مدة القرائة: ٤ دقائق
هو موسى بن محمد بن علي الجواد عليهم السلام. المعروف بـالمُبَرقَع؛ لأنّه كان يُسدل على وجهه برقعاً، أي: نقاباً، لما يتمتع من الوجه الحسن، وجمال المظهر، وكان الناس يطيلون النظر إليه، انبهاراً بجماله، ويزدحمون في الطرق والأسواق، فكان يتضايق من هذا الأمر؛ ولهذا ستر وجهه بالبرقع.(١)
ولادته
موسى المبرقع نجمٌ في سماء قُم
زهراء الكواظمة
2024 Sep 20وُلد بالمدينة سنة ٢١٤ للهجرة، وهو يصغر أخاه الإمام علي الهادي عليه السلام بسنتين، وعاش في كنف والده ست سنين، وعندما أراد والده الإمام الجواد الخروج من المدينة إلى العراق ومعاودتها اجلس ابا الحسن عليه السلام في حجره بعد النص عليه، وقال: «ما الذي تحب أن أهدي إليك من طرائف العراق؟ فقال عليه السلام: سيفا كأنه شعلة نار ، ثم التفت إلى موسى ابنه، وقال له : ما تحب أنت؟ فقال : فرس، فقال عليه السلام: أشبهني أبو الحسن وأشبه هذا أمه».(٢)
من المدينة إلى الكوفة ثم قم
بعد وفاة أبيه الجواد عليه السلام وخروج أخيه الإمام الهادي عليه السلام إلى سر من رآى (سامراء) هاجر من المدينة إلى الكوفة، وبقي بها مدة من الزمن. وفي سنة ٢٥٦ هــ بعد وفاة أخيه الإمام الهادي عليه السلام شدّ رحاله متوجهاً إلى مدينة قم، ودخلها وله من العمر ٤٢ سنة (٣)، ولما سكن قم كان جماعة من العرب المقيمين فيها لا يعرفونه، بل يجهلون منزلته ونسبه؛ لذا عمدوا إلى إخراجه منها، وقيل: لعلّ السبب في إخراجه من قم هو إسداله البرقع على وجهه بحيث لا يراه الناس، فلم يعرفوه وكانوا في شك وريبة من أمره.(٤)
فتوّجه إلى كاشان فاستقبله هناك أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي، فأكرمه وأنزله مقاماً جميلاً، وبعد مدة تنبّه أهل قم إلى سوء تعاملهم، فجاؤوا إلى كاشان نادمين طالبين منه العودة إلى قم، فحملوه معززاً مكرماً إليها.(٥)
وقد اتفق أكثر المؤرخين والمحدّثين وعلماء الأنساب أنّه هاجر من الكوفة، وسكن مدينة قم، وبقي بها، حتى توفي سنة ٢٩٦ هـ، ودفن فيها، وقبره مزار للمحبين والمريدين.
هجرة العلويين إلى قُم
بينما كان العلويون وشيعتهم يعانون من الدولتين الأموية والعباسية اللتين تتبعتا أئمة أهل البيت عليه السلام وذريتهم الطاهرة وشيعتهم النجباء كانت مدينة قُم الملاذ الآمن الذي وجدوا فيه فسحة من العيش وأملاً في الحياة، فكان توافدهم على هذه المدينة مستمراً يبتعدون عن أوطانهم، ويتغربون هرباً من سياسة الدولة الحاكمة ذات البعد الدموي والفعل الإرهابي.
مرقد المبرقع ومزاره والعلويين الذين دفنو بجنبه
فتوّجه إلى كاشان فاستقبله هناك أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي، فأكرمه وأنزله مقاماً جميلاً، وبعد مدة تنبّه أهل قم إلى سوء تعاملهم، فجاؤوا إلى كاشان نادمين طالبين منه العودة إلى قم، فحملوه معززاً مكرماً إليها.(٥)
وقد اتفق أكثر المؤرخين والمحدّثين وعلماء الأنساب أنّه هاجر من الكوفة، وسكن مدينة قم، وبقي بها، حتى توفي سنة ٢٩٦ هـ، ودفن فيها، وقبره مزار للمحبين والمريدين.
هجرة العلويين إلى قُم
بينما كان العلويون وشيعتهم يعانون من الدولتين الأموية والعباسية اللتين تتبعتا أئمة أهل البيت عليه السلام وذريتهم الطاهرة وشيعتهم النجباء كانت مدينة قُم الملاذ الآمن الذي وجدوا فيه فسحة من العيش وأملاً في الحياة، فكان توافدهم على هذه المدينة مستمراً يبتعدون عن أوطانهم، ويتغربون هرباً من سياسة الدولة الحاكمة ذات البعد الدموي والفعل الإرهابي.
مرقد المبرقع ومزاره والعلويين الذين دفنو بجنبه
دُفن إلى جانب موسى المبرقع عدد من السادة وأبناء الأئمة وأحفادهم، عُرف منهم أربعون قبراً على إثرها سُميّت المنطقة باسم (چهل اختران) بمعنى الأربعون كوكباً من السادة الهاشميين، واشتهر بأن بينهم ٤٠ امرأة و٤٠ رجلاً و٢٠ طفلاً بما مجموعه ١٠٥ هاشمياً. وقد عُرف من هؤلاء ١٤ شخصاً بعضهم أبناء المبرقع وأحفاده.(٦)
يعود تاريخ هذه البقعة المعروفة اليوم إلى عهد الشاه طهماسب الصفوي، ويُقال إنّ مهندسه الأستاذ سلطان القمي، معماريّ شهير في عهد الدولة الصفوية، فقد أمر الشاه الصفوي ببناء سقف مرتفع من الطوب والآجر على هذا القبر، وشُيد مزار له.
يعود تاريخ هذه البقعة المعروفة اليوم إلى عهد الشاه طهماسب الصفوي، ويُقال إنّ مهندسه الأستاذ سلطان القمي، معماريّ شهير في عهد الدولة الصفوية، فقد أمر الشاه الصفوي ببناء سقف مرتفع من الطوب والآجر على هذا القبر، وشُيد مزار له.
١ـ تحف العقول: ص ٤٧٦.
٢ـ عيون المعجزات: ص ١٣٠.
٣ـ گنجینه آثار قم: ص ٢١٥.
٤ـ موسوعة المصطفى والعترة: ج ١٣ ص ٣٣؛ مسند الإمام الجواد: ص ٨٤ - ٨٥.
٥ـ تحف العقول: ص ٤٧٦؛ مسند الإمام الجواد: ص ٨٤ - ٨٥.
٦ـ گنجینه آثار قم: ص ٢٢٤.
التعلیقات