أدلّة الشيعة الإماميّة في الإستشفاء بتربة الحسين عليه السلام
الشيخ أمين حبيب آل درويش
منذ 7 سنواتأدلّة الشيعة الإمامية
توطئة :
س / عرفنا ممّا سبق المقصود بالتربة الحسينيّة ، وطريقة الإستشفاء بها ، وبقي شيء وهو ما هي الأدلّة التي يمكن أنْ تعتمدها الشيعة الإماميّة في الإستشفاء بهذه التربة الزكيّة ؟
ج / من أهمّ الأدلة التي يمكن عرضها هي التالي :
الدليل النقلي :
وهو يتكوّن من عنصرين هما :
الأوّل : حث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على الإستشفاء بتربة المدينة ، ويمكن ذكر ذلك في طائفتين :
الأولى ـ الإستشفاء بغبار المدينة :
1 ـ « غبار المدينة شفاء من الجذام » (1).
2 ـ « غبار المدينة يبرئ الجذام » (2).
3 ـ « إنّ في غبارها شفاء من كلّ داء » (3).
الثانية ـ الإستشفاء بتراب المدينة :
أ ـ « والذي نفسي بيده إنّ تربتها لمؤمنة ، وأنها شفاء من الجذام » (4).
ب ـ « مالكم يا بني الحارث رَوْبَى ؟ قالوا : أصابتنا يا رسول الله هذه الحمى ، قال : فأين أنتم عن صُعَيْب (5).
قالوا : يا رسول الله ما نصنع به ؟ قال : تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ، ثمّ يتفل عليه أحدكم ويقول : بسم الله ، تُرابُ أرضنا ، بريق بعضنا ، شفاء لمريضنا ، بإذن ربّنا. ففعلوا فتركتهم الحمى » (6).
ج ـ وروى ابن زَبَالة : « أنّ رجلاً أتى به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبرجله قرحة ، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طرف الحصيرة ، ثمّ وضع إصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعدما مسّها بريقه ، بسم الله ، ريق بعضنا ، بتربة أرضنا يشفي سقيمنا ، بإذن ربّنا ، ثمّ وضع إصبعه على القرحة فكأنما حُلّ من عِقَال » (7).
تعقيب وإستدراك :
« قال الزركشي : ينبغي أنْ يستثنى من منع نقل تراب الحرم تربة حمزة رضي الله عنه ، لإطباق الناس على نقلها للتداوي بها » (8).
« وحكى البرهان بن فرحون ، عن الإمام العالم أبي محمّد عبد السلام بن إبراهيم بن ومصال الحاحاني قال : نقلت من كتاب الشيخ العالم أبي محمّد صالح الهزميري قال : قال صالح بن عبد الحليم : سمعت أبا محمّد عبد السلام بن يزيد الصنهاجي يقول : سألت أحمد ابن بكوت عن تراب المقابر الذي كان الناس يحملونه للتبرّك هل يجوز أو يمنع ؟ فقال : هو جائز ومازال الناس يتبرّكون بقبور العلماء والشهداء والصالحين ، وكان الناس يحملون تراب قبر سيّدنا حمزة بن عبد المطلب في القديم من الزمان. قال ابن فرحون عَقِبَهُ : والناسُ اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد سيّدنا حمزة ، ويعملون خرزاً يشبه السبح. واستدلّ ابن فرحون بذلك على جواز نقل تراب المدينة ، وقد علمت ممّا تقدّم أن نقل تراب حمزة ـ رضي الله عنه ـ إنما للتداوي ؛ ولهذا لا يأخذونها من القبر بل من المسيل الذي عندْ المسجد ؟ » (9).
أقول : إنّ التبرّك والإستشفاء بتراب المدينة وغبارها ، وما ذكرته الروايات من فعل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك سيرة المسلمين من الأصحاب والتابعين ، هي سيرة الشيعة الإماميّة في التبرّك و الإستشفاء بتربة الحسين عليه السلام ، فكيف ينكر عليها بالخصوص دون غيرها ؟!!
الثاني ـ حقّ أهل البيت على الإستشفاء بتربة الحسين :
وردت أحاديث كثيرة في التبرّك والإستشفاء بتربة الحسين عليه السلام ، وهذه بعضها كالتالي :
1 ـ عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « عند رأس الحسين عليه السلام لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء » (10).
2 ـ عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : « يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع ، فقال : لا والله لا يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إلّا نفعه به » (11).
