النساء المسلمات هن المطيعات الحافظات لعهودهن وحقوق أزواجهن ساعة الغياب.
موقع المكتبه الشيعية
منذ 10 سنواتوقد أشار الله سبحانه وتعالى إليهن بالحفاظات سورة النساء، الآية: 34. والمعني هنا حفظ العفة داخل البيت
الزوجي وخارجه، وإذا تنكرت المرأة لحفظ عفتها فقد خانت زوجها، لأن عفة المرأة حق أساسي من حقوق الرجل، فالنساء المتبرجات خائنات، ولا يقتصر الابتذال في العفة على خيانة العفاف بشكل عام، بل يتعداه إلى خيانة الزوج والطعن في نظام المجتمع بانتهاك حرمة الحجاب مثلاً وجلب أبصار الغرباء والمحارم ممن لا يحلون عليها.
إذن على المرأة أن تكون حارساً على عفتها، فهي أمانة لزوجها عندها أي أن النساء مؤتمنات من قبل الرجال، لذا عليهن أن يتحملن عبء هذه الأمانة في أعناقهن.
وعلاوة على حفظ العفة، التواضع الذي يجب أن تبديه الزوجة لزوجها، لأنه لابد للمأمور من التواضع من عذاب العاجلة، فعذاب دقيقة في القبر يعدل ألف سنة من عذاب الدنيا.
في الأخبار عن المسيح (ع)
جاء في خبر، أن عيسى (ع) أحيا بإذن الله فتىً مات لدقائق مضت، وبعد لحظات من دفنه خرج من قبره وقد شاخ وانحلت قواه واسود لونه وذبل وعلته قترة من الغم ومن الحزن.
على هذه الحال سأله المسيح (ع): كم انقضى من الأيام على وفاتك؟
فأجاب: فوق عشرة الآف سنة (على الرغم أنه لم تمض دقائق على وفاته).
سأله ثانية: ماذا لديك من أخبار عالم البرزخ؟
قال: بعد أن غطيت بالتراب وذهب عني الأهل والأحباب وبقيت وحيداً، جاءني الموكلون الإلهيون يناقشون فيما أمضيت؛ وحين أعجز عن الجواب يعملون بي السوط، فامتلأ القبر ناراً، وهكذا مضت عليّ ألف سنة وأنا على هذه الحال أتلوى تحت سياط النار.
رواية أخرى
جاء في مكان آخر أن المسيح (ع) كان قد أحيا إذن الله تعالى رجلاً عجوزاً كانت السنون قد أتت عليه وعلى قبره فلم تترك لقبره معلماً وحين بعث من رقدته كان يثير الدهشة بنشاطه وسروره؛ فسأله المسيح (ع): كم لبثت؟
فأجاب: ما هي إلاّ لحظات.
فسأله ثانية: ما الخبر عن عالم البرزخ؟
قال: بعد رد التراب عليّ في القبر فتح لي باب لروضة غناء كبيرة، خضراء فرحت إليها وإذا بحور العين تحثني على إسراع الدخول عليهن وقد هببن لاستقبالي.
تذكير
لا نعني بسوء الخلق السباب والشتائم، التلفظ بالكلمات النابية عمل قبيح وغير محمود، ولا ينبغي للمسلم أن يطعن ويلعن ويتفوه ببذئ الكلام حتى على عدوه. فقد منع أمير المؤمنين (ع) في حرب صفين نفراً من جنده كانوا يسبون ويشتمون أفراداً في جيش العدو، وقال (ع): إني أكره ان تكونوا سبابين(13).
وعلى المسلمين أن يدعوا لعدوهم، ويطلبوا لهم من الله الهداية إذا كانوا هم أهلاً لذلك.
حكاية عن سوء اللسان (البذاءة)
في خبر عن الإمام الصادق (ع) بصدد البذاءة، أن أحد أصحابه (ع) كان عنده وقد أوصاه بالذهاب إلى مكان ما.
