مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل سنة ٣٦ على طلحة
العلامة الأميني
منذ سنتينمناشدة أمير المؤمنين عليه السلام
يوم الجمل سنة ( 36 ) علىٰ طلحة
أخرج الحافظ الكبير أبو عبدالله الحاكم في المستدرك (1) ( 3 / 371 ) عن أبي الوليد وأبي بكر بن قريش ، قالا : حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمد بن عبدة ، حدّثنا الحسن بن الحسين (2) ، حدّثنا رفاعة بن إياس الضبّي ، عن أبيه ، عن جدّه (3) ، قال :
كنّا مع عليّ يوم الجمل ، فبعث إلىٰ طلحة بن عبيدالله أن القني ، فأتاه طلحة.
فقال : « نشدتُك الله هل سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ »
قال : نعم. قال : « فلِمَ تُقاتِلُني ؟ » قال : لم أذكر. قال : فانصرف طلحة.
ورواه المسعودي في مروج الذهب (4) ( 2 / 11 ) ولفظه : ثمّ نادىٰ عليٌّ رضي الله عنه طلحة ـ حين رجع الزبير ـ : « يا أبا محمد ما الذي أخرجك ؟ »
قال : الطلب بدم عثمان !!
قال عليٌّ : « قتل الله أولانا بدم عثمان ، أما سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ؟ وأنت أوّل من بايعني ، ثمّ نكثت ، وقد قال الله عزّ وجلّ : ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ) (5) ».
فقال : أستغفرُ الله ، ثمّ رجع.
ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب (6) ( ص 112 ) بإسناده من طريق الحافظ أبي عبدالله الحاكم ، عن رفاعة ، عن أبيه ، عن جدِّه قال :
كنّا مع عليّ يوم الجمل ، فبعث إلىٰ طلحة بن عبيدالله التيميّ ، فأتاه ، فقال :
« نشدتُك الله هل سمِعتَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذُل من خذله ، وانصر من نصره ؟ »
قال : نعم. قال : « فلِمَ تقاتلني ؟ » قال : نسيت ولم أذكر. قال : فانصرف طلحة ولم يردّ جواباً.
ورواه (7) الحافظ الكبير ابن عساكر في تاريخ الشام ( ٧ / ٨٣ ) ، وسبط ابن الجوزيّ في تذكرته ( ص ٤٢ ) ، والحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد ( ٩ / ١٠٧ ) من طريق البزّار ، وابن حجر في تهذيبه ( ١ / ٣٩١ ) بإسناده من طريق النسائيّ ، والسيوطيّ في جمع الجوامع كما في كنز العمّال ( ٦ / ٨٣ ) قريباً من لفظ الخوارزميّ من طريق ابن عساكر ، وأبو عبدالله محمد بن محمد بن يوسف السنوسيّ في شرح مسلم ( ٦ / ٢٣٦ ) ، وأبو عبدالله محمد بن خليفة الوشتانيّ المالكيّ في شرح مسلم ( ٦ / ٢٣٦ ) ، والشيخ إبراهيم الوصّابي في الاكتفاء من طريق ابن عساكر. (8)
الهوامش
1. المستدرك على الصحيحين : 3 / 419 ح 5594.
2. كذا في النسخ ، والصحيح ـ بمكان رفاعة ـ : حسين بن حسن الأشقر المترجم ( ص ٨٣ ) ، [ وكما هو في إسناد ابن عساكر في ترجمة طلحة ]. ( المؤلف )
3. هو نُذَير ـ بالتصغير ـ الضبّي الكوفي : من كبار التابعين ، وحفيده رفاعة المذكور ، ثقة ، كما في التقريب [ ١ / ٢٥١ رقم ٩٤ ] : تُوفِّي بعد ( ١٨٠ ). ( المؤلف )
4. مروج الذهب : ٢ / ٣٨٢.
5. الفتح : ١٠.
6. المناقب : ص ١٨٢ ح ٢٢١.
7. تاريخ مدينة دمشق : ٨ / ٥٦٨ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ١١ / ٢٠٤ ، تذكرة الخواص : ص ٧٢ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٣٤٢ ، كنز العمّال : ١١ / ٣٣٢ ح ٣١٦٦٢.
8. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة : ١٣٥٨ موجزاً ، ولفظه : أنَّ عليّاً رضي الله عنه قال لطلحة : « أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ » قال : نعم.
وأخرجه البزّار في مسنده : رقم ٩٥٨ وقال محقّقه : هو حديث صحيح ، وأخرجه النسائي في مسند عليّ عليه السلام كما في تهذيب الكمال : ٣ / ٤٤٠ و ٩ / ٢٠٠ ، والبيهقي في الاعتقاد : ص ١٩٥ ، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة طلحة : ٨ / ٥٦٨ وفي ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام : رقم ٥٥٥.
وأخرجه المزّي في تهذيب الكمال : ٣ / ٣٤٠ و ٩ / ٢٠٠ و ٢٩ / ٣٣٣ ، والذهبي في تلخيص المستدرك : ٣ / ٣٧١ وفي كتابه في الغدير ـ جزء في حديث من كنت مولاه ـ برقم ٤٩.
وأورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : ١١ / ٢٠٤ ، وابن حجر في مختصر زوائد مسند البزّار : رقم ١٩٠٥ ، والهيثمي في كشف الأستار : ح ٢٥٢٨ ، والسيوطي في جمع الجوامع : ١ / ٨٣١ و ٢ / ٩٥.
(الطباطبائي)
مقتبس من كتاب : [ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 378 ـ 380
التعلیقات