كيف أعدل بين أطفالي؟
يوسف الوهباني
منذ 15 سنةرزقني الله بطفلين.. ابني الأكبر عمره سبع سنوات وابنتي الصغرى تبلغ من العمر نحو ثلاث سنوات..تربطهما علاقة حميمة، يلعبان ويمرحان معاً.. هذا كان يجعلني
أستبعد وجود أي مشكلات حقيقية بينهما.. وفي مرة من المرات وأثناء تجوالي بالمنزل سمعت ابني الأكبر يهدد أخته بضربها على رأسها بالقطار الحديدي الذي كانت تلعب به، وخشيت من تهديده، أطاعته فيما يريد – ونظراً للعلاقة الأخوية الجميلة بينهما، استبعدت حدوث ذلك الأمر ولم أناقش ابني حول هذا الموضوع، ولكن بعد ثلاثة أسابيع حدث ما كنت أستبعده؛ فقد قذف القطار على وجهها مما أدمى أنفها، فجاءتني مذعورة تبكي بصوت عال من منظر الدم لتستنجد بي.
لم أستخدم أسلوب العنف معه البتة، وذلك لأنني أخاف أن يحقد على أخته وبالتالي ربما يؤذيها حينما نبعد عنها.
العدل بين الأبناء
حينما يكون لديك عدد كبير من الأبناء عليك توخي العدل في معاملتك لأطفالك، فالعدل والمساواة في التعامل تجعل منهم أطفالاً مسالمين وغير ميالين للعنف، فإذا قمت بتدليل الأصغر على حساب الأكبر، فإن الأكبر يحاول أن يفعل أفعالاً شاذة حتى يجعلك تهتم به.
بينما نجد آباء يدللون الابن الأكبر بصفته أول العنقود ولا يرفضون له طلباً، بينما لا يلقون بالاً لطلبات الآخرين، وهذا الأمر يجعل إخوته يحقدون عليه، ويغيرون من الحظوة التي يجدها من والديه.
إن الأسلوب الحديث في التربية لتهذيب الطفل هو الحضن والتقبيل حتى تكسر حاجز العنف والعدوانية في نفسه، فالطفل حينما تحضنه لتخبره بضرورة إصلاح نفسه وترك المشاكسة والعدوانية فإنه بروح الحب يتقبل الكلام ولا يعود لمثل ذلك الفعل أبداً.
أما إذا استخدمت أسلوب العنف فإن البعض لا يهتم به ويعود مجدداً لممارسة تلك الأعمال غير المستحسنة، وعموماً، حينما تتعب في تربية الابن الأكبر وتنشئه نشأة صالحة فإنك تزرع زرعا ناجحاً، وبالتالي سوف يصبح مثالاً جيداً لبقية إخوته وسوف يحاول كل واحد منهم أن يحتذي حذوه.
وفي هذا الصدد يقول البروفيسور روبرت مايرس الرئيس الفخري للمعهد العالي للدراسات النفسية بجامعة ودينر بولاية بنسلفانيا: "يجب علينا كآباء ضرورة إظهار العدل والمساواة في تعامل أطفالنا، ويجب ألا نفضل ابناً على الآخر، ويمكن أن نكون كذلك إذا اتبعنا الخطوات التالية:
- العمل على إيقاف النزاع والشجار بين الأطفال
- إذا أردت أن تصبح أحسن حكماً عليك بالآتي:
- اعمل على إيقاف الشجار في الحال بين الطفلين المتخاصمين.
- تحاشَ عمليات اللوم أثناء حديثك معهما.
- أبعد كل اللعبات والدمى التي كانا يعلبان بها وحصل فيها التنازع.
- ضع لأبنائك تحذيراً بأن أي لعبة أو دمية يحدث فيها نزاع سوف تقوم بمصادرتها ولن ترجعها لهم البتة، وهذا التحذير يجعلهم يتشاركون في كل اللعبات بلا مشكلات أو شجار.
- امنع أبناءك من ضرب الآخر - حتى إذا أخطأ- الذي ينفذ العقاب هو الأب أو الأم فقط.
العدل ليس معناه العطاء بالتساوي
يجب أن تضع مقياساً وحدوداً لكل طفل، واضعاً في الاعتبار "سن الطفل– مزاجه – هواياته".
