معنى الانتظار
الإنتظار وآثاره
منذ 7 سنواتما هو الانتظار؟
الانتظار انتظاران، سلبي وايجابي، فالسلبي هو كانتظار المفوضين، الذين قالوا لنبيهم موسى عليه السلام (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) فقد فوض أولئك الأمر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى من أرسله، وقطعاً أن مثل هذا التفويض فيه منقصة لمقام الإمام عليه السلام المقدس، فهو انتظار المتفرج.. الذي لا يعنيه من الأمر شيء.
أما الانتظار الصادق.. الانتظار المنتج، الذي يذهب بالمسلم وبالأمة كلاّ نحو الإمام ويبني للمستقبل، أي هو الانتظار الذي يمهّد لمقدم المخلص إمام العصر والزمان.. ويهيئ لظهوره.. ويعد أمامه الظرف المناسب، من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض لينشر القسط والعدل. وهو ما تقصده احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرة عليهم السلام.
فمن ينتظر الفرج يعّد له العدة من جميع الوجوه، وآية (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...) تؤكد هذا المعنى.
التوقيت للظهور
جاء في إحدى الروايات (... دخلت على الإمام الصادق عليه السلام فوجدته جالساً على التراب وهو يبكي بكاء الثكلى، وقد نال الحزن من وجنتيه وهو يخاطب الإمام المهدي عليه السلام، وهو لم يولد بعد _لأنّه من أحفاده_: (سيدي غيبتك نفت رقادي وضيّقت عليّ مهادي وأسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد. يفنى الجمع والعدد...).
فالإمام الصادق عليه السلام بخطابه هذا بحالة مأتم وندبة على ولده المهدي عليه السلام، حيث يقول الراوي إنّه (زفر زفرة انتفخ منها جوفه وهو يشير إلى قضية ولده الإمام المهدي عليه السلام).
- ويقول الإمام الكاظم وهو رافعاً يديه إلى السماء، طالباً من الله عزوجل أنْ يعجّل فرج الإمام عليه السلام:
(... وأن تعجل فرج المنتقم لك من أعدائك وأنجز له ما وعدته يا ذا الجلال والإكرام ...).
فإذا كان هذا هو حال العترة عليهم السلام آباء الإمام.. وهم يدعون الله عزوجل له بتعجيل الفرج. فكيف إذا هو حالنا.
وإذا كان الأئمة لم يعطونا من خلال أحاديثهم وقتاً معيناً للظهور المقدس.. فهل يجوز لنا نحن.. أن نعطي وقتاً محدداً لهذا الظهور. وهل يمكن لنا ذلك؟ وقد ورد في الخبر (... كذب الوقاتون).
كيف ننتظر الإمام؟
ما يعني المؤمن المعتقد بالإمام المهدي عليه السلام، المقر بقضيته.. هو الترقب لأمر هذا الإمام وانتظاره، بطريقة الانتظار الإيجابي _المنتج_ فهي علامات الظهور إذن، الحتمية منها.. التي ترافق ظهور إمام معصوم من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. من ابنته فاطمة الزهراء عليه السلام، من أبناء الإمام الحسين عليه السلام بن علي بن أبي طالب عليه السلام..
إنّ هذا التهيؤ لا يؤثر على تكليف الإنسان سوى أنه يدفع لأداء وظيفته اليوم، سواء أقطع بأن الظهور يقع بعد ساعة أو بعد ١٠٠ ساعة، يوم أو بعد مئة يوم، عام أو عدة أعوام.
فكما أننا أمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به ونعبده حق عبادته..
وكما انه لا اثنينية في خطّ التوحيد والنبوة، فلا اثنينية في خط الولاية والإمامة، إنّما هو خط واحد.
فليعمل الجميع.. ليعمل كل امرئ مع كل منتظر بالورع والتقوى ليكون مرضيا عند إمام زمانه عليه السلام.
كيف نعرّف الآخرين بالانتظار؟
إنّ من ضمن الانتظار.. والتهيئة للإمام وظهوره المقدس.. ومن أجل نشر فلسفة الانتظار، أنْ نعرّف الآخرين بالانتظار وقضيته، وذلك بوسائل كثيرة وعديدة.. وذلك من خلال شرح ما روي بحق الإمام، وفي هذا المضمار.. ولا يخرج عن هذا السبيل هو أن نعرّف الناس بالحديث المروي في صحاح المسلمين، وفي كتبهم المعتبرة حديث (إن الاثني عشر خليفة كلّهم من قريش) وإنّ الحديث وفق معايير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لا ينطبق إلاّ على الأئمة المعصومين الاثني عشر من ذرية علي وفاطمة عليهم السلام أولهم أبوهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم خاتم الأوصياء الإمام المهدي الحجة بن الحسن عليه السلام.. فهم في خط الله، خط النبوة.. التوحيد، والعدل.. خط الإمامة.. حبل الله الممدود.. عدل القرآن عترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الطاهرة.
ويجب أن نحذر هنا تلك الدعاوى الباطلة لبعض من يطلبون الدنيا.. ويرومون الوجاهة والتسلط.. وكسب المادة، من مدّعي الإمامة، من أصحاب الحركات الانحرافية وعلى طول مجرى التاريخ فعلينا أنْ لا نصدق دعواهم وادعاءهم، ولا حتى مدعياتهم التي تدّعى الرؤيا، الرؤيا التي يترتب عليها وكالة او سفارة. فلا سفارة ولا وكالة في زمان الغيبة الكبرى، كما صرح بذلك الإمام عليه السلام لسفيره الرابع رضي الله عنه.
إنّ مثل هذه الدعاوى المزيفة _لا محالة_ ستذهب أدراج الرياح، وذلك باليقظة والانتباه، والعمل على نضج ثقافة المنتظرين (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً) عجّل الله في فرج إمامنا، وسهّل مخرجه.. وقرّب بظهوره، إنّه سميع مجيب.
رابط الموضوع
التعلیقات