قم والري
الجامعات العلمية الشيعية
منذ 15 سنة
(98)
3 ـ مدرسة قم والري :
دخل الفرس الإسلام وكان أكثرهم على غير مذهب الشيعة ، نعم كانت قم والري وكاشان وقسم من
خراسان مركزاً للشيعة ، وقد عرفت أنّ الأشعريين
________________________________________
(99)
هاجروا ـ خوفاً من الحجّاج ـ إلى قم وجعلوها موطنهم ومهجرهم ، وكانت تلك الهجرة نواة للشيعة في
إيران .(1)
كانت مدرسة الكوفة مزدهرة بالعلم والثقافة ، رغم ما كانت تتعرّض له من مضايقات من قبل العباسيين ،
إلاّ أنّها لم تقف عائقاً أمام تطوّر العلوم المختلفة وازدياد طلب العلم فيها ، ولما هاجر إبراهيم بن هاشم الكوفي
تلميذ يونس بن عبد الرحمن وهو من أصحاب الإمام الرضا _ عليه السلام _ إلى قم ، نشر فيها حديث الكوفيين
فصارت مدرسة قم والري مزدهرة بعد ذاك بالمحدّثين والرواة الكبار . وساعد على ذلك بسط الدولة البويهية
نفوذها على تلك البلدان ،
ولقد تخرّج من تلك المدرسة علماء ومحدّثون منهم :
1 ـ عليّ بن إبراهيم شيخ الكلينى . الذي كان حيّاً سنة(307هـ ) (1).
2 ـ محمّد بن يعقوب الكليني ، (ت 329هـ ) ، مؤلّف الكافي في الفروع والأُصول .
3 ـ عليّ بن الحسين بن بابويه ، والد الشيخ الصدوق صاحب الشرائع ، (ت329هـ ) .
4 ـ ابن قولويه أبو القاسم جعفر بن محمّد (285 ـ 368هـ ) من تلامذة الكليني وأُستاذ الشيخ المفيد .
والذي يدلّ على وجود النشاط الفكري في أوائل القرن الثالث ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة : أنّه أنفذ
الشيخ حسين بن روح ـ رضي الله تعالى عنه ـ النائب الخاصّ للإمام المنتظر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ
كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم : انظروا ما في هذا الكتاب ، وانظروا فيه شيء
____________
(1) الطهراني : الذريعة : 4 : 302 / 1316 .
________________________________________
(100)
يخالفكم . فكتبوا إليه : إنّه كلّه صحيح . . . (1) .
فهذه الرواية وغيرها تعرب عن وجود نشاط فكري وفقهي في ذينك البلدين في القرن الثالث والرابع ،
وكفى في فضلها أنّ كتاب «الكافي» وكتاب «من لا يحضره الفقيه» وكتب محمّد بن أحمد بن خالد البرقي (ت
274هـ ) من ثمار هذه المدرسة العظيمة .
____________
(1) الطهراني ، الذريعة : 3 : 210 / 775 .
المصدر : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الإسلامية : للشيخ جعفر السبحاني ص 98 ـ 100
التعلیقات