الْمَالُ الْحَلالِ
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتإنّ الله عزّ وجلّ جعل لكل أمر سبباً، فلكل ما يحدث في هذا العالم خلفية وعقبة، ولا يقع شيئاً بلا دليل، لكن نحن كمسلمين نعتقد بأنّ الأسباب والدلائل هي أعم من الأمور الماديّة، وتشمل الأمور المعنوية أيضاً.
العمل لكسب المال هو أحد الأعمال التي يقوم بها ملايين الأشخاص وذلك بطرق مختلفة، حيث في بعض الأحيان يحصل المال من طرق غير شرعية؛ فلهذا منع الله في كتابه الكريم عن كسب الحرام بقوله: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً"؛(1) وذلك لأنّ طلب المال بالحرام هو من عمل الشيطان بقوله تعالى: "وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ".(2)
وبناء على ما تقدم جعل الله لكسب المال بالحلال مقاماً عالياً، وشبّه الشخص الذي يطلب رزق الحلال بالمجاهد في سبيل الله كما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): «مَنْ طَلَبَ هَذَا الرِّزْقَ مِنْ حِلِّهِ لِیَعُودَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَعِیَالِهِ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِیلِ اللَّه»،(3) وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعله فريضة بقوله: «طَلَبَ الحَلالِ فَريضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ»،(4) فالشريعة الإسلامية -وبكل حذافيرها- أكّدت على طلب الحلال؛ وذلك للآثار الدنيوية والأخروية التي تُغيّر مصير الشخص ومصير عائلته، وقد نشير إلى بعض هذه الآثار منها:
1. عدم قبول الواجبات والمستحبات، بقوله (صلى الله عليه وآله): «العِبَادَةُ مَعَ أکلِ الحَرَامِ کَالبِنَاءِ عَلیَ الرَّمل.«(5)
2. له أثر سوء في مستقبل الأولاد، كما قال أبي عبدالله (عليه السلام): «کَسْبُ الحَرامِ یُبینُ في الذّرّیة».(6)
3. عدم استجابة الدعاء.
4. ظلام القلب والروح.
5. يمنع من التوفيق والسعادة الدنيوية والأخروية.
6. يسبب الآلام والأمراض.
7. يسبب حرّ الجحيم.
من الواضح أنّ أغلب هذه الآثار هي معنوية، لكن حتى غير المسلمين أيضاً يدركون هذا الأمر، فيصفون الشخص الراشي –مثلاً- الذي لم يتوفق في حياته؛ لأنّه يحصل المال بطريق غير شرعي.
وهناك مسألة دقيقة وحساسة جداً والتي هي: لماذا قارنت الشريعة الإسلامية، وساوَت بين كسب الحلال والجهاد في سبيل الله؟ كما تقدم في الفقرات السابقة في قول الإمام الكاظم (عليه السلام) وفي قوله (صلى الله عليه وآله): «الکادُّ لِعِيالِهِ کَالْمُجاهدِ في سَبيلِ الله».(7)
يمكن القول بأنّ الجهاد هو ليس بأمر سهل، حيث يحرّر الشخص نفسه من جميع العلائق الدنيوية منها الزوجة والأطفال والمال وماشابه ذلك، وهذا أمر صعب جداً حيث يوسوس الشيطانُ الإنسانَ في مواضع عدّة؛ ليزلزل إرادة الإنسان، ويمنعه من الوصول إلى الهدف السامي، ألا وهي تفدية النفس في سبيل الله. كذلك كسب الحلال هو ليس بأمر سهل، فعلى الشخص أن يُراقب نفسه في ساعات عمله وفي المقام الذي يتعيّن فيه، فلابد أن لا يُقصّر حتى في لحظة من لحظات العمل، وهذا أمر صعب جداً؛ لأنّه هناك أمور بسيطة جداً كالتكلم مع الأصدقاء أو اللعب بالجوال التي لا نحسّ بأنّها تأخذ من وقت العمل، ونحسبها ضمن وقت العمل، لكنّها في الواقع ليست كذلك، فإنّها تقصير عن أداء الوظائف، صحيح أنّ هذا الفعل ليس في تعمد، ولا توجد نية لإتلاف الوقت، لكنّها تقصيرٌ في أداء الواجب حقيقة.
ومن جهة أخرى هناك أمور لا يمكن لأيّ شخص أن يُقاوم أمامها، ويحفظ، ويصون نفسه من وسوسة الشيطان، فمثلاً الرشوة التي غالباً تكون بمبالغ طائلة، لا يتحمّل الكثير رفض هذه المبالغ الباهظة، خصوصا وإن الشيطان يوسوس في القلوب، وحب الدنيا -الذي رأس كل خطيئة- أمام العين، وهنا يتبين البطل الحقيقي، فيلزم لجام نفسه، ويدوس عليها، فيقف عند الشبهات، ويضع الدنيا وزينتها تحت قدميه، حتى لا ينخرط تحت دائرة آكلين المال بالحرام.
