مقام المرأة في الاديان
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتمن شمولية الإسلام وكماله أنّه لم يغفل عن المرأة في تشريعه وأحكامه، فقد جاء الإسلام رافعاً لشأن المرأة، ومكرماً لها كما لم تكّرم في أيّ دينٍ أو حضارةٍ قبله، والأنثى من صغرها مشمولةً بأحكام الإسلام، التي تحفظ لها حقّها وكرامتها، فمنذ طفولتها حفظ لها حقّها في الرضاع، والرعاية، وحسن التربية، ثم لمّا كبُرت كانت عُززت عند أهلها، فأحاطها وليها برعايته، فلم يسمح لأحدٍ أن يمُد إليها يد السوء أبداً، وعندما تزوجت جعل الله عزّ وجل ميثاق زواجها ميثاقاً غليظاً، وأمر زوجها بإكرامها، والإحسان إليها، وعندما أصبحت أمّاً كان برّها من أوجب الواجبات؛ فهو مقرونٌ بحقّ الله تعالى، وكذلك إن أصبحت أختاً أو خالةً أو جدةً، فكان الإنسان مأموراً بصلتها، وبرّها، والإحسان إليها، هذا ما جاء به الإسلام فلننظر إلى مكانة المرأة في الديانات السابقة وفي شبه الجزيرة العربية كيف كانوا يتعاملون مع المرأة وما هو مقامها.
في الديانة اليهودية
حواء هي صاحبة الخطيئة الأولى: فهى اصل الشرور، وبحسب الروايه التوراتيه فالحيه قد وسوست لحواء ان تأكل من الشجره، وحواء وسوست لآدم ان يأكل معها. وعندما لام الرب آدم على ما فعله ألقى كل الذنب على حواء، فقال آدم أنها المرأة التى جعلتها معي هى من أعطتني من الشجرة فأكلت.
يذكر سفر التكوين (3 :12) أن الرب قال للمرأه: «أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ». وبالتالي ووفقًا للمنظور الديني والتصورات التي يؤمن بها اليهود حول مكانة المرأة في اليهودية، ومن خلال مصادرهم الدينية يترسخ اعتقاد (توريث الذنب)، أى أن المرأة قد ورثت الذنب من أمها حواء. وعلى ذلك يروا أن الطمث والحمل والولادة يى عقاب للمرأة على ذنب حواء الابدي.
تسع لعنات على المرأة
وقد ذكر أحد الحاخامات اليهود تسع لعنات على المرأة بسبب السقوط من الفردوس: على المرأة تسع لعنات ثم الموت، الطمث، دم العذرية، تعب الحمل، الولادة، تربيه الأطفال، وتغطيه رأسها كأنها فى حداد، وتخرم اذنها مثل الجارية، ولا يؤخذ بشهادتها، وبعد كل هذا الموت.
في الديانة المسيحية:
تنهى المسيحية المرأة عن التعلم والتعليم بزعم أن ذلك يتعارض مع ما يجب عليها في الناموس من الخضوع والاستسلام لسلطة الرجل. ففي العهد الجديد نقرأ: «لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ» (1).
كما نقرأ أيضا: «لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ» (2).
ورد في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد تشبيه للمرأة بالحيوان في غير موضع. فعلى سبيل المثال، شبهت المرأة بالكلب. فالكتاب المقدس ينقل عن السيد المسيح قوله في العهد الجديد: فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!» (3).
وشبهت المرأة بالخنزيرة أيضا. ففي العهد القديم نقرأ: «خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ» (4).
حق المرأة في الحياة:
ساد في العصر الجاهلي قبل الإسلام من الظلم والهمجية ما وصل بالعرب إلى التحريم على المرأة حقها في الحياة، فقتلوها بطريقة بشعة تدل على غياب الرحمة والإنسانية، وعلى مهانة المرأة وقدرها عندهم، وذلك بوأدِها وهي لا تزال طفلة، فكانت تُدفن حيّةً تحت التراب حتى الموت، وقد شنّع الإسلام هذه الجريمة حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾(5) وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله قتل البنات من أعظم الذنوب، وحرَّم ذلك.
