توبة الجارية في السجن على يد الإمام الكاظم عليه السلام
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 5 دقائق
لقد حاولت بني العباس بكل الانواع أن تؤذي العلويين وعلى رأسهم الإمام الكاظم عليه السلام بعد شهادة والده عليه السلام حيث استقر بها الحكم.
كانت إمامة الإمام الكاظم عليه السلام كلها في زمن الخلافة العباسية فتزامنت مع جزء من ملك المنصور الدوانيقي، وابنه المهدي، وابنه الهادي، وأخيراً ملك هارون الرشيد.
وأمر المهدي في أول أيام جلوسه على كرسي الحكم، أن يُقتل الإمام عليه السلام فنقله من المدينة إلى بغداد وحبسه ومن ثم أطلق سراحه وأعاده إلى المدينة، فأقام الإمام عليه السلام بالمدينة حتى توفي المهدي والهادي، حتى قدم الرشيد إلى المدينة بعد تسلمه الخلافة وأخذ الإمام معه إلى العراق وحبسه عند السندي بن شاهك.(1) وبعد مدة أطلق سراحه، إلى أن حبسه مرة أخرى، واستمر سجنه هذه المرة أربع سنوات وانتهت باستشهاده.(2) فاستشهد الإمام عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هـ في بغداد في سجن السندي بن شاهك الذي أمر بوضع جنازة الإمام عليه السلام على الجسر ببغداد ونودي عليه - تمويها على قتله - هذا إمام الرافضة فاعرفوه.
وكان هؤلاء الخلفاء كثيراً ما يطلبوا الإمام إلى مجلسهم كي يحرجوه بأسئلتهم ولكن الإمام كان يجيبهم بأجوبة صارمة ودقيقة.
وكانت من المحاولات البائسة - لهارون - هو ارساله إلى الإمام الكاظم عليه السلام جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّاً أنه سيفتتن بها.
قال العامري: «إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفةً لها جمال وضّاءة؛ لتخدمه في السجن، فقال: قل له: ﴿ ... بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾(3) لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها. قال: فاستطار هارون غضباً وقال: ارجع إليه، وقل له: ليس برضاك حبسناك، ولا برضاك أخذناك، واترك الجارية عنده وانصرف، قال: فمضى ورجع، ثُمّ قام هارون عن مجلسه، وأنفذ الخادم إليه ليستفحص عن حالها، فرآها ساجدةً لربّها، لا ترفع رأسها، تقول: قُدّوس سبحانَك سبحانَك.
فقال هارون: سحرها والله موسى بن جعفر بسحره، عليّ بها، فأُتي بها وهي ترعد شاخصةً نحو السماء بصرها، فقال: ما شأنك؟
قالت: شأني الشأن البديع، إنّي كنت عنده واقفةً وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلمّا انصرف عن صلاته بوجهه وهو يسبّح الله ويقدّسه، قلت: يا سيّدي هل لك حاجةٌ أُعطيكها؟ قال: وما حاجتي إليك؟ قلت: إنّي أُدخلت عليك لحوائجك، قال: فما بال هؤلاء؟ قالت: فالتفتُّ فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أوّلها بنظري ولا أوّلها من آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصفاء ووصائِف لم أرَ مثل وجوههم حُسْناً، ولا مثل لباسهم لباساً، عليهم الحرير الأخضر والأكاليل والدرّ والياقوت، وفي أيديهم الأباريق والمناديل، ومن كلِّ الطعام، فخررت ساجدةً حتى أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت.
قال: فقال هارون: يا خبيثة لعلّك سجدت فنمت، فرأيت هذا في منامك؟ قالت: لا والله يا سيّدي إلاّ قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك، فقال الرشيد: اقبض هذه الخبيثة إليك، فلا يسمع هذا منها أحد، فأقبلت في الصلاة، فإذا قيل لها في ذلك؟ قالت: هكذا رأيت العبد الصالح ، فسئلت عن قولها؟ قالت: إنّي لمّا عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه، فنحن له دونكِ. فما زالت كذلكَ حتّى ماتت، وذلك قبل موت موسى بأيّام يسيرة»(4)
كانت إمامة الإمام الكاظم عليه السلام كلها في زمن الخلافة العباسية فتزامنت مع جزء من ملك المنصور الدوانيقي، وابنه المهدي، وابنه الهادي، وأخيراً ملك هارون الرشيد.
