تسيمة الأولاد في روايات أهل البيت عليهم السلام
زهراء الكواظمة
منذ سنتينينبغي على المسلم أن يهتم بأمور في حياته تؤثر على مستقبل أبنائه، فيجب أن يكون حذر في اختيارته، ومن الأمور المهمة وذات أثر على شخصية الإنسان وسلوكه بحيث ترافقه مدى الحياة ولا تتخلى عنه، ويُعرف بها هو اسمه؛ فلهذا يجب على الوالدين أن يهتموا بهذا الأمر، ويختارو اسماً مباركاً ومحموداً لولدهم، وهذا هو حق في أعناقهم حيث جاء في الخبر قال رجل: يا رسول الله، ما حقّ ابني هذا؟ قال: «تحسن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسنا».(1)
ولقد انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة غير موجودة سابقة عندنا، وهي تسمية الأبناء بأسماء غريبة وغير مألوفة، بحيث جعل بعض الأباء يتسابقون على اختيار أسماء غريبة لأولادهم؛ لكي يكون متميزين عن غيرهم، ولكن هذا الأمر له آثار مخربة وغير صالحة على الأبناء بحيث يشعر الطفل أنه منفصل عن هذا المجتمع الذي هو فيه، ويميل إلى المجتمع الغربي ويتأثر بثقافته.
ولقد حبب لنا الإسلام أسماء حسنة وأعطاء قاعدة في باب تسمية الأبناء، فإذا راجعنا الأسماء التي حثت عليه رواية أهل البيت عليهم السلام باستعماله نلاحظ أمور مهمة.
استحباب التسمية ببعض الأسماء
عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية، وأفضلها أسماء الأنبياء».(2)
وعن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «لَا يَدْخُلُ الْفَقْرُ بَيْتاً فِيهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ أَوْ أَحْمَدَ أَوْ عَلِيٍّ أَوِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ أَوْ جَعْفَرٍ أَوْ طَالِبٍ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ فَاطِمَةَ مِنَ النِّسَاءِ».(3)
استحباب التسمية بعلي
استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة، وأمره أن يفرض لشباب قريش، ففرض لهم، فقال علي بن الحسين عليه السلام: فأتيته، فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن الحسين، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: علي، فقال: علي وعلي، ما يريد أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا؟! ثم فرض لي، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: «ويلي على ابن الزرقاء دباغة الأدم، لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمي أحدا منهم إلا علياً».(4)
الأسماء الممنوعة في الروايات
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا بصحيفة حين حضره الموت يريد أن ينهى عن أسماء يتسمى بها، فقبض ولم يسمها»، منها: الحكم وحكيم وخالد ومالك، وذكر أنها ستة أو سبعة مما لا يجوز أن يتسمى بها.(5)
وفي كتاب وسائل الشيعة هناك باب كراهة التسمية بالحكم وحكيم وخالد ومالك وحارث ويس وضرار ومرة وحرب وظالم وضريس وأسماء أعداء الأئمة عليهم السلام.
فلم يكتفي الإسلام في هذا الباب بدعوة جعل الأسماء الحسنة، بل حتى غيّر أسماء كانت قبيحة أو تشير لأفراد ظالمين، فهنا نرى كيف غيّر الإمام عليه السلام اسم لا يرتضيه الله وأهل بيته عليهم السلام.
عن محمد بن سنان، عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى عليه السلام، وهو في المهد يساره طويلا، فجلست حتى فرغ فقمت إليه، فقال: «أدن من مولاك فسلم، فدنوت منه فسلمت، فرد علي بكلام فصيح، ثم قال لي: اذهب، فغيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس؛ فإنه اسم يبغضه الله. وكانت ولدت لي ابنة فسميتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله عليه السلام: انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها».(6)
فأهل البيت عليهم السلام عندما يأمروننا بأن نسمّي أبناءَنا بهذه الأسماء فهم يريدوننا أن نتميّز، ولكن نتميّز بماذا؟ نتميّز نحن كأمّة إسلامية عن سائر الأمم، أن نتميّز كمذهب حقٍّ عن سائر المذاهب، بحيث إذا أُطلق اسم شخص، فإنّه يُعرَف بين الناس بأنّ هذا الشخص منتسبٌ لهذا الدين المبارك ولهذا المذهب الحقّ، وفي هذا رفعةٌ للأمّة، وفخر لنا، فليس المطلوب مجرّد أن نتميّز فيما بيننا كأفراد وأن نتنافس على اختيار الأسماء غير المألوفة والمعروفة من دون لحاظ ما هو المطلوب منّا تقديمه تجاه أمّتنا الإسلامية.