وقد عرفت المرأة المسلمة قِيمة النصر الذي أحرزَتْه، والمستوى الرفيع الذي ارتقَتْ إليه بعد أن قَضَتْ عصوراً عاشتها وهي في مهملات التاريخ، ولهذا فقد سَعَتْ جاهدة للعمل على إثبات كفاءتها لذلك .
وكان في كثرة النساء المبادرات للإسلام أصدق دليل على ما حمله الإسلام للمرأة المسلمة من خير وصلاح، وما هيَّأ لها من محلِّ رفيع .
وفعلاً فقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء، وخطَّتها بدماء الآباء والأبناء، بعد أن أكَّد الإسلام على اعتبارها في الصعيد الإنساني كأخيها الرجل لا أكثر ولا أقل .
فكما أن بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين، في مجال التضحية والجهاد، وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى، كانت بطولة المرأة المسلمة أيضا في نفس المجالين، وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كإنسانة لا كأنثى .
أما على صعيد حمل الفكرة، ونشر الثقافة الإسلامية، ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها، فما أكثر النساء اللَّواتي أخذْنَ الإسلام من منبعه الزاخر، فبشِّرن به ودعون إليه، بعد أن تعمَّقن في فهمه، وكنَّ مدارس إسلامية يَروين عن النبي ويروى عنهُنَّ.
ومن أعظم تلك الشخصيات البارزة والمؤثرة في تاريخ الإسلام بل تاريخ البشري نذكر هناك ثلاث نساء عظيمات برزن في تاريخ الإسلامي ولهنّ أثر واضح في نشر الثقافة الإسلامية.
الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء وأمها وبنتها عليهنّ أفضل الصلاة والسلام نعم جعلت السيدة فاطمة عليها السلام المحور لأن الله جعلها المحور في سبب خلقة هذا الكون بعظمته كما جاء ذلك في الحديث الكساء : «فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ هُمْ اَهْلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ هُمْ فاطِمَةُ وَاَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها» (6).
وجاء في كتاب عوالم العلوم في حديث قدسي عن الله تعالى أنه قال: «یـا أَحْمَدُ! لَوْلاکَ لَما خَلَقْتُ الْأَفْلاكَ، وَ لَوْلا عَلِيٌّ لَما خَلَقْتُكَ، وَ لَوْلا فاطِمَهُ لَما خَلَقْتُکُما» (7).
فأنظر وتأمّل من حفظ كرامة المرأة وأعطاها حريتها وحقها الإسلام أم غيره.
في الديانة اليهودية
حواء هي صاحبة الخطيئة الأولى: فهى اصل الشرور، وبحسب الروايه التوراتيه فالحيه قد وسوست لحواء ان تأكل من الشجره، وحواء وسوست لآدم ان يأكل معها. وعندما لام الرب آدم على ما فعله ألقى كل الذنب على حواء، فقال آدم أنها المرأة التى جعلتها معي هى من أعطتني من الشجرة فأكلت.
يذكر سفر التكوين (3 :12) أن الرب قال للمرأه: «أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ». وبالتالي ووفقًا للمنظور الديني والتصورات التي يؤمن بها اليهود حول مكانة المرأة في اليهودية، ومن خلال مصادرهم الدينية يترسخ اعتقاد (توريث الذنب)، أى أن المرأة قد ورثت الذنب من أمها حواء. وعلى ذلك يروا أن الطمث والحمل والولادة يى عقاب للمرأة على ذنب حواء الابدي.
تسع لعنات على المرأة
وقد ذكر أحد الحاخامات اليهود تسع لعنات على المرأة بسبب السقوط من الفردوس: على المرأة تسع لعنات ثم الموت، الطمث، دم العذرية، تعب الحمل، الولادة، تربيه الأطفال، وتغطيه رأسها كأنها فى حداد، وتخرم اذنها مثل الجارية، ولا يؤخذ بشهادتها، وبعد كل هذا الموت.
