أحكام صوم الحامل والمرضع والحائض
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتمعنى الصوم
الصوم لغة: ترك الأكل وترك الكلام. (1)
وشرعاً: هو الإمساك عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ممن هو على صفات مخصوصة على وجه مخصوص، ويحتاج في انعقاده إلى النية. (2)
الصوم أو الصيام من فروع الدين الإسلامي وهو الإمساك عن كل المفطرات كالأكل والشرب، من طلوع الفجر إلى الغروب الشرعي للشمس. فالصيام واجب على الجميع إلاّ ما خرج بالدليل كالمريض والمسافر وغيرهما مما يتضررون أو يتحمّلون الضرر الشديد أو ما يختل الطهارة فيهم كالحائض والنفساء، ونشاهد ما جاء في القرآن الكريم على كون الصوم أمر محتوم، ومن لم يقدر على الصيام في شهر رمضان لعذر شرعي يجب عليه القضاء، كما جاء في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، (3) وهناك موانع للصيام خصوصا ما يتعلق بالنساء كالحيض والنفاس والحمل والرضاع، فهنا تجب على المرأة المسلمة أن تعرف أحكام صيامها وكيفية قضاء الصوم الفائت.
صوم الحامل
السؤال: ماهو حكم صوم الحامل؟
الجواب: الحامل المقرب (في شهري الثامن أو التاسع) إذا خافت الضرر على نفسها، أو على جنينها جاز لها الإفطار -بل قد يجب كما إذا كان الصوم مستلزماً للاضرار المحرم باحدهما- ويجب عليها القضاء بعد ذلك كما تجب عليها الكفارة أيضاً، ويكفي في الكفارة إعطاء الفقير (٧٥٠ غراما) من الحنطة أو دقيقها، بل يجزي مطلق الطعام حتى الخبز أو المعكرونة ايضاً.
وأما الحامل غير المقرب (من الشهر الاول الى نهاية الشهر السابع) -فإن كان الصوم يضر بها أو بجنينها أو كان موجباً لوقوعها في الحرج الذي لا يتحمل عادة- فيجوز لها الإفطار ويجب القضاء، ولا تجب عليها الكفارة .
وفي الموردين، فإن أخرت القضاء إلى شهر رمضان المقبل لعذر آخر كالرضاع، فعليها دفع كفارة أخرى لتأخير القضاء على الأحوط وجوباً. (4)
صوم المرضع
السؤال: ما هو حكم صوم المرضع؟
الجواب: المرضع القليلة اللبن إذا خافت الضرر على نفسها، أو على الطفل الرضيع جاز لها الإفطار، ويجب عليها القضاء بعد ذلك، كما تجب عليها الكفارة أيضاً، ويكفي في الكفارة عن كل يوم إعطاء الفقير (٧٥٠ غرام) من الحنطة أو دقيقها، بل يجزي مطلق الطعام حتى الخبز والمعكرونة أيضاً.
والأحوط لزوماً أن لا تفطر إلا إذا انحصر الإرضاع بها بأن لم يكن هناك طريق آخر لإرضاع الطفل ولو بالتبعيض مع الرضعة الصناعية.
نعم، لو كان التبعيض يلحق ضررا بالطفل -ولو في المستقبل كما في الرضيع في أول أيامه، وكانت الرضعة الصناعية توجب امتناعه من شرب حليب الأم بعد ذلك، وكان ذلك مضرا له- فيجوز لها الإفطار أيضا وعليها القضاء والكفارة كما تقدم.
وإذا لم تقضي لاستمرار عذرها إلى شهر رمضان المقبل، فالأحوط لزوما أن تدفع كفارة أخرى لتأخير القضاء.(5)
تأخير القضاء
السؤال: امرأة تهاونت في قضاء صيام شهر رمضان لـ ٣ سنوات، وتنوي الآن القضاء، فهل يكفي أن تنوي القضاء بشكل عام أم يجب أن تراعي الترتيب في القضاء؟ وما هي كفارة تأخيرها للقضاء بالدراهم؟
الجواب: لا يجب الترتيب وكفارة التأخير عن كل يوم إطعام مسكين واحد يدفع له ٧٥٠ غراما من طحين أو خبز أو ارز أو تمر أو نحوها، ولا يكفي دفع المال.
نعم، يمكنه مراجعة من تثق به من العلماء ولدفع المال له. (6)
وإذا تردد الإنسان في عدة أيام صيامه، ولا يتذكر كم كانت هي الأيام، فهنا عليه القضاء على كل حال وإذا تردد في عدد ما فاته منه يكفيه أن يقضي المقدار المتيقن فقط، وإذا كان عالماً بوجوب الصوم تجب الكفارة أيضاً.
صوم الحائض والنفساء
ومن شرائط قبول الصوم الطهارة من الحيض والنفاس، فلا يصح من الحائض والنفساء، ولو كان الحيض أو النفاس في جزء من النهار. (7)
السؤال: ما حكم تفويت صيام قضاء شهر رمضان في السنة على الحائض حينه؟ وهل يجب عليها صيام الأيام الفائتة؟
الجواب: إذا لم تقضِ أيام حيضها إلى رمضان آخر وجب القضاء ودفع كفارة التأخير، وهي إطعام مسكين واحد عن كل يوم يدفع له ٧٥٠ غراما من طعام كالتمر أو الخبز أو الطحين أو غيرها. (8)
1ـ الفراهيدي: العين، ج 7، ص 171.
2ـ الطوسي: مصباح المتهجد، ص 539.
3ـ سورة البقرة: 185.
4ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/0566/
5ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/0567/
6ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/02378/
7ـ منهاج الصالحين: ج 1، ص 309.
8ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/02378/
التعلیقات