إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتولد إبراهيم في المدينة المنورة، من السيدة مارية القبطية، في ذي الحجة سنة 8 هـ، وهو المولود الوحيد للرسول من غير السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام.
- الفقر أم الغَنَاء أيهما أفضل
- الامام الجواد عليه السلام المولود المبارك
- تجمّلتِ تبغّلتِ وإن عشتِ تفيّلتِ
وروي عن أنس قال: لما ولد إبراهيم جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم»، وروي عنه أيضا قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: «ولد الليلة لي غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم».(1)
فلم يعيش كثيرا إلا سنة وثمانية أشهر حتى مرض، واشتد عليه المرض، وأصبح يهدد حياته، حتى نُقل إلى سكن أمه مارية، وقامت برعايته هي وأختها سيرين ومعهما حاضنته، حتى دخل وقت الاحتضار، وبلغ خبره للنبي صلی الله عليه وآله، فأسرع إليه وهو يجود بنفسه، فأخذه من حجر أمه، ووضعه في حجره، حتى فاضت نفسه. وغسله الإمام علي عليه السلام ، وحمله النبي صلی الله عليه وآله وسلم على سرير صغير ومعه جماعة من المسلمين إلى مقبرة البقيع، فدُفن قرب قبر عثمان بن مظعون، وقبره معروف يُزار.(2)
مات فداء للحسين عليه السلام
قال ابن عباس: «كنت عند النبي صلی الله عليه وآله وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، وهو تارة يقبل هذا، وتارة يقبل هذا، إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين، فلما سري عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال: يا محمد! إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: لست أجمعهما فافدِ أحدهما بصاحبه، فنظر النبي صلی الله عليه وآله إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، وقال: إن إبراهيم أُمُّه أمَة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمّ الحسين فاطمة، وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي، وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه، وأنا أُثر حزني على حزنهما -يا جبرئيل- يقبض إبراهيم فديته للحسين، قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلی الله عليه وآله إذا رأى الحسين مقبلا قبله، وضمه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم».(3)
زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله
فإذا خرجت من قبة الأئمة عليهم السلام، وامض إلى قبر إبراهيم عليهالسلام، فإذا وقفت عليه، فقل:
السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلى نَبِيِّ الله، السَّلامُ عَلى حَبِيبِ الله، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ الله، السَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله سَيِّدِ الأَنْبِياءِ وَخاتَمِ المُرْسَلِينَ وَخِيَرَةِ الله مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلى الشُّهداء وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ خَيْرِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ النَبَيِّ المُجْتَبى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المَبْعُوثِ إِلى كافَّةِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ البَّشِيرِ النَّذِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ السِّراجِ المُنِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المُؤَيَّدِ بِالقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المُرْسَلِ إِلى الاِنْسِ وَالجانَّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ صاحِب الرَّايَةِ وَالعَلامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ القِيامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ مَنْ حَباهُ الله بِالكَرامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتارَ الله لَكَ دارَ إِنْعامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكامَهُ وَيُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِياً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ المَأْوى وَرَفَعَكَ إِلى الدَّرَجاتِ العُلى، وَصَلّى الله عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ وَتُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ، اللّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزْكاها وَأَنْمى بَرَكاتِكَ وَأَوْفاها عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ الطَيِّبِينَ وَعَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عُتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْيي بِهِمْ مَشْكُوراً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً وَافْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُوَدةً، اللّهُمَّ وأحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ، اللّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ وَأسْكِنِّي جِنانَكَ وَارْزُقْنِي رِضوانَكَ وَأَمانَكَ وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ وَوَلَدِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الاَحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَمْوات إِنَّكَ وَلِيُّ الباقِياتِ الصالِحاتِ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.
ثم تسأل حوائجك وتصلي ركعتين.(4)
1ـ بحار الأنوار: ج 21، ص 183.
2ـ اليعقوبي: ج 1، ص 139.
3ـ مناقب آل ابي طالب: ج 3، ص 234؛ بحار الأنوار: ج22، ص153.
4ـ مفاتيح الجنان: ص 422؛ المزار الكبير: ص 90.
التعلیقات