في الديانة المسيحية:
تنهى المسيحية المرأة عن التعلم والتعليم بزعم أن ذلك يتعارض مع ما يجب عليها في الناموس من الخضوع والاستسلام لسلطة الرجل. ففي العهد الجديد نقرأ: «لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ» (1).
كما نقرأ أيضا: «لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ» (2).
ورد في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد تشبيه للمرأة بالحيوان في غير موضع. فعلى سبيل المثال، شبهت المرأة بالكلب. فالكتاب المقدس ينقل عن السيد المسيح قوله في العهد الجديد: فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!» (3).
وشبهت المرأة بالخنزيرة أيضا. ففي العهد القديم نقرأ: «خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ» (4).
حق المرأة في الحياة:
ساد في العصر الجاهلي قبل الإسلام من الظلم والهمجية ما وصل بالعرب إلى التحريم على المرأة حقها في الحياة، فقتلوها بطريقة بشعة تدل على غياب الرحمة والإنسانية، وعلى مهانة المرأة وقدرها عندهم، وذلك بوأدِها وهي لا تزال طفلة، فكانت تُدفن حيّةً تحت التراب حتى الموت، وقد شنّع الإسلام هذه الجريمة حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾(5) وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله قتل البنات من أعظم الذنوب، وحرَّم ذلك.
وقد عرفت المرأة المسلمة قِيمة النصر الذي أحرزَتْه، والمستوى الرفيع الذي ارتقَتْ إليه بعد أن قَضَتْ عصوراً عاشتها وهي في مهملات التاريخ، ولهذا فقد سَعَتْ جاهدة للعمل على إثبات كفاءتها لذلك .
وكان في كثرة النساء المبادرات للإسلام أصدق دليل على ما حمله الإسلام للمرأة المسلمة من خير وصلاح، وما هيَّأ لها من محلِّ رفيع .
وفعلاً فقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء، وخطَّتها بدماء الآباء والأبناء، بعد أن أكَّد الإسلام على اعتبارها في الصعيد الإنساني كأخيها الرجل لا أكثر ولا أقل .
فكما أن بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين، في مجال التضحية والجهاد، وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى، كانت بطولة المرأة المسلمة أيضا في نفس المجالين، وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كإنسانة لا كأنثى .
أما على صعيد حمل الفكرة، ونشر الثقافة الإسلامية، ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها، فما أكثر النساء اللَّواتي أخذْنَ الإسلام من منبعه الزاخر، فبشِّرن به ودعون إليه، بعد أن تعمَّقن في فهمه، وكنَّ مدارس إسلامية يَروين عن النبي ويروى عنهُنَّ.
ومن أعظم تلك الشخصيات البارزة والمؤثرة في تاريخ الإسلام بل تاريخ البشري نذكر هناك ثلاث نساء عظيمات برزن في تاريخ الإسلامي ولهنّ أثر واضح في نشر الثقافة الإسلامية.
الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء وأمها وبنتها عليهنّ أفضل الصلاة والسلام نعم جعلت السيدة فاطمة عليها السلام المحور لأن الله جعلها المحور في سبب خلقة هذا الكون بعظمته كما جاء ذلك في الحديث الكساء : «فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ هُمْ اَهْلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ هُمْ فاطِمَةُ وَاَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها» (6).
وجاء في كتاب عوالم العلوم في حديث قدسي عن الله تعالى أنه قال: «یـا أَحْمَدُ! لَوْلاکَ لَما خَلَقْتُ الْأَفْلاكَ، وَ لَوْلا عَلِيٌّ لَما خَلَقْتُكَ، وَ لَوْلا فاطِمَهُ لَما خَلَقْتُکُما» (7).
فأنظر وتأمّل من حفظ كرامة المرأة وأعطاها حريتها وحقها الإسلام أم غيره.
1ـ كورنثوس الأولى 14 :34-35.
2ـ تيموثاوس الأولى 2 :11-12.
3ـ متى 25:15-27.
4ـ الأمثال 22:11.
5ـ سورة التكوير: 10.
6ـ مفاتيج الجنان؛ منتخب الطريحي.
7ـ البحراني، عوالم العلوم: ج 11، ص 43.
التعلیقات