وإذ مضى كان غلامه يمشي خلفه، فناداه، لكن الغلام لم يرد.
وناداه ثانية، فلم يرد أيضاً.
وناداه الثالثة، فلم يسمع منه جواباً، فسبه قائلاً: "يا ابن الفاعلة، إياك أعني".
يقول الراوي: وعند سماع الإمام الصادق (ع) قبيح كلامه وقف عن الاستمرار في سيره، ووضع يديه على خاصرتيه، وقال: ماذا قلت؟
قال: يا ابن رسول الله، هذا الذي قلته للغلام لعلمي أن أبوي الغلام ليسا من الإسلام في شيء وأنهما كان هنديين.
قال الصادق (ع): دعنا من أبويه، أريد أن أقول لك لماذا تسب وتشتم؟
ليس لك بعد الآن حق في صحبتي.
قال الراوي: لم يقبل الإمام الصادق (ع) يوماً ضيافة هذا الصحابي ولم يصاحبه في قليل أو كثير على مدى حياته.
رواية أخرى
في خبر آخر جاء: إن اليهود ائتمروا أن يسيئوا القول للرسول (ص)، فذهبوا إلى داره واحداً بعد آخر للسلام عليه بعبارة "السام عليكم" أي: نتمنى لك الموت.
فأجاب الرسول بكل صلابة "وعليكم".
فاستاءت "عائشة" من قباحة اليهود، وبدأت تكيل لليهود السباب والشتائم، وقالت: "الموت لكم أولاد الخنازير والقرود".
حينها حبس الرسول الأكرم (ص) عائشة وقال:
"إذا لم تتجسم حقيقة السب واللعن، فلن تكون هناك صورة أقبح من هذا السب وذاك اللعن".
نتيجة
من هذه الروايات والأخبار يمكن أن نخلص إلى نتيجة هي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يكونوا متأدبين، ممتنعين عن لغو الحديث وما إلى ذلك من السب والشتم وأن يحفظوا ألسنتهم كما يحفظون أموالهم.
ومراعاة هذا الأمر في الأسرة خصوصاً تحظى بأهمية كبرى، فإذا لم يراع المسلمون هذا الأمر، فلا يمكن لأحد أن يطلق عليه اسم حارس الإسلام وقد يشطب اسمه من سجل النبي الأكرم (ص) ليخرج بذلك من أمة رسول الهدى (ص).
ولا يكون تقصير المرأة في عملها مثلاً داعياً لسبها وباعثاً على إهانتها.
وليس لأحد حق في أن يسب أو يشتم زوجته أو أي شخص آخر، إذا ضيعوا حقه، لأنكم سوف تواجهون بسبابكم هذا شدة عذاب القبر، وستجرون في الغد القريب (يوم القيامة) إلى العذاب بالسب والشتائم.
المسألة الثانية ـ تأثر الأولاد
المسألة الثانية التي يجب أن نلتفت إليها، هي تأثر الأولاد بسلوك الأبوين من عمل أو قول.
وعلى هذا الأساس لا ينبغي أن يسيئ الوالدان القول أو الفعل في جميع القضايا التي تحدث بمحضر أولادهم؛ لأنها تسجل في أذهانهم وتنعكس على سلوكهم.
حكاية رابعة
تقول إحدى النساء: أثناء الشروع بالخلاف مع زوجها أحياناً والذي فيه يضطرب نظام أسرتها، تعمد إلى إرسال أولادها إلى دار أمها حتى لا يكونوا حاضرين ما قد يحدث من حدة في الكلام أو تعبير يجب أن يبقى خافياً عليهم، لئلا يؤثر في نفوسهم تأثيراً سيئاً.
هذا العمل، عمل جيد إنصافاً، لما للخلافات ولو لساعة واحدة داخل محيط الأسرة من آثار لا تحمد عقباها في تكوين شخصية الأولاد.
(13) نهج البلاغة فيض، ص659، الخطبة 197.
التعلیقات