الإيرانيون في عصر الظهور و مدحهم في الأحاديث السُّنِّية
الشيخ علي الكوراني
منذ 12 سنةالإيرانيون في عصر الظهور
كثرة الأحاديث السُّنِّية في مدح الإيرانيين
من الأمور الملفتة أن مصادر المذاهب السنية مليئة بالأحاديث النبوية في مدح الفرس ، حتى أنك تستطيع أن تؤلف كتاباً في الأحاديث الصحيحة من مصادر السنة في مناقب الإيرانيين وتفضيلهم على العرب ! بينما تراها في مصادرنا قليلة !
وسببها أن الفرس كانوا مع السلطة القوة عسكرية والفكرية البارزة ، وهم الذين أسسوا المذاهب في مقابل مذهب أهل البيت عليهم السلام ، ودونوا مصادر المذاهب .
ومن أشهر احاديث مدح الفرس في مصادرهم، حديث: (الغنم السود والبيض): الذي رواه الحافظ أبو نعيم في الأصفهاني في كتابه ذكر أصبهان ، بعدة طرق عن أبي هريرة ، والنعمان بن بشير ، ومطعم بن جبير ، وأبي بكر ، وابن أبي ليلى ، وحذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وآله واللفظ لحذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني رأيت الليلة كأن غنماً سوداً تتبعني ، ثم أردفها غنم بيض ، حتى لم أرَ السود فيها ! فقال أبو بكر: هذه الغنم السود العرب تتبعك ، وهذه الغنم البيض هي العجم تتبعك فتكثر حتى لا ترى العرب فيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا عَبَّرها الملَك) .
وحديث: (لأنا أوثق بهم منكم): الذي رواه أبو نعيم في المصدر المذكور/12 عن أبي هريرة قال: ذكرت الموالي أو الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: والله لأنا أوثق بهم منكم أو من بعضكم)! وقوله:(أو من بعضكم)إضافة من الراوي لحفظ ماء وجه العرب !
وحديث: (لو كان العالم والإيمان في الثريا) رواه عبد الرزاق:11/66 ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه). ونحوه ابن شيبة:12/206 ، ومثله أحمد:2/296 و308.
وفي مسند أحمد/417 ، عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه صلى الله عليه وآله حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي صلى الله عليه وآله يده على سلمان وقال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء). وفي/420 ، و422، و469 ، بأسانيد عن أبي هريرة . وبخاري:6/188 ، كرواية أحمد الثالثة بسندين عن أبي هريرة . ومسلم:4/1972، كرواية عبد الرزاق ، بتفاوت يسير ، وكرواية أحمد الثالثة ، والترمذي:5/384 ، عن أبي هريرة ، وفيه: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لم يكونوا أمثالنا ؟ قال وكان سلمان بجنب رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله فخذ سلمان وقال هذا وأصحابه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس . وفي/413 ، و725 .. الى آخر المصادر التي تبلغ عدة صفحات !!
وحديث: (ليصيرن أسداً لايفرون). رواه عبد الرزاق:11/385 ، عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لتملأن أيديكم من العجم ، ثم ليصيرن أسداً لا يفرون ، ثم ليضربن أعناقكم وليأكلن فيئكم ). والعجم: إسم لكل الشعوب غير العرب لكن يغلب إطلاقه على الفرس ، والمعنى أنكم سوف تأسرون منهم كثيراً وتستعبدونهم ، ثم يتحولون إلى فرسان ضدكم . وأحمد:5/11و17و21، والروياني/112 و154، والطبراني الكبير:7/268 ، كرواية أحمد الأولى ، والحاكم:4/512 ، بنحو رواية أحمد الثالثة . وكذا حلية الأولياء:3/24..الخ.
وحديث: (يساقون الى الجنة) ، رواه أحمد:5/338 ، عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بالخندق ، فأخذ الكِرْزِين فحفر به فصادف حجراً فضحك ، قيل: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة). النكول والأنكال: جمع نِكل بكسر النون: القيود ، والحديث بشارة بفتح فارس وهزيمة كسرى ودخول الأسرى الفرس في الإسلام .
والروياني/202 ، والطبراني الكبير:6/157، كأحمد ، ومجمع الزوائد:5/333 ، ووثقه ، والجامع الصغير:2/123 ، وجمع الجوامع:1/565 ، الخ.
وحديثهم (أن الفرس عصبة بني هاشم). عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وذكرت عنده فارس: فارس عصبتنا أهل البيت).انتهى.
وأهل البيت في هذا الحديث لابد أن يكونوا بالمعنى اللغوي ، ويقصد بهم ابن عباس أو الراوي: العباسيين ، لأن ثورة العباسيين قامت بجهود الفرس وقيادتهم . أما أهل البيت عليهم السلام في مذهبنا فهم مصطلح نبوي حددهم رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء المتواتر وبلغ الأمة ولايتهم فقال: ( اللهم هؤلاء أهل بيتي)وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين خاتمهم المهدي عليهم السلام .
وحديث الضياطرة..رواه في شرح النهج:20/284، قال:جاء الأشعث إليه(إلى علي عليه السلام ) فجعل يتخطى الرقاب حتى قَرُب منه ، ثم قال له: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحَمْراء على قربك ، يعني العجم ، فركض المنبر برجله حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث ! ليقولن أمير المؤمنين اليوم في العرب قولاً لايزال يذكر . فقال عليه السلام : من عذيري من هؤلاء الضياطرة ، يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر ! أفتأمرني أن أطردهم؟! ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً).انتهى.
والذي يخص موضوعنا دور الفرس في عصر الظهور وحركة الإمام المهدي عليه السلام ، وقد وردت فيه أحاديث في مصادر الطرفين بتسعة عناوين:
قوم سلمان . أهل المشرق . أهل خراسان . أصحاب الرايات السود . الفرس . أهل قم . أهل الطالقان . والمقصود فيها جميعاً الإيرانيون ، إلا بقرينة .
(( ضمن كتاب معجم احاديث المهدي عج ))
التعلیقات