كثرة التبوّل عند الاطفال: الأسباب والعلاج

تختلف وتتنوع أسباب كثرة التبوّل التي قد يعاني منها طفلك، إليك أهم الأسباب المحتملة لذلك وكيفية تعاملك في هذه الحالة والعلاج.

هل بدأ طفلك يعاني فجأة من كثرة التبول بشكل مبالغ به؟ سنتناول في هذا المقال الأسباب المحتملة لذلك، التشخيص، العلاج وأهم ما عليك فعله في هذه الحالة.
أسباب كثرة التبول عند الأطفال

بعد سن الثالثة سيتبول طفلك حوالي 12 مرة في اليوم، ومع تقدمه في السن تنمو مثانته ويكبر حجمها ما يؤدي إلى تقليل حاجتهم لقصد دورة المياة إلى 4-6 مرات في اليوم.

قد تنجم كثرة التبول لدى الأطفال عن عدة عوامل ومسببات مختلفة، منها المرضية التي تستدعي الإهتمام المستعجل ومنها الأقل حرقة:

    سكري الأطفال

إحدى الأعراض التي تميز مرض السكري سواء لدى الكبار أو الصغار هي كثرة التبول، حيث أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يحفز الجسم على التخلص منه بالبول.

بالإضافة إلى ذلك فمريض السكري يعاني عادة من شعور العطش الشديد، الأمر الذي يجعله بالتالي يكثر الشرب ويحتاج للتبول أكثر.

    التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية

في حال كان طفلك يعاني من الالتهاب في المناطق التناسلية كرأس القضيب لدى الذكر والمهبل لدى الأنثى فمن الممكن جدا أن يحتاج إلى اللجوء للتبول بشكل متواتر.
يحدث الأمر لأن الطفل لا يستطيع التبول بشكل كامل في كل مرة يحاول فيها ذلك، لذا يضطر إلى تقسيط عملية إفراغ المثانة إلى مراحل.

    السكري الكاذب (Diabetes Insipidus)

قد يعاني الطفل من أعراض تشبه أعراض السكري دون أن يكون مصابا فعلا به، وذلك كنتيجة لانخفاض انتاج أو استيعاب مستوى الهرمون المضاد لإدرار البول.

    عدوى المسالك البولية

في حال كان الطفل يعاني من عدوى المسالك البولية، حينها لا بد أن تزداد وتيرة حاجته للتبول، حيث أنه لن يتمكن أيضا من تفريغ المثانة بالشكل المطلوب.

    التبوال Pollakiuria

التبوال أو البولاكوريا هي حالة طبية تتمثل في كثرة التبول بشكل مبالغ به خلال النهار يصل حتى 40 مرة باليوم، وهي أكثر شيوعا لدى الأطفال بين 3-5 سنوات أو لدى المراهقين.

تحدث حالة البولاكوريا نتيجة لأسباب نفسية أو عضوية:

1. الأسباب النفسية قد تنجم عن تغييرات تحدث في حياة الطفل مثل: الانتقال لمدرسة أو بيت جديدين، الوقوع في مأزق أو تعنيف، فقدان شخص أو أمر عزيز، وما إلى ذلك.

2. الأسباب النفسية قد تكون عبارة عن مجرد معرفته بعدم توفر مراحيض قريبة، كنزهة في الطبيعة مثلا، أو خلال الصلاة.

3. أسباب جسدية عضوية: كالتهاب المثانة، زيادة مستويات الكالسيوم في البول، اضطرابات القلق، تغييرات في مستويات المواد الكيميائية في الجسم كالملح مثلا.

تجدر الإشارة إلى كونه في حالة كثرة التبول بسبب التبوال لا يبدي طفلك شعورا بالألم خلال عملية التبول ولا يفقد الوزن كذلك، كما انه لا يبد أية أعراض مرضية كالحمى، الطفح وما إلى ذلك.
كيف يتم تشخيص كثرة التبول لدى الأطفال؟

في حال لاحظت أن طفلك أصبح يتبول بوتيرة متصاعدة بشكل واضح عليك مراجعة الطبيب طبعا، بدوره سيقوم بمجموعة من الخطوات:

     سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي كامل لطفلك بالإضافة إلى فحص سجله الطبي للتأكد من عدم تناوله لأدوية مدرة للبول.
     يشمل الفحص الجسدي، فحص وجود علامات تشير إلى وجود مشاكل في الكلى أو الأعضاء التناسلية أو حتى الأمعاء.
     بعد ذلك قد يطلب الطبيب منك اجراء فحص دم وبول لطفلك للاستبعاد احتمال إصابته بالسكري أو التهابات المسالك البولية.

علاج كثرة التبول

بالطبع فإن علاج كثرة التبول تتعلق بالتشخيص الذي يحصل عليه طفلك، ففي حالة سكري الأطفال يضطر الطفل للالتزام بحمية ونظام صحي محدد ودقيق.

في حالات العدوى سيصف الطبيب لطفلك أدوية معززة للجهاز المناعي، وكذلك الالتهابات المختلفة، أما في حالة التبوال فإن الامر لا يستدعي القلق بينما سينصحك الطبيب بمتابعة وضع الطفل النفسي.
كيفية إدارة كثرة التبول لدى الطفل؟

في حالة عانى طفلك من كثرة التبول يمكنك ببعض الأدوات أن تساعديه في تنظيم الأمر والتقليل من حاجته لزيارة المراحيض:

     امنحي طفلك بعض المهام المفضلة له، حيث من شأنها أن تشتت انتباهه عن عملية التبول أو عن فكرة كثرة حاجته لذلك واستغرابه منها.
     تجنبي أن يشعر طفلك بملاحقته في عدد المرات التي يتبول فيها، فإن الأمر من شأنه أن يقلقه ويحفز وتيرة تكرار الأمر.
     ساعديه بتنظيم عملية التبول، وذلك من خلال تعويده على البقاء فترة محددة خلالها وعدم الخروج من غرفة المرحاض قبل ذلك، كما أنه بإمكانك تذكيره كل فترة محددة بالمحاولة على أن تباعدي بين تواتر المحاولات مع الوقت.
     مهما كان موقف حاجة طفلك للمراحيض محرجا، إحذري من معاقبته أو ترك انطباع يثير شعور الخجل أو الذنب لديه.
     إبتعدي عن استخدام الصوابين العطرية للأطفال، فهي قد تكون مهيجة خصوصا لبشرة الأعضاء التناسلية لديهم ما يحفز حاجتهم على التبول.