السيادة والسماحة في مدرسة أهل البيت
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتوهما قيمتان أساسيتان تحثان على التكافل بصورة علنية أو ضمنية. ورسولنا الأكرم
صلىاللهعليهوآله قد حدد لنا المقياس السليم الذي رسمه الإسلام للسيادة بقوله : « سيّد القوم خادمهم » (1) ، فالخدمة كما أسلفنا تحمل في أحشائها دعوة ضمنية إلى التكافل ، أما الدعوة العلنية إلى التكافل فتظهر واضحة في مفهوم أمير المؤمنين عليهالسلام للسيادة الذي يتضمن أبعاداً اجتماعية تكافلية ، قال عليهالسلام : « السيّد من تحمّل المؤونة وجاد بالمعونة » (2). وعنه عليهالسلام : « السيّد من تحمّل أثقال إخوانه » (3). فأمير المؤمنين عليهالسلام ينفي السيادة الاجتماعية ـ وليس السيادة النسبية لمن أنتسب لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته الأطهار ـ عن الأفراد الذين يتمحورون حول ذواتهم ومنافعها ، ولا يشاركون غيرهم في النوائب والمصائب ، ولا ينظرون بعين العطف إلى المساكين والمحتاجين ، فهؤلاء لا يستحقون وسام السيادة وإن ادّعوها ، قال عليهالسلام : « ما ساد من احتاج إخوانه إلى غيره » (4).
فالسيادة تتطلب درجة عالية من المشاركة الاجتماعية ، وتنبثق من شعور تكافلي عميق نحو الآخرين.
أما السماحة فحسب تفسير أهل البيت : هي البذل وهو ـ كما معروف ـ طريق للتكافل. بدليل أن الإمام الحسن عليهالسلام لمّا سأله أمير المؤمنين عليهالسلام عن تفسير السماحة : « يا بني ما السماحة ؟ قال : البذل في العُسر واليسر » (5).
وفي خبر آخر : « إجابة السائل وبذل النائل » (6).
****************************
(1) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ٢٥١ ، منشورات الشريف الرضي ، ط ٦ / ١٣٩٢ ه.
(2) عيون الحكم والمواعظ : ٤٨.
(3) عيون الحكم والمواعظ : ٦٠.
(4) عيون الحكم والمواعظ : ٤٨٢.
(5) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٤٠٧.
(6) معاني الأخبار / الشيخ الصدوق : ٤٠١ ، انتشارات إسلامي ، طبعة ١٣٦١ ش.
التعلیقات