يجب إعطاء الابن الأكبر الأولوية في المعاملة؛ حتى يشعر إخوته بأنه بمثابة القائد لهم، وإذا أحضرت له لعبة مميزة عليك بإخباره بضرورة مشاركة إخوته له في اللعب بتلك اللعبة.
احذر المقارنة بين أبنائك
حينما تعقد مقارنة بين أحد أبنائك والآخر، أو بين أحد أبنائك وابن الجيران فإن هذه المقارنة سوف تجلب الكراهية بين المقارن والمقارن به.
احترم خصائص كل طفل واحترم هواياته وشخصيته – وحينما يشعر كل طفل أنك تحترم هواياته وتحب مشاركته في تلك الهواية فإنه يحبك وبالتالي يسمع كل كلامك بكل حب واحترام.
وفي هذا الصدد يحدثنا البروفيسور جيني اسبيرز قصته مع أبنائه "إنه كان يخصص لكل طفل وقتاً محدداً لمراجعة دروسهم – وحسب رأيه – إن هذا العمل ترك أثراً حميداً في نفوس أبنائه وأن كل واحد منهم كان يشعر بالاهتمام الذي يوليه له والده، وبالتالي انعكس هذا الشعور على العلاقة التي تربط بين أبنائه.
كن متماسكاً في رأيك ولا تقم بتغييره
حينما تود أن تصدر قراراً بخصوص أطفالك يجب دراسته دراسة وافية – بحيث لا يمكن بعدها التراجع عنه.
اسمح لهم بمشاهدة التلفاز في زمن محدد طيلة أيام الدراسة، بحيث يتوافق هذا الزمن مع أكثر البرامج الهادفة والمختصة ببرنامج الأطفال، وعلم أطفالك أنه لا كبر سن الأكبر ولا صغر سن الأصغر يخول له حق مخالفة القوانين السائدة بالمنزل.
علم أطفالك ضرورة حل مشكلاتهم بأنفسهم
يجب عليك ضرورة تعليم أطفالك ضرورة حل مشكلاتهم بأنفسهم، وخصوصاً عند النزاعات، حذرهم من لجوء أحدهم للضرب، علمهم ألا يعملوا على مراجعة الأم أو الأب في كل نزاع يظهر بينهم، وأن عليهم العمل على حل تلك المشكلات والنزاعات بأنفسهم.
حاول أن تزرع في نفس كل طفل حب المساعدة لأخيه الأصغر في المسائل التعليمية الصعبة، وفي هذا الصدد يقول البروفيسور سوزان نيومان: "بأمور صغيرة يمكنك جذب انتباه ابنك وجعله مسؤولاً، وبالتالي يشعر أنه شخصية معتبرة مما يعكس هذا الشعور في تعامله في المجتمع الذي من حوله".
انصحهم صغاراً وصادقهم كباراً
- انصحهم وأرشدهم صغاراً، وإن كبروا كن صديقاً لهم
– احترم هواية كل منهم، ولا تحترم هواية من يحب هوايتك فقط وتترك من لا يحب هوايتك، فإن الله سبحانه وتعالى قد خلق كل واحد منا يحب عملاً ويهواه.
– إذا رأيت ابنك في حالة غضب وانفعال قم بترضيته ببعض الأقوال الجميلة حتى ترفع عنه آثار الغضب.
– امنع الأكبر من اللجوء للضرب، حيث إن الولد الأكبر لديه من القوة ما يمكن استخدامها لإخافة إخوته الآخرين، ويجب منعه من ضرب ومعاقبة إخوته الصغار.
– إذا دخل أحد أبنائك في عراك مع الآخر علمه ألا يستخدم قوته في ضرب الآخر، وحبذا لو لجأ للإرشاد والنصيحة.
معاملة كل الأبناء كأطفال
يمكن أن تختلف معاملتك للابن الأكبر من حيث إطلاعه على شؤون الأسرة أكثر من إخوته الصغار، ولكن هذا لا يعني معاملته كالكبار، فهو أيضاً طفل ويجب معاملته كمعاملة الأطفال.
تقديم جوائز وحوافز للمتفوقين
على الأب والأم تقديم جوائز وحوافز على أي عمل حسن يقوم بأدائه الأبناء، بالإضافة إلى الإطراء وكلمات الشكر والثناء، أما إذا تفوق في المدرسة أو نشط في المجال الرياضي يجب تحفيزه ببعض الهدايا، ويا حبذا لو كانت هذه الهدايا من الأشياء التي يتمنى نيلها.
التعلیقات