قدمت كل شيء لنصرة أخيها
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتمن يتأمل نضال السيدة زينب عليها السلام وأدوارها الرسالية العظيمة يكاد يغفل عن أن لها أبناءً كانت تتحمل مسؤولية رعايتهم وتربيتهم؛ لتكون العقيلة زينب عليها السلام قدوة حسنة للمرأة المسلمة الطموحة،
والتي تقوم بكل الأعباء والمهام العائلية والمنزلية والدينية الاجتماعية، ولنتعرف الآن على ثمرات فؤادها وفلذات كبدها البطليين اللذيين استشهدا في كربلاء المقدسة مع خالهما الإمام الحسين عليه السلام عون ومحمد أبناء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليهم السلام.
نعم، الكلام عن سبطي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقد ورثا الشجاعة والبسالة والشهامة من أمهما الصديقة الصغرى زينب الكبرى لقد سهرة السيدة الزينب لياليها، واجتهدت في أيامها لتربية أبنائها حتى أن تلك البراعم نمت وأورقت غصونها، وأصبحت عمرها عمر الورد، نعم تلك مرحلة الشباب وهذه المرحلة هي أجمل مراحل الحياة للوالدين عندما ينظرون لأبنائهم.
إنها قدمت أغلى شيء في حياتها في سبيل نصرة أخيها الإمام الحسين عليه السلام، وكان عبد الله بن جعفر زوج السيده زينب عليها السلام قد أمر ولديه عوناً ومحمداً أن يرافقا خالهما الإمام الحسين عليه السلام ـ لما أراد الخروج من مكه، والتوجه نحو كربلاء، وبالتالي الجهاد دونه.
فلما انتهى القتال إلى الهاشميين برز عون بن عبد الله بن جعفر، وهو يرتجز، ويقول :
إن تنكروني فأنا ابن جعفر ***شهيد صدق في الجنان أزهر
يطيـر فيها بجناح أخضر ***كفى بهذا شـرفاً في المحشر
فقتل ثلاثة فرسان ، وثمانية عشر راجلاً ، فقتله عبد الله بن قطبة الطائي.
ثم برز أخوه محمد بن عبد الله بن جعفر، وهو يقول :
أشكـو إلى الله من العدوان ***فعال قوم في الردى عميان
قـد بدلـوا معـالم القرآن ***ومحكـم التنزيـل والتبيان
وأظهروا الكفر مع الطغيان
فقتل عشرة من الأعداء، فقتله عامر بن نهشل التميمي.(1)
ويقول السيد كاظم القزويني رحمه الله في كتابه: لم أجد في كتب المقاتل أن السيدة زينب الكبرى عليهاالسلام صاحت أو ناحت أو صرخت أو بكت في شهادة ولديها، لا في يوم عاشوراء ولابعده.
ومن الثابت أن مصيبة ولديها أوجدت في قلبها الحزن العميق، بل والهبت في نفسها نيران الأسى وحرارة الثكل، ولكنها عليها السلام كانت تخفي حزنها على ولديها؛ لأن جميع عواطفها كانت متجهة إلى الإمام الحسين عليه السلام.(2)
ــــ
1ـ مناقب آل ابي طالب ابن شهر آشوب: ج 3، ص ١٠٦. وبحار الأنوار ج ٤٥، ص ٣٣.
2ـ زينب الكبرى من المهد إلى اللحد: ص 201.
التعلیقات