التكذيب بالحق
بواعث انكار المعاد
منذ 15 سنةالمصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 182 ـ 183
(182)
الباعث الثالث : التكذيب بالحق
إنّ هناك آيات تعرب عن أنّ المنكرين ، من أوّل يوم واجهوا فيه دعوة
الرسل ، أنكروها ولم يعتنقوها ، فجرّهم ذلك إلى إنكار المعارف كلّها ، وبالأخص
المعاد ، وحشر الإنسان في النشأة الأُخرى.
نعم ، لا ينفك عنادهم أمام الأنبياء عن علّة نفسية أو اجتماعية أو سياسية ،
جرّتهم إلى اتّخاذ ذلك الموقف السلبي في بدء الدعوة في كلّ ما يقوله الأنبياء ويدعون
إليه ، وإن كان بعضه موافقاً لطبعهم وشعورهم ، والذكر الحكيم يشير إلى هذا
الباعث بقوله حاكياً عنهم:
{ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ
مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ * بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} (2).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(2) - سورة ق : الآيات 3 ـ 5.
________________________________________
(183)
فيذكر في الآيتين الأوليين شبهتهم ـ التي سيأتي بيانها ـ إلاّ أنّه سرعان ما بيّن
في الآية الثالثة أنّ هذه الشبهة واجهة وغطاء لها ، وأنّ الباعث الواقعي هو
تكذيبهم بالحق من أوّل الأمر ، ولأجل ذلك هم في أمر مريج مضطرب.
* * *
هذه هي البواعث التي كانت تدفع إلى إنكار المعاد ، ونحت الأعذار
والشبهات في هذا المجال . وإليك فيما يلي بيان شبهاتهم أوّلاً ، وأجوبتها ثانياً.
* * *
التعلیقات