3 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « من أصابه عِلّة ؛ فبدأ بطين قبر الحسين عليه السلام شفاه الله من تلك العلّة ؛ إلا أن تكون علّة السام » (12).
4 ـ عن الكاظم عليه السلام في حديث ... « ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ، فإنّ كلّ تربة لنا مُحرّمة إلا تربة جدّي الحسين بن علي عليه السلام ، فإن الله عَزّ وجَلّ جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا » (13).
5 ـ عن سعد بن سعد الأشعري ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن الطين الذي يؤكل فقال : « كلّ طين حرام كالميتة والدم وما أُهِلّ لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنّه شفاء من كل داء » (14).
6 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « أكل الطين حرام على بني آدم ما خلا طين قبر الحسين عليه السلام ، من أكله من وجع ؛ شفاه الله » (15).
وبعد ذكر هذه الأحاديث المرويّة عن أهل بيت العصمة والطهارة ، فهل يشكّ مسلم في التبرّك والإستشفاء بتربة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ؟ بل هو وأخوه سيّدا شباب أهل الجنة ، وأحد سبطي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومن تحدث عن فضله القرآن الكريم والأحاديث النبويّة ، ومن ثبت في حقّه أنّ تربته الطاهرة الزكيّه قبضها جبريل وأعطاها لجدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكلّ ذلك من المسَلّمات بين الصحابة والتابعين ، فلماذا النبذ والعتاب الشديد اللهجة على عمل الشيعة الإماميّة من التبرّك والإستشفاء بتربته الطاهرة ؟!
ألا يكفي كلّ ذلك على صحّة عمل الشيعة الإماميّة وبرائتهم من كلّ ما اُتّهموا به من أباطيل ؟
الدليل العلمي :
يتّضح هذا الدليل بعد ذكر السؤال التالي والإجابة عليه.
س / هل الإستشفاء بتربة الحسين عليه السلام ونحوها من الإستشفاء بماء زمزم وماء الميزاب ، من التبرّك فقط ، أو لوجود أثر طبّي وكيميائي زيادة على ذلك ؟
ج / إختلف العلماء في ذلك على رأيين هما :
الأول ـ التبرك والإيحاء :
قال الشيخ المجلسي ـ قده ـ : « وقد يكون بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بمرض على سبيل الإفتتان والإمتحان ، ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيمان ، فإذا إستعمله الأول إنتفع به لا لخاصيته وطبعه ، بل لتوسّله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته ، كالإنتفاع بتربة الحسين عليه السلام ، وبالمعوذات ، والأدعية » (16) وعلى هذا بعض علماء الأماميّة.
وإستنتج الدكتور النسيمي الآتي :
« يتّفق علماء المسلمين مع الأطباء في شأن الإيحاء وأثره في المعالجة » (17).
وقال أيضاً : « يقصد بالمعالجة الروحية منذ القديم ، تطمين المريض ورفع معنوياته ، والإيحاء اليه بأنّ مرضه سيسير عاجلاً في طريق الشفاء . وفي الغالب في وسائلها أنْ تكون غير عقارات ، وقد تكون عقارات يراد بها الإيحاء بأنها دواء لِعِلّة المريض عندما يكون علاجها الناجح مفقوداً أو غير مكتشف » (18).
وقال أيضاً : « يعتقد المسلمون في النتائج الحسنة للرقي المشروعة بأمر زائد على الإيحاء ، هو معونة الله القادر على كلّ شيء يُقدِّمها حتّى في غير الأمراض النفسيّة والوظيفية ، إجابة لدعوة المضطر الصادرة من أعماق نفسه أو معونة أو إكراماً لعبده الصالح والراقي والمرقي الذي رجاه » (19).
