غرس الأشجار في نظر الإسلام
السيد حسين الهاشمي
منذ 7 أشهرإن يوم غرس الأشجار يأتي كتذكير رائع بأهمية الربط بين الإنسان والطبيعة، ففي هذا اليوم المميز، تنطلق جموع الناس في مختلف أنحاء العالم لتلوين الأرض بأشجارها وزهورها، ليس فقط كفعل بيئي، بل كفعل يعبر عن تضامنهم مع البيئة ورغبتهم في حمايتها. وبهذا العمل تعبر عن الحب للطبيعة والاهتمام بالبيئة، وتذكير بأهمية الحفاظ على جمال الأرض التي نعيش فيها.
12 رواية عن ترغيب الاسلام بغرس الأشجار
وكذلك الأمر حينما نراجع الروايات الصادرة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام. فنشاهدهم عليهم السلام يشجعون ويحثون على غرس الأشجار والأزهار وزرع النباتات. فنشاهد أن أهل البيت عليهم السلام جعلوا غرس الأشجار وزرع النباتات من أحسن الأعمال حيث وردت روايات كثيرة في هذا المجال.
1. منها رواية الإمام الباقر عليه السلام (كان أبي يقول: إن خير الأعمال، الحرث. يزرعه صاحبه فيأكل منه البر والفاجر، فأما البر فما أكل من شيء استغفر لك، وأما الفاجر فما أكل منه من شيء لعنه، ويأكل منه البهائم والطير. 5)
2. عن الإمام الصادق عليه السلام (سأله رجل فقال له: جعلت فداك أسمع قوما يقولون أن الزراعة مكروهة؟ فقال له: إزرعوا وإغرسوا فلا والله ما عمل الناس عملا أحل ولا أطيب منه، والله ليزرعن الزرع وليغرسن الغرس بعد خروج الدجال. 6)
فهذه الروايتان وأمثالهما تدلان بشكل صلريح على أن غرس الأشجار وزرع النباتات من أحب الأعمال لدى الله سبحانه وتعالى والأئمة عليهم السلام. وأيضا من الروايات التي تدلّ على أهمية وفضل غرس الأشجار في الإسلام هي أن مهنة الأنبياء والأولياء كانت الزراعة وغرس الأشجار وزرع النباتات.
3. قال رسول الله صلى الله عليه وآله (إن الله عز وجل حين اهبط آدم عليه السلام من الجنة، أمره أن يحرث بيده، فيأكل من كدّ يده بعد نعيم الجنة.7)
4. وعن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال (ما في الأعمال شيء أحب إلى الله تعالى من الزراعة وما بعث الله نبيا إلا زراعا، إلا ادريس فانه كان خياطا.8)
5. وقال الإمام الصادق عليه السلام (إن الله جعل أرزاق أنبيائه في الزرع والضرع كيلا يكرهوا شيئا من قطر السماء.9)
6. والملفت للنظر أن أميرالمؤمنين عليه السلام مع أعماله الكثيرة في زمن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأيضا في زمن خلافته الظاهرية، لم يترك الزراعة وغرس الأشجار بل لم يزل يغرس الأشجار ويزرع النباتات. فقد روي (أن أمير المؤمنين عليه السلام لما كان يفرغ من الجهاد يتفرغ لتعليم الناس والقضاء بينهم فإذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيديه وهو مع ذلك ذاكر الله تعالى .10 )
7. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال (كان أمير المؤمنين عليه السلام يضرب بالمر، ويستخرج الأرضين، وكان رسول الله يمص النوى بفيه فيغرسه فيطلع من ساعته، وإن أمير المؤمنين أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده. 11)
8. وروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام (إِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا الحَسَنِ! مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ: نَخْلٌ، إِنْ شَاءَ اللهُ، فَيَغْرِسُهُ فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُ وَاحِدَة. 12)
9. والملفت للنظر أن الحث والبعث إلى غرس الأشجار كان موجودا من زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأن النبي كان يحث ويشجع أصحابه إلى غرس الأشجار وعدم قطعهن. ومن الاحاديث الواردة في هذا المجال :عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله (ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا، فيأكل منه انسان او طير او بهيمة الا كانت له صدقة. 13)
10. وعن أبي أيوب الأنصاري (أن رسول الله قال (من غرس غرسا فأثمر، أعطاه الله من الأجر قدر ما يخرج من الثمرة. 14)
11. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله (من بنى بنيانا بغير ظلم ولا اعتداء، أو غرس غرسا بغير ظلم ولا اعتداء، كان له اجرا جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن. 15)
12. وعنه صلى الله عليه وآله قال (ما من رجل غرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس. 16)
استفتاءات الزرع وغرس الاشجار
والفقهاء والعلماء أيضا تبعا للنصوص الواردة، أفتوا بأنه إذا أحد زرع زرعا أو غرس شجرا، فيكون هذا الزرع وهذه الشجرة من عياله وواجب عليه أن يسقيه كما يجب عليه نفقة عياله. قال العلامة الحلي في التحرير
ومن هنا يتضح أن جعل يوم مخصوص لغرس الأشجار والتسمية بهذا الإسم ليس تشريعا محرما بل إنه أيضا من الأمور المحبوبة لدى الله سبحانه وتعالى. لأن جعل يوم معين في كل سنة، يجعل الناس يتوجهون أكثر إلى غرس الأشجار ويهتمون إهتماما كثيرا بهذه السنة الحسنة.
أرجوا أن نتوفق لغرس الأشجار وزرع النباتات بنية صالحة.
1) سورة النمل، الآية 60.
2) سورة النحل، الآية 10.
3) سورة الواقعة، الآية 63 إلى 67.
4) سورة العبس، الآية 24.
5) وسائل الشيعة، الشيخ حر العاملي، ج13، كتاب المزارعة والمساقاة، ح1، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
6) وسائل الشيعة، الشيخ حر العاملي، ج13، ص192، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
7) وسائل الشيعة، الشيخ حر العاملي، ج13، ص196، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
8) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج13، ص26، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
9) وسائل الشيعة، الشيخ حر العاملي، ج13، ص193، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
10) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج2، ص417، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
11) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج2، ص419، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
12) الكافي، الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، ج5، ص75 ،نشر دار الكتب الإسلامية- طهران، الطبعة الرابعة.
13) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج13، ص460، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
14) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج13، ص460، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
15) مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري، ج13، ص460، نشر مؤسسة آل البيت- قم، الطبعة الأولى.
16) نهج الفصاحة، ابوالقاسم باينده، ص707، نشر دنيا دانش- طهران، الطبعة الأولى.
17) تحرير الاحكام، العلامة الحلي، ج4، ص214، نشر مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام- طهران، الطبعة الثانية.
التعلیقات