العنف المستخدم ضد الأطفال وتأثيره عليهم
يوسف وهباني
منذ 15 سنةيمثل العنف والإرهاب الممارس ضد الأطفال خطراً حقيقياً على سلامة الأطفال الفسيولوجية والنفسية أي مادياً ومعنوياً – ومما لا شك فيه فإنه يهدد نفسية الأطفال، حيث يصبحون من ذوي النفسيات المريضة مما يؤثر على حياتهم مستقبلاً.
وأيضاً فإن هذا العنف يكلف معظم الدول أموالاً طائلة، خصوصاً تلك الدول التي تكثر بها المواد الكحولية والمخدرات – فعادة ما يصبح الآباء والأمهات المتعاطون لتلك المواد أكثر شراسة في معاملة أطفالهم، وأحياناً يجن جنونهم فيحملون أطفالهم ويقذفون بهم أرضاً غير عابئين بما يحدث لهم.
ولهذا تكثر الإصابات الجسدية والكدمات والكسور لدى الأطفال مما يستدعي علاجهم بالمستشفيات وهذا بالطبع يكلف الدولة أموالاً طائلة.وأيضاً فإن هذا العنف يكلف معظم الدول أموالاً طائلة، خصوصاً تلك الدول التي تكثر بها المواد الكحولية والمخدرات – فعادة ما يصبح الآباء والأمهات المتعاطون لتلك المواد أكثر شراسة في معاملة أطفالهم، وأحياناً يجن جنونهم فيحملون أطفالهم ويقذفون بهم أرضاً غير عابئين بما يحدث لهم.
ما هو العنف المستخدم ضد الأطفال؟
تستخدم كلمة عنف كاصطلاح لكل ما هو متعارف عليه من استخدام أو تفوه بالسب أو الشتم أو باستخدام الوعيد والتهديد أو استخدام القوة بوساطة الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت الأكبر أو بوساطة فتوة الحي أو بوساطة العصابات المنظمة (المافيا).
مثل هذا العنف يؤثر على الطفل تأثيراً مباشراً ولا ينتهي تأثيره لدى الطفولة وإنما يمتد تأثيره طوال عمر الطفل.
العنف قبل المدرسة
حسب رأي البروفيسور إريكسون – تعتبر الطفولة من أهم مرتكزات بناء الشخصية، فالطفل الذي يتعرض للعنف والإرهاب في بداية حياته، يظل متأثراً بهذه الأفعال طوال عمره ولا يستطيع الفكاك عنها مما يؤثر على مسيرته التقدمية سلباً.
إن عملية تعليم نيل الثقة من جميع أفراد الأسرة تعتبر المحك الأول واللبنة الأساسية في مسيرة حياة الطفل النفس صحية – وإن نيل هذه الثقة تعتبر اللبنة الأولى في بناء عملية التطور والتقدم الذي سوف يبلغه ذلك الطفل.
أما إذا عاش الطفل خائفاً مرتبكاً طوال فترة طفولته، فإنه سوف يصبح مستقبلاً حزيناً محطم النفس، غير قادر على التفكير السليم ولا الإبداع المبتكر.
حينما يبدأ الطفل المشي بخطى خائفة وقلقه، فإنه بلا شك يحاول بشتى الطرق نيل ثقته بنفسه مجدداً، ويظهر ذلك حينما يمشي بقوة أو يقفز من مكان عال, وعادة ما يمارس مثل هذه العادات في الساحات والحدائق أمام أقرانه وليس بداخل الشقق الضيقة والمزدحمة.
والأطفال الذين يعيشون في مجتمع مهدد بالجريمة، عادة ما يمنعهم آباؤهم من التجول خارج المنزل مما يعيق حركتهم ونشاطهم، إنهم يعانون من إطاعة أوامر والديهم ولكنهم لا يدركون مغزاها، وبالتالي سوف يتأثرون سلباً بمثل هذه الأوامر، خصوصاً لدى علاقتهم بأقرانهم وبقية أفراد أسرهم والمجتمع الخارجي.
قبل دخول الطفل للمدرسة تكون لديه محبة للخروج خارج المنزل لما يمثل له نوعاً من روح المغامرة، وحيث يستطيع خلق علاقات جديدة مع أصدقاء جدد، وبما أن هنالك خطراً خارج باب المنزل -فان كل ممنوع مرغوب– فهو يحب الخروج ليرى العالم من حوله ويستكشف كل غريب في ذلك العالم.
العنف المدرسي
يتطلع الطفل لمستقبل زاهر حينما يدخل المدرسة – ومما لا شك فيه بأن تلك السنوات تمثل أهم سنوات عمره لتكوين مستقبل حياته، ويحاول كل طفل تطوير مقدراته الأكاديمية والاجتماعية حتى يصل لطور المراهقة وهو يتمتع بصحة ذهنية وجسدية جيدة، وإذا تعرض الطفل لأي نوع من أنواع العنف سوف يؤثر على مستقبل حياته.
- فحينما يكون الطفل خائفاً مرتاعاً أثناء تلقيه الدروس، يصعب على عقله استيعاب الدروس، وإن العنف يتسبب في ضعف ذاكرة الأطفال وبالتالي يقلل من وعيه الإدراكي وتنخفض معدلات مقدراته الإبداعية.
- إن الطفل الذي يتعرض للإرهاب والعنف – أو يشاهد طفلاً آخر يتعرض لذلك المسلك – فإنه يتأثر بذلك سلباً وبالتالي تقل لديه فاعلية استيعاب الدروس, وإن مشاعر الغضب والكراهية التي تم غرسها في نفوس هؤلاء الصغار يصعب اقتلاعها مستقبلاً، حيث إنها تصبح ضمن التخطيط الهيكلي لشخصياتهم. وإن هذه الشحنة السالبة من تلك المشاعر تصبح جزءاً لا يتجزأ من مكونات الطفل الأساسية، وبالتالي تنعكس علي كل عادات الطفل وأخلاقه مستقبلاً.
- يدفع الأطفال الذين يتعرضون للعنف والإرهاب ضريبة باهظة مستقبلاً، حيث يؤكد الأطباء أن هؤلاء سوف يصابون بعدة أمراض حسب ما ينص العلم الخاص بعلم الأمراض، كما تنخفض لديهم مقدرة التقارب العاطفي مع الأصدقاء والخلان ويصبحون حساسين جداً تجاه أفعال الآخرين وسريعي ردود الأفعال، وكل ردود الأفعال هذه تميل للسلبية.
- حين يصل هؤلاء الأطفال لمرحلة المراهقة يصبحون عدائيين تجاه الكل وبالتالي يصبحون مفلسي المشاعر.
- كل الأطفال الذين يتعرضون للعنف، لا يثقون في مقدراتهم المستقبلية، تتلاشى لديهم الأماني بحياة المستقبل وارتياد الآفاق الرحبة – أي لا يستشرقون المستقبل، وكمثال لأولئك الأطفال الذين تم خطفهم لمدة طويلة واستخدموا كرهائن تبلد إحساسهم من الخوف والرعب، وأصبحوا لا يستشرقون المستقبل وغشيتهم غشاوة من عدم الثقة بمقدراتهم.
- يجب أن يهتم الأهل بعرض الطفل على طبيب نفسي ليناقش الطفل ويستشف منه ما يشعر به وما يعانيه وأن يتم ذلك بكل صراحة، أما إذا خبأ الطفل مشكلته في نفسه وظل يعاني من آثارها، فإنها سوف تضغط على مشاعره وتزداد خطورتها عليه بمرور الزمن.
التعلیقات