية خاصة في الفكر الإسلامي المعاصر.
من خلال استعراض هذه الروايات، نسعى إلى فهم أعمق لشخصية الإمام المهدي عليه السلام ودوره في التاريخ الإسلامي، وكيف يمكن أن يكون مثالًا يُحتذى به في السعي نحو تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
الفصل الرابع في أنّ اسمه اسم رسول اللّه و كنيته كنيته و أنّه أشبه الناس به و يعمل بسنّته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كنيته كنيته ، و أنّه أشبه الناس به شمائل و أقوالا و أفعالا، و أنّه يعمل بسنّته
الفتن: حدّثنا الوليد، عن أبي رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري-رضي اللّه عنه-عن النبيّ صلّى اللّه عليه[و آله] و سلّم قال: « اسم المهديّ اسمي » (1).
عقد الدرر: عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم: « يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، و كنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا » (2) .
البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: قال: و أخرج أيضا (يعني: نعيم بن حمّاد) عن عليّ عليه السلام، قال: « اسم المهديّ محمّد» (3).
سنن الداني: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم: « يخرج رجل من أهل بيتي، و يعمل بسنّتي، و ينزل اللّه له البركة من السماء، و تخرج له الأرض بركتها، و تملأ به عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و يعمل على هذه الامّة سبع سنين، و ينزل ببيت المقدس » (4).
العرف الوردي: و أخرج أيضا (يعني: نعيم) عن ابن مسعود، عن النبي عليه الصلاة و السلام قال: « اسم المهديّ محمّد » (5).
عقد الدرر: عن عبد اللّه بن مسعود-رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم: « لا تقوم الساعة حتّى يلي الأرض رجل من أهل بيتي، اسمه كاسمي » (6).
[قال: ]أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي.
كمال الدين: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور-رضي اللّه عنه-، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: « المهدي من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، يكون له غيبة و حيرة تضلّ فيها الامم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب، يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما » (7).
كمال الدين: حدّثنا أبي، و محمّد بن الحسن، و محمّد بن موسى المتوكّل - رضي اللّه عنهم - قالوا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر الحميري، و محمّد بن يحيى العطّار جميعا، قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم، و أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعا، قالوا: حدّثنا أبو علي الحسن بن محبوب السرّاد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم السلام، قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: « المهدي من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا، تكون له غيبة و حيرة حتّى تضلّ الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا » (8).
كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار - رضي اللّه عنه - قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر الهمداني، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: القائم من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، و شمائله شمائلي، و سنّته سنّتي، يقيم الناس على ملّتي و شريعتي، و يدعوهم إلى كتاب ربّي عزّ و جلّ، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنكره في غيبته فقد أنكرني، و من كذّبه فقد كذّبني، و من صدّقه فقد صدّقني، إلى اللّه أشكو المكذّبين لي في أمره، و الجاحدين لقولي في شأنه، و المضلّين لامّتي عن طريقته ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ » (9).
و يدلّ عليه الأحاديث: 245، 255، 265، 272، 279، 288، 289، 321، 339، 354، 355، 357، 397، 400، 402، 406، 409، 428، 441، 461، 484، 485، 506 (و فيه: له اسمان: اسم يخفى و اسم يعلن) ، 525، 529 (و فيه: يكنّى أبا عبد اللّه) ، 535، 544 (و فيه ما يدلّ على أنّ من كناه كنية مولانا الباقر عليه السلام) ، 546 (و فيه أنه ذو اسمين: خلف و محمّد) ، 562، 563، 564، 569، 597، 653 (و فيه: يحرم عليهم تسميته) ، 693، 726، 784، 791، 792، 797، 799، 800 (و فيه: كنّي بجعفر) ، 804، 806، 810 (و فيه: و لا يحلّ لأحد تسميته باسمه أو بكنيته) . غ
الهوامش
1ـ الفتن: ج 5 ص 197 في اسم المهدي.
أقول: و أمّا زيادة «و اسم أبيه اسم أبي» على ما أخرجه عن زرّ عن ابن مسعود، و عن ميمون القدّاح عن أبي الطفيل فلا يثبت به صدوره عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأنّ فيه: قال زرّ عن ابن مسعود، أو قال غيره من رجال الحديث عمّن يرويه، و سمعته غير مرّة لا يذكر اسم أبيه، و ممّا يدلّ على ضعف هذه الزيادة عدم وجودها في المسند فيما أخرجه عن ابن مسعود، مع أنّ سند بعض رواياته لا يختلف مع سندها في «الفتن» في أحد من رجاله، فراجع المسند: ج 1 ص 376 و 377 و 430 و 448، و سيأتي-إن شاء اللّه تعالى-مضافا إلى ذلك آيات اخرى لهذه الزيادة.
الملاحم و الفتن: في الفصل الأوّل الذي عقده لذكر ما في الفتن لنعيم بن حمّاد ص 74 ب 162، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 101 ب 3 ح 9، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج 2 ص 148.
2ـ عقد الدرر: ص 32 ب 2، تذكرة الخواص: ص 377، و زاد في آخره: «فذلك هو المهدي».
3ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 101 ب 3 ح 8.
4ـ سنن الداني: ص 100 و 101، عقد الدرر (عن الداني في سننه و أبي نعيم في صفة المهدي) : ص 20 ب 1 و ص 156 ب 7، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج 2 ص 131 نحوه عن الطبراني في «الأوسط» و أبي نعيم، كشف الغمّة: ج 2 ص 472 ح 25 من أحاديث الأربعين لأبي نعيم.
أقول: لا منافاة بين هذا الخبر و ما يدلّ على أنّ مستقرّ حكومته غير بيت المقدس، لعدم صراحة النزول بمكان في اتّخاذه محلا لاقامته.
5ـ العرف الوردي: ح 648.
6ـ عقد الدرر: ص 30 و 31 ب 2.
7ـ كمال الدين: ج 1 ص 286 ب 25 ح 1، إعلام الورى: ص 243 ق 2 من ر 4 ب 2 ف 2، كفاية الأثر: ص 66 و 67 ب 7 ح 6، ينابيع المودّة: ب 94 ص 488 و 493، كشف الغمّة: ج 2 ص 521، فرائد السمطين: ج 2 ص 334-335 ح 585، إثبات الهداة:
ج 3 ص 460 ب 32 ح 103، البحار: ج 51 ص 71-72 ب 1 ح 13.
8ـ كمال الدين: ج 1 ص 287 ب 25 ح 4، ينابيع المودّة: ب 94 ص 493، البحار: ج 51 ص 72 ب 1 من أبواب النصوص ح 16.
9ـ كمال الدين: ج 2 ص 411 ب 39 ح 6، البحار: ج 51 ص 73 ب 1 من أبواب النصوص ح 19.
مقتبس من كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام / الشيخ لطف الله الصافي / المجلّد : 2/ الصفحة : 132 ـ 135.
التعلیقات