الثاني ـ التبرّك ووجود خصائص طبيّة وكيميائيّة :
قال الشيخ كاشف الغطاء ـ قده ـ : « أفلا يجوز أنْ تكون لتلك الطينة عناصر تكون بلسماً شافياً من جملة من الأسقام ، قاتلة للميكروبات ... ولا نكران ولا غرابة ، فتلك وصفة روحية من طبيب رباني يرى بنور الوحي والإلهام ما في طبائع الأشياء ، وبعرف أسرار الطبيعة وكنوزها الدفينة التي لم تصل إليها عقول البشر بعد ، ولعلّ البحث والتحري والمثابرة سوف يوصل اليها ، ويكشف سِرّها ، ويَحلُّ طَلْسَمَها ، كما إكتشف سِرّ كثير من العناصر ذات الأثر العظيم ممّا لم تصل إليه معارف الأقدمين ، ولم يكن ليخطر على باب واحد منهم مع نقدهم وسموّ أفكارهم وعظم آثارهم ، وكم من سِرّ دفين ومنفعة جليلة في موجودات حقيرة وضئيلة لم تزل مجهولة لا تخطر على بال ولا تمرّ على خيال ، وكفي « بالبنسلين » وأشباهه شاهداً على ذلك ، نعم لا تزال أسرار الطبيعة مجهولة إلى أن يأذن الله للباحثين بحِلِّ رموزها وإستخراج كنوزها ، والأمور مرهونة بأوقاتها ولكلّ أجل كتاب ، ولا يزال العلم في تجدد . فلا تبادر إلى الإنكار إذا بلغك أن بعض المرضى عجز الأطباء عن علاجهم ، وحصل لهم الشفاء بقوّة روحيّة ، وأصابع خفية من إستعمال التربة الحسينيّة ، أو من الدعاء والإلتجاء إلى القدرة الأزليّة ، أو ببركة دعاء بعض الصالحين » (20).
ويؤيد هذا الرأي الشواهد التالية :
1 ـ ما ذكره المهندس يحي حمزة كوشك في كتابه « زمزم طعام طعم وشفاء سقم » ، الذي صدر عام 1403 هـ : « وتؤكّد التحاليل الكيميائيّة ومقارنتها بالمواصفات العالميّة ، على أنّ ماء زمزم صالح تماماً للشرب ، وأنّ أثره الصحّي جيّد ، وقد وجد أنّ تركيز عنصر الصوديوم يُعدُّ مرتفعاً لكن لا يوجد ضمن المواصفات العالميّة المنشورة جداً لأعلى تركيز للصوديوم ، كما وجد أنّ الأربعة عناصر السامة الموجودة : وهي الزرنيخ ، والكاذميوم ، والرصاص ، والسيلينيوم ، هي أقلّ من مستوى الضرر بكثير بالنسبة للإستخدام البشري ، لذلك فإنّ مياه زمزم خالية من أيّ أضرار صحيّة ، بل هي مفيدة جدّاً بقدرة الله تعالى » (21).
2 ـ « وبرهن العالم واكسمان ، والدكتور إلبرت ، أنّ التراب جراثيم نافعة يمكن إستخراجها ومعالجة الأمراض السارية بها. وفعلاً اُستخرج دواء من التراب بإسم « استربتوماسين » الذي يعالج بها السل ، والتايفوئيد ، والجراحات المزمنة ، والإسهال القوي ، وذات الرئة وإلتهاب الحلق » (22).
3 ـ « والعلاج بالطين طريقة أثبتت التجارب نجاحها في إحداث الشفاء من كثير من الأمراض التي إستعصت على العقاقير المسكنة والمهدئة والمنشطة وغيرها .. وأفادت في الوقاية من آفات أخرى أيّ أن لها إتجاهين : إتّجاهاً وقائيّاً وعلاجياً.
ويتمّ إستخدام العلاج بالطين للمرضى القادمين من أمريكا والمجر ويوغسلافيا وجميع أنحاء أوروبا ، للوقاية من السمنة ، والسكر ، وإضطرابات النمو عند الأطفال ، وإلتهابات الجهاز التنفسي ، ونوبات الربو ، والأعصاب ، كما أفادت النساء في الوقاية من الإختلافات في العظم الهورموني وحالات الدوالي. كما ينصح به لمن لم تمارس أعمالاً فيزيائيّة متعبة ، أو لديه ميول نحو السمنة. كما أظهر العلاج بالطين نتائج مذهلة في معالجة كثير من الأمراض الجلديّة الإكزمائيّة التي إستعصت على المراهم والأدوية » (23).
هذه بعض الشواهد المؤيّدة لرأي الشيخ كاشف الغطاء ـ قده ـ في دليله المتقدّم.