ولقد انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة غير موجودة سابقة عندنا، وهي تسمية الأبناء بأسماء غريبة وغير مألوفة، بحيث جعل بعض الأباء يتسابقون على اختيار أسماء غريبة لأولادهم؛ لكي يكون متميزين عن غيرهم، ولكن هذا الأمر له آثار مخربة وغير صالحة على الأبناء بحيث يشعر الطفل أنه منفصل عن هذا المجتمع الذي هو فيه، ويميل إلى المجتمع الغربي ويتأثر بثقافته.
ولقد حبب لنا الإسلام أسماء حسنة وأعطاء قاعدة في باب تسمية الأبناء، فإذا راجعنا الأسماء التي حثت عليه رواية أهل البيت عليهم السلام باستعماله نلاحظ أمور مهمة.
استحباب التسمية ببعض الأسماء
عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية، وأفضلها أسماء الأنبياء».(2)
وعن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: «لَا يَدْخُلُ الْفَقْرُ بَيْتاً فِيهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ أَوْ أَحْمَدَ أَوْ عَلِيٍّ أَوِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ أَوْ جَعْفَرٍ أَوْ طَالِبٍ أَوْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ فَاطِمَةَ مِنَ النِّسَاءِ».(3)
استحباب التسمية بعلي
استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة، وأمره أن يفرض لشباب قريش، ففرض لهم، فقال علي بن الحسين عليه السلام: فأتيته، فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن الحسين، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: علي، فقال: علي وعلي، ما يريد أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا؟! ثم فرض لي، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: «ويلي على ابن الزرقاء دباغة الأدم، لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمي أحدا منهم إلا علياً».(4)
الأسماء الممنوعة في الروايات
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا بصحيفة حين حضره الموت يريد أن ينهى عن أسماء يتسمى بها، فقبض ولم يسمها»، منها: الحكم وحكيم وخالد ومالك، وذكر أنها ستة أو سبعة مما لا يجوز أن يتسمى بها.(5)
وفي كتاب وسائل الشيعة هناك باب كراهة التسمية بالحكم وحكيم وخالد ومالك وحارث ويس وضرار ومرة وحرب وظالم وضريس وأسماء أعداء الأئمة عليهم السلام.
فلم يكتفي الإسلام في هذا الباب بدعوة جعل الأسماء الحسنة، بل حتى غيّر أسماء كانت قبيحة أو تشير لأفراد ظالمين، فهنا نرى كيف غيّر الإمام عليه السلام اسم لا يرتضيه الله وأهل بيته عليهم السلام.
عن محمد بن سنان، عن يعقوب السراج قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى عليه السلام، وهو في المهد يساره طويلا، فجلست حتى فرغ فقمت إليه، فقال: «أدن من مولاك فسلم، فدنوت منه فسلمت، فرد علي بكلام فصيح، ثم قال لي: اذهب، فغيّر اسم ابنتك التي سميتها أمس؛ فإنه اسم يبغضه الله. وكانت ولدت لي ابنة فسميتها بالحميراء، فقال أبو عبد الله عليه السلام: انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها».(6)
فأهل البيت عليهم السلام عندما يأمروننا بأن نسمّي أبناءَنا بهذه الأسماء فهم يريدوننا أن نتميّز، ولكن نتميّز بماذا؟ نتميّز نحن كأمّة إسلامية عن سائر الأمم، أن نتميّز كمذهب حقٍّ عن سائر المذاهب، بحيث إذا أُطلق اسم شخص، فإنّه يُعرَف بين الناس بأنّ هذا الشخص منتسبٌ لهذا الدين المبارك ولهذا المذهب الحقّ، وفي هذا رفعةٌ للأمّة، وفخر لنا، فليس المطلوب مجرّد أن نتميّز فيما بيننا كأفراد وأن نتنافس على اختيار الأسماء غير المألوفة والمعروفة من دون لحاظ ما هو المطلوب منّا تقديمه تجاه أمّتنا الإسلامية.
1ـ وسائل الشيعة / الشيخ حرّ العاملي / المجلّد: 15 / الصفحة: 124- ط الإسلامية.
2ـ وسائل الشيعة / الشيخ حرّ العاملي / المجلّد: 15 / الصفحة: 124- ط الإسلامية.
3 ـ الكافي / الشيخ الكليني /المجلّد: 6 / الصفحة: 19 - ط الإسلامية.
4ـ وسائل الشيعة / الشيخ حرّ العاملي / المجلّد: 15 / الصفحة: 128- ط الإسلامية.
5ـ الكافي / الشيخ الكليني /المجلّد: 6 / الصفحة: 21 - ط الإسلامية.
6ـ الكافي / الشيخ الكليني /المجلّد: 1 / الصفحة: 310 - ط الاسلامية.
التعلیقات