دور المرأة في مؤامرة الكوفة
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتهناك محطات كثيرة منيرة في حياة مسلم بن عقيل سلام الله عليه يقتبس منها الإنسان الدروس، ويستلهم منها الفضائل، فتنير له دربه في حياته اليومية، ويتزود منها بما يقربه إلى الله عز وجل ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم، وحيث أن الإشارة إلى بعض تلك المحطات يحتاج إلى كتاب مفصّل يخص بهذا الأمر فهنا نذكر المختصر من حركته نحو الكوفة بأمر الإمام الحسين عليه السلام، ومدى تأثير المرأة في خذلان تلك الحركة التي أستشهد بها مسلم بين عقيل سلام الله عليه وفي اخر المطاف لم تنصره سوى امرأة عرفت ببطلة الكوفة وكان هذا الحدث مقدمة لواقعة عاشوراء الفجيعة.
بعد هلاك معاوية بن أبي سفيان وانقضاء مدة الصلح وتخلف معاوية عن بنود الصلح أرسل الإمام الحسين عليه السلام مسلما عليه السلام في أواخر شهر رمضان سنة 60 للهجرة إلى أهل الكوفة بعد أن كتبوا إليه الكتب يشكون الحال، فأتى مسلم المدينة المنورة وصلى في مسجد الرسول صلى الله عليه واله ثم غادرها إلى الكوفة، ولما وصل الكوفة نزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وبايعه 18 ألفا من أهلها وكانوا يترددون عليه بشكل علني، فأرسل كتابا إلى الإمام الحسين عليه السلام بتاريخ 12 ذو القعدة مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره ببيعة أهل الكوفة له.
واشتكى جماعة من أتباع بني أمية إلى يزيد من حال الوالي النعمان بن بشير واتهموه بالضعف وطالبوا بتغييره لعدم مواجهته حركة مسلم بن عقيل عليه السلام بالقوة والبطش، فوافق يزيد على جعل عبيد الله بن زياد واليا عليها مضافا إلى ولايته على البصرة، فقدم ابن زياد إلى الكوفة ومعه جمع من خاصته، وأخذ يهدد الناس ويتوعّدهم، وأخذت سياسة التهديد تؤثر في النفوس الضعيفة، فتحوّل مسلم عليه السلام إلى دار هانئ بن عروة وصار الشيعة يتحولون إلى داره بشكل مخفي إلى أن اعتقل هاني بن عروة.
ضاق بعبيد الله امره ودعا بعبيد الله بن كثير بن شهاب الحارثي وامره ان يخرج فيمن اطاعه من مذحج فيخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم الحرب وعقوبة السلطان فأقبل اهل الكوفة يفترون على ابن زياد وأبيه.
قال أبو مخنف: فحدثني سليمان بن ابي راشد عن عبد الله بن حازم البكري قال: أشرف علينا الاشراف وكان اول من تكلم كثير بن شهاب. فقال: أيها الناس الحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا انتشروا ولا تعرضوا انفسكم للقتل فهذه جنود امير المؤمنين يزيد قد اقبلت وقد اعطى الله الامير عهدا لئن اقمتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم هذه ان يحرم ذريتكم العطاء يفرق مقاتليكم في مغازي الشام على غير طمع ويأخذ البرئ بالسقيم والشاهد بالغائب حتى لا يبقى فيكم بقية من اهل المعصية إلا اذاقها وبال ما جنت. وتكلم الاشراف بنحو من كلام كثير، فلما سمع الناس مقالتهم تفرقوا.
تأثير المرأة على أقاربها في قضية مسلم بن عقيل
قال أبو مخنف: فكانت المرأة تأتي ابنها واخاها فتقول: انصرف الناس يكفونك ويجئ الرجل إلى ابنه واخيه فيقول: غدا يأتيك اهل الشام فما تصنع بالحرب والشر؟ انصرف فمازالوا يتفرقون وينصرفون حتى امسى ابن عقيل وما معه إلا ثلاثون نفسا حتى صليت المغرب فخرج متوجها نحو ابواب كندة فما بلغ الابواب إلا ومعه منها عشرة ثم خرج من الباب فإذا ليس معه منهم إنسان فمضى متلددا في ازقة (1).
فأنضر إلى مدى تأثير المرأة حيث كانت تجبن زوجها وأبنائها لعدم الذهاب لنصرة مسلم بن عقيل، تأتي المرأة إلى ذويها بعد إعلان مسلم لثورته على ابن زياد فهذه ترغّب زوجها في الرجوع وطلب السلامة، وهذه تستعطف ولدها كي يُبقي على نفسه ويقرّ عينها برجوعه، وتلك مع أبيها وهكذا...، والنتيجة أنّه لهذا السبب وذاك انصرف عموم الناس عن مسلم ولم يبق معه أحد.
السيدة طوعة أول أمراة مضحية
فخرج مسلم بن عقيل عليه السلام يوم 8 ذو الحجة هـ فتخلف أهل الكوفة عن نصرته حتى بقي وحيدا، وبقي ليلته في دار امرأة مؤمنة اسمها طوعة بعد أن قبلت باستضافته.
