وصايا الإمام الكاظم (عليه السلام) للأسرة
السيد حيدر الجلالي
منذ 5 سنواتعن علي بن جعفر قال: خرجنا مع أخي موسى بن جعفر (عليه السلام) في أربع مرات للعمرة يمشي فيها إلى مكّة بعياله وأهله، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوماً، وأخرى خمسة وعشرين يوماً، وأخرى أربعة وعشرين يوماً وأخرى أحداً وعشرين يوماً.(1)
إنّ العائلة هي أهم كيان يعيش فيها الإنسان فلابد من السعي للحفاظ عليها ومراقبتها؛ لأنّها أساس المجتمع وركنه القويم، ويخرج منها اُناسٌ يبنون فيها أسس لبناء مجتمع متطور وسليم.
سلك الإمام الكاظم (عليه السلام) نهج آبائه تجاه كيان العائلة وبناء مجتمع نامي، وكان أنموذجاً وأسوةكاملة وشاملة في هذا الباب، فله كلام ونصائح في جميع الأبواب المرتبطة بالمجتمع والعائلة. ففي كلام له قال (عليه السلام) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في باب اختيار الزوجة الصالحة أنّه قال: >أَنْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَانْكِحُوا فِيهِمْ، وَاخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ<؛(2) وذلك لأنّ الهدف من الزواج هو إنجاب الأولاد، والزوجة الصالحة هي التي تُربي هؤلاء الأولاد.
أمّا بالنسبة إلى الأولاد الذين هم نتيجة الحياة الزوجية، وأنّ لهم حقوق على عاتق الوالدين، قدّم (عليه السلام) عدة نصائح منها: >إِذَا وَعَدْتُمُ الصِّبْيَانَ فَفُوا لَهُمْ <.3)
أمّا بالنسبة إلى الجانب الديني الذي هو نتيجة وحاصل أعمال الشخص فلم ينسى الإمام الكاظم (عليه السلام) واجب الأبوين تجاه عوائلم حيث قال: >مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاةِ فِي سَبْعِ سِنِينَ <(4).
وهناك أيضا نقاط حساسة وأساسية كثيراً ما لا ينتبه إليها الأبوان وهو الارتباط مع الأولاد فعندما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): >قَدْ كانَ أبِي يُفَضِّلُني عَلى عَبدِ اللهِ<(5) كان يقصد بأنّ الأبوين لابد أن يلتفت إلى الفوارق الموجودة بين الأولاد، لكن لا يجوز لهم أن يمييز بينهم؛ لأنّ فيها تبعات لا يمكن أن تجبر.
الإمام الكاظم (عليه السلام) كان يسعى لتربية أولاد منذ ولادتهم، فكان يؤذّن في أذُنهم عند ولادتهم، وكان يعظهم بين فترة وأخرى.
وعندما كان يُسافر الإمام (عليه السلام) مع عائلته -كما تقدم في بداية المقال- كأنّه يُريد أن يقدم دروسا للمجتمع وأن لهذه الرحلات ثمرات، ومنها:
- إيجاد النشاط والابتهاج بين أعضاء الأسرة.
- تبيين سيادة الأبوين على العائلة بأنّهما يُقرران أمور العائلة؛ لكن بشكل عاطفي وودّي.
- العلم بمشاكل الأولاد وإقامة روابط ودّية معهم.
مصادر
1) بحار الأنوار، ج48، ص100
2) الكافي، ج10، ص591.
3) الكافي، ج6، ص50.
4) مستدرك الوسائل، ج14، ص288.
5) وسائل الشيعة، ج15، ص204.
التعلیقات