مخاطر.. يقوم بها الآباء.. ويدفع ثمنها الأبناء.. احذروها
يوسف وهباني
منذ 15 سنةمن الطبيعي أن تجهز نفسك وسيارتك لتلك الرحلة التي تعقد العزم عليها كل شهر أو كل نصف شهر، وأهم التجهيزات تلك المتعلقة بالسيارة، بما فيها تعبئة خزان الوقود، الكشف على دواليب السيارة بأن تكون ممتلئة بالهواء المناسب، والتأكد من الزيت الخاص بالسيارة والماء وكل ما يخص سلامة السيارة.
وعادة ما تكون الرحلة قريبة من المدينة وليست بعيدة بحيث يأخذ الأب حذره، ولذلك لا يأخذ بهذه الإرشادات في الغالب، ولهذا فمعظم الحوادث الخاصة بالأطفال قد تمت بالقرب من منزل- أي من حيث انطلقت السيارة، حيث أصيب نحو (250) ألف طفل في مثل هذه الرحلات القصيرة، بينما توفي نحو 2000 طفلاً .
وفي هذا الصدد يقول مدير مركز أبحاث منع الحوادث بمستشفي فلاديفيا بأمريكا " يموت معظم الأطفال بواسطة الحوادث التي تحدث للسيارات والتي تقاد بواسطة آبائهم؛ لأن الآباء يستسهلون مثل تلك الرحلات ولا سيما أنها قريبة من المدينة ولا تبعد كثيرا ".
ولأجل قيادة آمنة لك ولعائلتك عليك بمراعاة الآتي :
الحوادث التي بقرب المنزل :
معظم حوادث السيارات الخاصة بالأطفال عادة ما تحدث بالقرب من المنزل، وذلك لأن الوالد بالمنطقة التي تقرب من منزله يقود بلامبالاة، ولا يهتم بوضع الطفل بداخل السيارة، لذلك يجب وضع الطفل في الكرسي المخصص له وربطه بحزام الآمان فإذا حدث أي حادث فإن الطفل بإذن الله لن يتأثر به بقدر وجوده في الكرسي الأمامي .
محبة الأطفال للمخاطرة :
في سن ( 6-8) أعوام عادة ما يحب الطفل المخاطرة والمغامرة، لأن الطفل في مثل هذه الأعوام يكون قد تحلل من الرقابة اللصيقة من جانب والديه، لأنه قبل هذه السن عادة ما يكون تحت رقابتهم الصارمة فهم يدركون أنه لم يبلغ السن التي تؤهله ليدرك المخاطر التي من حوله. ولهذا فإنه في هذه السن ( 6-8) يشعر بالحرية والانطلاق فيلجأ للمغامرة ويخاطر أحيانا بحياته حتى يظهر أمام أصدقائه بالشجاعة فإذا ظهرت سيارة مسرعة فإنه يدفع أصدقاءه جانبا ويركض مسرعا ليقطع الشارع معرضا حياته للخطر، وأحيانا يبطئ الخطى أمام السيارة حتى يشعر بأهميته ويجبر سائق تلك السيارة على البطء أو الوقوف المفاجئ.
وبداخل السيارة عادة ما يتمرد الأطفال في سن (6-8) من الركوب في الكرسي الخاص بالأطفال ولا يرغبون في ربط حزام الأمان، ويعتبرون أنفسهم رجالا وليسوا أطفالا، وكثيرا ما يقفزون من الكرسي الخلفي ليجلسوا بالكرسي الأمامي بالقرب من والدهم مما يعرض حياتهم لخطر الصدمات، بينما جلوس الطفل بالكراسي الخلفية يجعله في أمان حيث إن كل المنطقة آمنة ولا سيما وأنها ناعمة ومحشوة بالإسفنج المرن والمضاد للصدمات .
ومن الخطأ أن يعتقد الآباء أنه بشرائهم لسيارة صالون كبير فإن أطفالهم سوف يكونون آمنين من الحوادث وأنهم سوف يكونون أقل تعرضا للخطر من الذين يركبون السيارة الصغيرة السيدان، ولكن هذا الكلام غير صحيح، فكل السيارات معرضة لخطر الحوادث وعلى الأب مراعاة كل الإرشادات والنصائح الخاصة بوضع أطفاله بداخل السيارة .
وعلى الأب مراعاة القيادة بحذر بحيث يبطئ في الأماكن الخطرة كالانحناءات و المنحدرات والمناطق المرتفعة، وأن يأخذ حذره في المناطق المليئة بمياه الأمطار، وفي المناطق التي بها ضباب– وأن يأخذ حذره بالمناطق التي بها جليد، أما إن كان بمنطقة صحراوية فعليه الاهتمام بالتزود بمياه الشرب خاصة وأن الأطفال يحتاجون لشرب المياه ولا يستطيعون الصمود لفترة طويلة بعيدا عن شرب الماء.
خطر ترك الأطفال بالسيارة الواقفة
كثير من الناس يعتبرون وجود الأطفال بداخل السيارة الواقفة من الخطورة بمكان خاصة وأن الأطفال يلعبون بأجهزتها – ولهذا فإننا نجد نحو (220) طفلا قد توفوا نتيجة تركهم بسيارات والديهم الواقفة، فمنهم من وضع رأسه بين الزجاج وضغط على زر قفل الزجاج فاختنق ومات، وبعضهم تسلق لسقف السيارة ليسقط ويقع.
وإننا نجد نحو 30 طفلا يتوفون كل عام نتيجة تركهم بداخل السيارة، إذ منهم من يضغط على كابح الفرامل مما ينتج عنه تدحرج السيارة لتصطدم بسيارة أخرى أو تصطدم بمنزل الجيران، وهنالك كثير من الأطفال يتركهم آباؤهم في السيارة حينما يودون التسوق مغلقين عليهم النوافذ والأبواب، فيقفل أحدهم مكيف الهواء مما يؤدي إلى اختناقهم وموتهم.
تحذير الأطفال من المشي في الطرق السريعة
في أحدث تقرير لإحصاء موتى عبور الطرق السريعة من الأطفال الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشر، بلغ عددهم نحو 15طفلاً.
يجب تحذير طفلك بألا يعبر الشارع السريع إلا بعد أن يتريث وينظر يميناً وشمالاً ليرى إن كان الطريق خاليًا من السيارات، فإن كانت هنالك سيارة قريبة من موقعه فيجب ألا يعبر ويا حبذا لو استطاع عبر الشارع بعد أن تقفل الإشارة الضوئية .
يجب وضع بعض المحاذير في الطرق التي تمر أمام مدارس الأطفال حتى لا يستطيع سائقو السيارات القيادة بسرعة قصوى لئلا يتعرض الأطفال للخطر .
التعلیقات