وأمر المهدي في أول أيام جلوسه على كرسي الحكم، أن يُقتل الإمام عليه السلام فنقله من المدينة إلى بغداد وحبسه ومن ثم أطلق سراحه وأعاده إلى المدينة، فأقام الإمام عليه السلام بالمدينة حتى توفي المهدي والهادي، حتى قدم الرشيد إلى المدينة بعد تسلمه الخلافة وأخذ الإمام معه إلى العراق وحبسه عند السندي بن شاهك.(1) وبعد مدة أطلق سراحه، إلى أن حبسه مرة أخرى، واستمر سجنه هذه المرة أربع سنوات وانتهت باستشهاده.(2) فاستشهد الإمام عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هـ في بغداد في سجن السندي بن شاهك الذي أمر بوضع جنازة الإمام عليه السلام على الجسر ببغداد ونودي عليه - تمويها على قتله - هذا إمام الرافضة فاعرفوه.
وكان هؤلاء الخلفاء كثيراً ما يطلبوا الإمام إلى مجلسهم كي يحرجوه بأسئلتهم ولكن الإمام كان يجيبهم بأجوبة صارمة ودقيقة.
وكانت من المحاولات البائسة - لهارون - هو ارساله إلى الإمام الكاظم عليه السلام جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّاً أنه سيفتتن بها.
قال العامري: «إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفةً لها جمال وضّاءة؛ لتخدمه في السجن، فقال: قل له: ﴿ ... بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾(3) لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها. قال: فاستطار هارون غضباً وقال: ارجع إليه، وقل له: ليس برضاك حبسناك، ولا برضاك أخذناك، واترك الجارية عنده وانصرف، قال: فمضى ورجع، ثُمّ قام هارون عن مجلسه، وأنفذ الخادم إليه ليستفحص عن حالها، فرآها ساجدةً لربّها، لا ترفع رأسها، تقول: قُدّوس سبحانَك سبحانَك.
فقال هارون: سحرها والله موسى بن جعفر بسحره، عليّ بها، فأُتي بها وهي ترعد شاخصةً نحو السماء بصرها، فقال: ما شأنك؟
قالت: شأني الشأن البديع، إنّي كنت عنده واقفةً وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلمّا انصرف عن صلاته بوجهه وهو يسبّح الله ويقدّسه، قلت: يا سيّدي هل لك حاجةٌ أُعطيكها؟ قال: وما حاجتي إليك؟ قلت: إنّي أُدخلت عليك لحوائجك، قال: فما بال هؤلاء؟ قالت: فالتفتُّ فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أوّلها بنظري ولا أوّلها من آخرها، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصفاء ووصائِف لم أرَ مثل وجوههم حُسْناً، ولا مثل لباسهم لباساً، عليهم الحرير الأخضر والأكاليل والدرّ والياقوت، وفي أيديهم الأباريق والمناديل، ومن كلِّ الطعام، فخررت ساجدةً حتى أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت.
قال: فقال هارون: يا خبيثة لعلّك سجدت فنمت، فرأيت هذا في منامك؟ قالت: لا والله يا سيّدي إلاّ قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك، فقال الرشيد: اقبض هذه الخبيثة إليك، فلا يسمع هذا منها أحد، فأقبلت في الصلاة، فإذا قيل لها في ذلك؟ قالت: هكذا رأيت العبد الصالح ، فسئلت عن قولها؟ قالت: إنّي لمّا عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه، فنحن له دونكِ. فما زالت كذلكَ حتّى ماتت، وذلك قبل موت موسى بأيّام يسيرة»(4)
1ـ الإمام موسى الكاظم باب الحوائج: ص176.
2ـ الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت عليهم السلام: ج 2، ص 25.
3ـ سورة النمل: الآية 36.
4ـ المناقب: ج 3، ص 415؛ بحار الأنوار: ج 48، ص239.
التعلیقات