المعاد الروحانيّ والجسمانيّ
الميرزا حسنعلي مرواريد
منذ 11 سنةالمعاد الروحانيّ عبارة عن بقاء الأرواح بعد مفارقة الأبدان منعّمة أو معذّبة ، والأبدان تبلى وتفنى ولا عود لها. والجسمانيّ عبارة عن أنّ الله تعالى شأنه يعيد الأبدان بعد موتها وتفرّق أجزائها ، ويؤلّف بينها على هيئتها الأولى ، أو مع تغيير في بعض العوارض ، فتتعلّق بها الأرواح ، كما في هذه الدنيا ، ويعذّب أو ينعّم كلّ إنسان بجسمه الواجد للروح ، وإن شئت قلت : الروحانيّ والجسمانيّ معا.
فعن العلاّمة في شرح الياقوت : اتّفق المسلمون على إعادة الأجساد ، خلافا للفلاسفة (1).
وعن الفخر الرازيّ في نهاية العقول : إجماع الأنبياء على إثبات المعاد البدنيّ (2).
وعن المحقّق الدوانيّ في شرح العقائد العضديّة : والمعاد ـ أي الجسمانيّ ، فإنّه المتبادر من إطلاق الشرع ، إذ هو الذي يجب الاعتقاد به ويكفر من أنكره ـ حقّ بإجماع أهل الملل الثلاث ، وشهادة نصوص القرآن في المواضع المتعدّدة بحيث لا يقبل التأويل ...
وعنه أيضا : قال الإمام : الإنصاف أنّه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبيّ صلى الله عليه وآله وبين إنكار الحشر الجسماني (3).
وعن أبي عليّ الشيخ الرئيس أنّه ـ مع إنكاره الدليل العقليّ على المعاد الجسمانيّ ـ اعترف بثبوته من طريق الشرع ، حيث قال في كتاب النجاة والشفاء : وقد بسطت الشريعة الحقّة التي أتانا بها سيّدنا ومولانا محمّد صلى الله عليه وآله حال السعادة والشقاوة التي بحسب البدن ... (4).
ثمّ المراد من المعاد الجسمانيّ ـ كما ذكرنا ـ هو عود البدن بما له من المادّة المشخّصة التي بها قوام الجسميّة الموجودة قبل الموت بعينه ، وإن كانت الصورة العرضيّة جديدة ، كما سيأتي في الرواية تمثيل الإمام عليه السلام لذلك باللبنة إذا كسرت واعيدت ثانية بصورة اللبنة ، فهو هو من جهة المادّة والجسميّة ، وغيره من حيث الصورة العرضيّة.
الهوامش
1. أنوار الملكوت ١٩١.
2. راجع البحار ٧ : ٤٨ ، ٥٠.
3. راجع البحار ٧ : ٤٨ ، ٥٠.
4. راجع البحار ٧ : ٤٨ ، ٥٠.
مقتبس من كتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد
التعلیقات