فنسأل الله أن يصوننا من المال الحرام، وأن يوفّقنا لكسب الحلال والسعي في الوصول إليه.
وبناء على ما تقدم جعل الله لكسب المال بالحلال مقاماً عالياً، وشبّه الشخص الذي يطلب رزق الحلال بالمجاهد في سبيل الله كما قال الإمام الكاظم (عليه السلام): «مَنْ طَلَبَ هَذَا الرِّزْقَ مِنْ حِلِّهِ لِیَعُودَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَعِیَالِهِ كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِیلِ اللَّه»،(3) وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعله فريضة بقوله: «طَلَبَ الحَلالِ فَريضَةٌ عَلی کُلِّ مُسلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ»،(4) فالشريعة الإسلامية -وبكل حذافيرها- أكّدت على طلب الحلال؛ وذلك للآثار الدنيوية والأخروية التي تُغيّر مصير الشخص ومصير عائلته، وقد نشير إلى بعض هذه الآثار منها:
1. عدم قبول الواجبات والمستحبات، بقوله (صلى الله عليه وآله): «العِبَادَةُ مَعَ أکلِ الحَرَامِ کَالبِنَاءِ عَلیَ الرَّمل.«(5)
2. له أثر سوء في مستقبل الأولاد، كما قال أبي عبدالله (عليه السلام): «کَسْبُ الحَرامِ یُبینُ في الذّرّیة».(6)
3. عدم استجابة الدعاء.
4. ظلام القلب والروح.
5. يمنع من التوفيق والسعادة الدنيوية والأخروية.
6. يسبب الآلام والأمراض.
7. يسبب حرّ الجحيم.
من الواضح أنّ أغلب هذه الآثار هي معنوية، لكن حتى غير المسلمين أيضاً يدركون هذا الأمر، فيصفون الشخص الراشي –مثلاً- الذي لم يتوفق في حياته؛ لأنّه يحصل المال بطريق غير شرعي.
وهناك مسألة دقيقة وحساسة جداً والتي هي: لماذا قارنت الشريعة الإسلامية، وساوَت بين كسب الحلال والجهاد في سبيل الله؟ كما تقدم في الفقرات السابقة في قول الإمام الكاظم (عليه السلام) وفي قوله (صلى الله عليه وآله): «الکادُّ لِعِيالِهِ کَالْمُجاهدِ في سَبيلِ الله».(7)
يمكن القول بأنّ الجهاد هو ليس بأمر سهل، حيث يحرّر الشخص نفسه من جميع العلائق الدنيوية منها الزوجة والأطفال والمال وماشابه ذلك، وهذا أمر صعب جداً حيث يوسوس الشيطانُ الإنسانَ في مواضع عدّة؛ ليزلزل إرادة الإنسان، ويمنعه من الوصول إلى الهدف السامي، ألا وهي تفدية النفس في سبيل الله. كذلك كسب الحلال هو ليس بأمر سهل، فعلى الشخص أن يُراقب نفسه في ساعات عمله وفي المقام الذي يتعيّن فيه، فلابد أن لا يُقصّر حتى في لحظة من لحظات العمل، وهذا أمر صعب جداً؛ لأنّه هناك أمور بسيطة جداً كالتكلم مع الأصدقاء أو اللعب بالجوال التي لا نحسّ بأنّها تأخذ من وقت العمل، ونحسبها ضمن وقت العمل، لكنّها في الواقع ليست كذلك، فإنّها تقصير عن أداء الوظائف، صحيح أنّ هذا الفعل ليس في تعمد، ولا توجد نية لإتلاف الوقت، لكنّها تقصيرٌ في أداء الواجب حقيقة.
ومن جهة أخرى هناك أمور لا يمكن لأيّ شخص أن يُقاوم أمامها، ويحفظ، ويصون نفسه من وسوسة الشيطان، فمثلاً الرشوة التي غالباً تكون بمبالغ طائلة، لا يتحمّل الكثير رفض هذه المبالغ الباهظة، خصوصا وإن الشيطان يوسوس في القلوب، وحب الدنيا -الذي رأس كل خطيئة- أمام العين، وهنا يتبين البطل الحقيقي، فيلزم لجام نفسه، ويدوس عليها، فيقف عند الشبهات، ويضع الدنيا وزينتها تحت قدميه، حتى لا ينخرط تحت دائرة آكلين المال بالحرام.
فنسأل الله أن يصوننا من المال الحرام، وأن يوفّقنا لكسب الحلال والسعي في الوصول إليه.
) البقرة:208.
2) البقرة:208.
3) الكافي، ج5، ص93.
4) بحار الأنوار، ج100، ص10.
5) عدّة الداعي، ص141.
6) الكافي، ج5، ص125.
7) المقنع، ص363.
2) البقرة:208.
3) الكافي، ج5، ص93.
4) بحار الأنوار، ج100، ص10.
5) عدّة الداعي، ص141.
6) الكافي، ج5، ص125.
7) المقنع، ص363.
التعلیقات