إلى كل زوجين متشاكسين!
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتإذا لم يستجب الطفل لأمر والده صاح فيه: طالع عنيد لأمك. وإذا تثاقل عن تلبية طلب من طلباته قال له: كسول.. لأمك.
وإذا كسر أنية أو غيرها زجره بقوله: لا أدري متى ستتعلم أنت وأمك المحافظة على الأشياء.
وقد تقوم الزوجة بهذا فتقول لابنها: لسانك طويل لأبيك. وإذا ضرب أخته الصغيرة: لم تتعلم من أبيك إلا الضرب.
قيام كل من الزوجين بإرجاع الصفات السلبية في أولادهما وبناتهما إلى شريكه، وجعلها مكتسبة منه، موروثة عنه، لن يعمل إلا على زيادة أسباب الخلاف بينهما، وبذر بذور الشقاق في قلبيهما، ونزع الحب والمودة من نفسيهما.
ويخطىء بعض الأزواج، من رجال ونساء، حين يحسب أن في هذا مداعبة، ويرى فيه ملاطفة، حتى وإن ابتسم الزوج الآخر، فالحق أنه يترك أثراً غير حسن في النفس.
ولا شك في أن خيراً من هؤلاء الأزواج أزواج آخرون، يفعلون عكس ما فعلوه، وذلك حين يردون الصفات السلبية إلى أنفسهم والصفات الإيجابية إلى شركائهم.
فحين تثور ثائرة الطفل ويغضب يزجره والده قائلاً: لا تكن "عصبياً" مثل أبيك.
وحين يجد طفلته ترتب سريرها يشجعها بقوله: هكذا أريدك مثل أمك.. مرتبة منظمة.
وكذلك تفعل الزوجة حين تجد طفلها يستيقظ مبكراً: كأنك والدك.. لا تحتاج إلى جرس المنبه لتقوم إلى صلاة الفجر.
وعندما تجد ابنتها تفتح فمها حين تمضغ الطعام: انظري إلى أبيك.. إنه يمضغ طعامه وهو مغلق فمه.
وهكذا.. فإن هؤلاء الأزواج خير من أولئك، فهم لا يتهمون إلا أنفسهم، ولا ينسبون التقصير والإهمال والكسل وغيرها من صفات غير حسنة إلى شركائهم الآخرين.
ولا شك في أن هذا يورث المودة، ويزيد في المحبة، ويوثق عرى الزواج، وخصوصاً حين يدافع الرجل عن زوجته إذا نسبت إلى نفسها صفة غير حسنة، فيردها عنها، ويبرئها منها، وكذلك حين تفعل المرأة مثل ذلك مع زوجها فتدافع عنه وتبرئه مما اتهم به نفسه.
والآثار الحسنة لهذا ليست مقتصرة على الازواج؛ بل هي تشمل أبناءهم الذين يتعلمون من آبائهم وأمهاتهم ذلك الخلق الجميل في اتهام الذات .. وتبرئة الصاحب.
التعلیقات