سبع طرق لكسر العادات العصبية عند الاطفال
موقع أمومة
منذ 7 سنواتهناك حقائقٌ بيولوجية وراء مصطلح “كسرِ عادةٍ ما”؛ إذ يتكون عقل الطفل
النامي من بلايين من الخلايا العصبية، وكلما ينمو الطفل ويتعلم، فإن هذه الخلايا تتصل ببعضها مكونة تشابكات عصبية قوية تشبه الأسلاك أو الوصلات الكهربية. هذه التشابكات هي التي تقوم بدورها في تخزين عدة أنماط مرتبطة ببعضها البعض بناءاً على خبرات الطفل المكتسبة؛ فعلى سبيل المثال، عندما يشعر الطفل بالتوتر والقلق ويزول شعوره هذا بعادة مص الإبهام، ويتكرر الأمر عند شعوره بالتوتر، تصبح عادة عصبيةً لا إرادية عند الطفل، وكذلك عند تكرار أي سلوكٍ في حالة أو ظرفٍ ما يرتبط هذا السلوك بالحالة كرد فعل لا إرادي لها، وتصبح عادة عصبية لا إرادية يفعلها الطفل بدون تفكير سابق منه، من أجل كسر هذه العادة العصبية – أو بمعنى آخر للتغلب عليها- لابد من وضع عقبة أو حائل ما في الطريق العصبي المخزنة به تلك العادة بعقل الطفل، فيحُول ذلك بين الأنماط المرتبطة ببعضها البعض ( بين حالة ما والعادة العصبية التي تحدث لا إرادياً نتيجة لها )، حيث أنه من الضرورة البالغة كسر العادات غير المرغوب فيها قبل أن تتحول هذه العادة إلى طبعٍ دائم أو جزء لا يتجزأ من شخصية الطفل يصعب التغلب عليه فيما بعد، وهذا بدوره يؤدي إلى عواقبَ سلبية كثيرةٍ منها تعرض الطفل للتعليقات الساخرة من قبَلِ أطفال آخرين.هل هذه العادة مشكلة لا بد من حلها ؟
إن أول خطوة يجب التفكير بها هي سؤال يطرح نفسه وهو، هل هذه العادة تشكل مشكلة تحتاج إلى التدخل؟ أم يمكن التغاضي عنها، وترك الطفل يستمتع بها؟ على أية حال، يجب معرفة أن معظم العادات العصبية عند الأطفال إذا تم تجاهلها فإنها بالنهاية تضمر من تلقاء ذاتها، ولكن إذا تدخل شخص ما محاولاً كسرها فإن هذا يعتبر نوعاً من المجازفة لأنه قد يدفع الطفل إلى العناد والتمادي فيها بل وإدمانها.
ربما يستخدم الطفل هذه العادات العصبية كمهدئ، أو كوسيلة خاصة به، أو وقتاً مستقطعاً للاسترخاء، أو للهروب المؤقت من الضغوط أو المخاوف المتوقعة في عالمه الخاص، أو كفرصة ينتهزها لفعل شيء خاص به، لذلك إذا تمت محاولة إبعاد هذا المهدئ غير الضار فإنه من المحتمل حدوث شيء نحن في غنى عنه. وهناك قاعدةٌ عامة يجب اتباعها، وهي إذا كانت هذه العادة تسبب أي نوع من الأذى أو الإزعاج للطفل – كجرح إبهامه وتلوثه أو تضرر وإعوجاج الأسنان على سبيل المثال- أو حتى تعرض الطفل إلى مضايقات وسخرية الآخرين مما يؤدي إلى الانعزال اجتماعيا عن الآخرين، فإنه ينبغي التدخل في هذه الحالة لكسر العادة العصبية
وفيما يلي سنتعرف على كيفية فعل ذلك :
إزالة المسببات للعادة العصبية:
لا بد من البحث عن المسببات أو الدوافع التي تجعل الطفل يمارس عادة ما؛ يجب أن يبحث الوالد أو المربي عما دفع الطفل إلى عادة التشنج، قضم الأظافر، شد أو نتف الشعر، ضرب الرأس بعنف، قرص الأنف، أو أن يجز الطفل على أسنانه.
هل السبب وراء أية عادة من هذه العادات هو الملل، الغضب، الإرهاق، الانفعال أو العصبية .. إلخ ؟ ثم يقوم المربي بتدوين ملاحظاته بقدر المستطاع في سجلٍ يومي للعادات، كما يقوم بتهيئة بيئة الطفل لتكون خالية من أية مسببات للعادات العصبية اللاإرادية؛ فعلى سبيل المثال، إذا قام الطفل بعادة التشنج بعد تغير رعاة الطفل المعتادين، فلا بد من إعادة النظر في اختيار الرعاة الجدد، أو مثال آخر: إذا قامت الطفلة بعادة مص الإبهام أثناء مشاهدة التلفاز فإنه من المحتمل أن يكون الخروج للتنزه هو البديل الأفضل لها.