وبعد هذا ، فأيّ مانع أنْ تكون في التربة الحسينيّة تلك الخصوصيّة الطبيّة والكيميائيّة كما كانت في ماء زمزم ؟ والخلاصة التي توصلنا إليها في الدليل العلمي ، إنّ التربة الحسينيّة بما تحمله من خصائص البركة إنما هي كرامة إلهيّة للحسين عليه السلام. كما أنّ مقتضى البركة والكرامة أنْ توجد فيها خصائص طبيّة وكيميائيّة تفوق وجودها في التراب والطين الآخر الموجود في بقاع الأرض وكذلك المياه ، وقد حصل لماء زمزم ، ومقتضى هذه الكرامة الإلهيّة أنْ تكون على مدى العصور ، يحظى بها من إعتقد بها ، ويحرم منها من جهلها وتهاون بها. وقد أشار إلى هذا إمامنا الصادق عليه السلام بقوله : « وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لمن يعالج بها ، فأمّا من أيقن أنّها له شفاء إذا تعالج بها ؛ كفته بإذن الله من غيرها ممّا يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجن من أهل الكفر منهم يتمسحون بها ، وما تمر بشيء إلا شَمّها. وأمّا الشياطين وكُفّار الجن فإنهم يحسدون ابن آدم عليها ، فيتمسحون بها فيذهب عامة طيبها ، ولا يخرج الطين من الحير إلا وقد إستعد له ما لا يحصى منهم ، والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ، ولا يقدرون مع الملائكة أنْ يدخلوا الحير ، ولو كان من التربة شيء يسلم ما عُولج به أحد إلا برئ من ساعته ، فإذا أخذتها فأكتمها وأكثر عليها ذكر الله جلَّ وعزَّ ، وقد بلغني أنّ بعض من يأخذ من التربة شيئاً يستخف به ، حتّى أنّ بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام ، وما يمسح به الأيدي من الطعام والخُرْج والجُوَالِقَ فكيف يستشفي مَن هذا حاله عنده ؟! ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستحق بما فيه صلاحه ؛ يفسد عليه عمله » (24).
الهوامش
1 ـ 4. المتقي الهندي ، علاء الدين علي بن حسام الدين : كنز العمال ، ج 13 / 205.
السمهودي ، السيد نور الدين ، علي : وفاء الوفاء ، ج 1 / 67 ـ 68.
5. قال أبو القاسم ، طاهر بن يحيى العلوي : صعيب : وادي بطحان دون الماجشونية ، وفيه حفرة ممّا يأخذ الناس منه ، وهو اليوم إذا وبأ إنسان أخذ منه . وقال ابن النجار عقبه : وقد رأيت أنا هذه الحفرة اليوم ، والناس يأخذون منها ، وذكروا أنهم قد جربوه ، فوجدوه صحيحاً. وفاء الوفاء ، 1 / 68.
6. السمهودي ، السيّد نور الدين ، علي بن حسام الدين : وفاء الوفاء ، ج 1 / 68.
7. نفس المصدر / 69.
8. نفس المصدر.
9. المصدر السابق / 116.
10. الحر العاملي ، الشيخ محمّد بن الحسن : وسائل الشيعة ، ج 10 / 409 ، باب 70 من المزار وما يناسبه ، حديث ـ 2 ، 1.
11. نفس المصدر.
12. نفس المصدر / 412 ، باب ـ 70 ـ ، حديث 13.
13. المصدر السابق / 414 ، باب ـ 72 ـ ، حديث ، 2.
14. نفس المصدر / 415 ـ حديث 3.
15. نفس المصدر ، ج 16 / 397 ، باب 59 ـ باب عدم تحريم أكل طين قبر الحسين (ع) بقصد الشفاء ، حديث 4 .
16. المجلسي ، الشيخ محمّد باقر : بحار الأنوار ج 59 / 76.
17. النسيمي ، الدكتور محمود ناظم : الطب النبوي والعلم الحديث ، ج 3 / 187.
18. نفس المصدر / 135.
19. المصدر السابق / 187 .
20. كاشف الغطاء ، الشيخ محمّد حسين : الأرض والتربة الحسينيّة / 28 ـ 29.
21. عبد القادر ، د / أحمد المهندس « ماء زمزم الأمن المائي وصحة الحجيج » ، القافلة ـ م / 42 محرم / لعام 1414 هـ . ص / 44
22. ـ الدهان ، سعيد ناصر : القرآن والعلوم / 168.
23. عبد الصمد ، محمّد كامل : ثبت علمياً ، ج 1 / 38 ـ 39.
24. المجلسي ، الشيخ محمّد باقر : بحار الأنوار ، ج 98 / 126.
مقتبس من كتاب : [ تربة الحسين عليه السلام ] / الصفحة : 151 ـ 161
التعلیقات