هي أول أمراة مضحية ومجاهدة في سبيل نهضة سيد الشهداء صلوات الله عليه في ظرف تقاعس الرجال الأشداء، وخافوا من مكر بني أمية وتهديدات عبيد الله بن زياد، لكن هذه المرأة المؤمنة لم تبالي لتلك التهديدات، وما إن سمعت باسم مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين صلوات الله عليه على باب منزلها وفرت له الحماية والأمن بعيداً عن أعين السلطات، بعد أن كان متحيراً لا يدري إلى أين يلتجأ في تلك الغربة في أزقة الكوفة، وها هي نقضتها عهدها تلك القبائل والعشائر بعد أن بايعته.
بعد هلاك معاوية بن أبي سفيان وانقضاء مدة الصلح وتخلف معاوية عن بنود الصلح أرسل الإمام الحسين عليه السلام مسلما عليه السلام في أواخر شهر رمضان سنة 60 للهجرة إلى أهل الكوفة بعد أن كتبوا إليه الكتب يشكون الحال، فأتى مسلم المدينة المنورة وصلى في مسجد الرسول صلى الله عليه واله ثم غادرها إلى الكوفة، ولما وصل الكوفة نزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وبايعه 18 ألفا من أهلها وكانوا يترددون عليه بشكل علني، فأرسل كتابا إلى الإمام الحسين عليه السلام بتاريخ 12 ذو القعدة مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره ببيعة أهل الكوفة له.
واشتكى جماعة من أتباع بني أمية إلى يزيد من حال الوالي النعمان بن بشير واتهموه بالضعف وطالبوا بتغييره لعدم مواجهته حركة مسلم بن عقيل عليه السلام بالقوة والبطش، فوافق يزيد على جعل عبيد الله بن زياد واليا عليها مضافا إلى ولايته على البصرة، فقدم ابن زياد إلى الكوفة ومعه جمع من خاصته، وأخذ يهدد الناس ويتوعّدهم، وأخذت سياسة التهديد تؤثر في النفوس الضعيفة، فتحوّل مسلم عليه السلام إلى دار هانئ بن عروة وصار الشيعة يتحولون إلى داره بشكل مخفي إلى أن اعتقل هاني بن عروة.
ضاق بعبيد الله امره ودعا بعبيد الله بن كثير بن شهاب الحارثي وامره ان يخرج فيمن اطاعه من مذحج فيخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم الحرب وعقوبة السلطان فأقبل اهل الكوفة يفترون على ابن زياد وأبيه.
قال أبو مخنف: فحدثني سليمان بن ابي راشد عن عبد الله بن حازم البكري قال: أشرف علينا الاشراف وكان اول من تكلم كثير بن شهاب. فقال: أيها الناس الحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا انتشروا ولا تعرضوا انفسكم للقتل فهذه جنود امير المؤمنين يزيد قد اقبلت وقد اعطى الله الامير عهدا لئن اقمتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم هذه ان يحرم ذريتكم العطاء يفرق مقاتليكم في مغازي الشام على غير طمع ويأخذ البرئ بالسقيم والشاهد بالغائب حتى لا يبقى فيكم بقية من اهل المعصية إلا اذاقها وبال ما جنت. وتكلم الاشراف بنحو من كلام كثير، فلما سمع الناس مقالتهم تفرقوا.
تأثير المرأة على أقاربها في قضية مسلم بن عقيل
قال أبو مخنف: فكانت المرأة تأتي ابنها واخاها فتقول: انصرف الناس يكفونك ويجئ الرجل إلى ابنه واخيه فيقول: غدا يأتيك اهل الشام فما تصنع بالحرب والشر؟ انصرف فمازالوا يتفرقون وينصرفون حتى امسى ابن عقيل وما معه إلا ثلاثون نفسا حتى صليت المغرب فخرج متوجها نحو ابواب كندة فما بلغ الابواب إلا ومعه منها عشرة ثم خرج من الباب فإذا ليس معه منهم إنسان فمضى متلددا في ازقة (1).
فأنضر إلى مدى تأثير المرأة حيث كانت تجبن زوجها وأبنائها لعدم الذهاب لنصرة مسلم بن عقيل، تأتي المرأة إلى ذويها بعد إعلان مسلم لثورته على ابن زياد فهذه ترغّب زوجها في الرجوع وطلب السلامة، وهذه تستعطف ولدها كي يُبقي على نفسه ويقرّ عينها برجوعه، وتلك مع أبيها وهكذا...، والنتيجة أنّه لهذا السبب وذاك انصرف عموم الناس عن مسلم ولم يبق معه أحد.
السيدة طوعة أول أمراة مضحية
فخرج مسلم بن عقيل عليه السلام يوم 8 ذو الحجة هـ فتخلف أهل الكوفة عن نصرته حتى بقي وحيدا، وبقي ليلته في دار امرأة مؤمنة اسمها طوعة بعد أن قبلت باستضافته.
هي أول أمراة مضحية ومجاهدة في سبيل نهضة سيد الشهداء صلوات الله عليه في ظرف تقاعس الرجال الأشداء، وخافوا من مكر بني أمية وتهديدات عبيد الله بن زياد، لكن هذه المرأة المؤمنة لم تبالي لتلك التهديدات، وما إن سمعت باسم مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين صلوات الله عليه على باب منزلها وفرت له الحماية والأمن بعيداً عن أعين السلطات، بعد أن كان متحيراً لا يدري إلى أين يلتجأ في تلك الغربة في أزقة الكوفة، وها هي نقضتها عهدها تلك القبائل والعشائر بعد أن بايعته.
1ـ تاريخ الأمم والملوك للطبري:ج 5 صفحه : 371؛ مقاتل الطالبيين ابو الفرج الإصفهاني: ص 71.
التعلیقات