هل من الأفضل مواجهة تلك العادة أم عدم مواجهتها؟
لا بد أولاً من معرفة إذا ما كانت العادة العصبية أمراً خطيراً يؤذي الطفل بدنياً أو اجتماعياً؟ أم هي أمر هين من الأفضل تجاهله؟ إذا كانت العادة لا تسبب ضرراً للطفل ويمكن تجاهلها فذلك هو الحل الأمثل؛ إذ أن لفت انتباه الطفل إلى مثل ذلك الأمر الهين قد يؤدي إلى تضخمه بالمبالغة في تلك العادة وإدمانها وتحولها إلى مشكلة كبيرة بالفعل، ففي هذه الحالة لا بد من تجاهلها وعدم التركيز على العادة نفسها، بل يجب التركيز كما ذكرنا من قبل على الظروف المؤدية لها ومحاولة تغيير تلك الظروف، وعلى النقيض، إذا كانت تلك العادة مشكلة كبيرة تؤذي الطفل اجتماعياً أو بدنياً أو بأي شكل من الأشكال، فإنه يجب على المربي إلزام الطفل بحل المشكلة عن طريق إشراكه في السيطرة على هذه العادة، والتوقف عنها، فهذه العادة يكون الطفل وحده القادر على التحكم فيها وكسرها ( التوقف عن ممارستها) فيجب على المربي التحدث مع الطفل بشأن هذه العادة والاستفسار عما إذا كانت تزعجه وكيف؟
تحفيز الطفل للتوقف عن العادة غير المرغوبة:
إذا صنفت العادة كعادة غير مرغوبة يجب محوها، فلا بد أن يكون الطفل على وعي ودراية بها، والمشاركة في علاجها، يقوم حينئذ المربي أو المسؤول عن الطفل بمناقشة الأمر معه وإجابة سؤال: لماذا يجب التوقف عن تلك العادة؟ وكيف سيصبحان شريكين في التصدي لتلك المشكلة؟ في هذه الحالة يعتبر تحفيز الطفل طوال فترة العلاج، وتشجيعه بإعطائه المكافآت عاملاً مساعداً في كسر العادة العصبية لديه.
فحص تاريخ العائلة:
ربما يفعل الصغار ما يفعله الكبار؛ لذلك لا بد من الأخذ في الاعتبار تاريخ العائلة، والانتباه للأشخاص ذوي الأهمية في حياة الطفل، كالأم أو الأب أو الجد الذين قد يكون لديهم نفس العادة المورثة للطفل.
إراحة وطمأنة الطفل:
كما ذكرنا من قبل، العادات العصبية اللاإرادية التي يقوم بها الطفل قد تكون وسيلة يستخدمها الطفل كمهدئ، أو فاصل قصير، أو أداة للهو يلجأ إليها الطفل للهروب من المواقف العصيبة التي يتعرض لها أو المخاوف المحيطة به، لذلك يجب عليك أن تراعي الطفل، وتتعرف على مسببات تلك المخاوف أو الضغوط في حياة طفلك محاولا إزالة الكثير منها بقدر استطاعتك، يمكنك توقع ظهور أو مبالغة في فعل عادة عصبية معينة كنتيجة لتغييرٍ بالغ في حياة الطفل كالانتقال إلى مسكن جديد، غياب أحد الوالدين أو الطلاق.
وفِّر وأوجِد لطفلك بديلاً لتلك العادة:
كما ذكرنا ببداية المقال بأن هناك طريقاً عصبياً تخزن به العادة العصبية بالمخ مع الموقف المسبب لها كأنماط مترابطة، فإن هناك طريقة مثلى لتجنب حدوث تلك العادة في الموقف المرادف لها وهي توفير البديل لتلك العادة حيث يقوم به الطفل عند شعوره ببدء ممارسة العادة لا إراديا؛ هذا البديل يعمل كطريقٍ آخر أو منعطف أو منحنى يأخذه الطفل في الموقف المؤدي للعادة وبالتالي يقطع الطريق على هذه العادة ويتم التخلص منها مع الوقت، فمثلا إذا أردنا التغلب على عادة مص الأصابع، يمكن أن نوفر للطفل بديلاً وهو جعل أصابعه مشغولة باعتصار كرة عند الشعور بالتوتر، وبالتالي لن يتمكن الإبهام المشغول من أن يصل إلى فم الطفل، وكذلك الطفل الذي يقضم أظافره عند شعوره بقرب يده من فمه فإنه مع الوقت يعتاد أن يعيد يديه إلى جيبه عابثا بالكرة الزجاجية، أو ينشغل بالعبث بالخاتم الذي يرتديه بإصبعه، أو يضم أصابعه جميعا في قبضته ثم يتخلص من التوتر بنفض يده، وبمرور الوقت، سيعي الطفل أنه يتخذ البديل في الموقف الذي اعتاد فيه ممارسة العادة العصبية اللاإرادية، لا بد من تكرار وممارسة هذه البدائل لكي تتمكن من مساعدة طفلك على التذكر برفق ودون أدنى تطفل أو تجاوزٍ منك.
التعلیقات