سوء استخدام الدواء قد يقتل طفلك
موقع لحواء
منذ 11 سنة
صحيح انّ الأدوية نعمة تخفف عن الأطفال آلامهم وترفع عنهم الحمى وتبعد الأمراض، لكنها يمكن أن تتحول إلى نقمة وإلى سم قاتل أذا أسيء استعمالها. فانتبهي.
الـ"باراسيتامول" إذا أخذ بجرعة مناسبة، يبقى علاجاً جيِّداً لتخفيف الألم والحمى عند الأطفال في أغلب الحالات. والـ"إيبوبروفين" هو بديل له بالنسبة إلى أطفال آخرين، لكن يجب تفادي وصفه لأطفال مصابين بالربو. أما الإسبرين فلا يجب أن يعطي للأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن 16 سنة.
- كيف تجعلين الطفل يأخذ الدواء؟
قد يكون من الصعب أحياناً جعل الأطفال يتناولون أدويتهم، وقد يكون هذا راجعاً لمجموعة من الأسباب المتنوعة، إلا أنّه من الشائع أن يرفض الأطفال تناول الدواء لأن طعمه لا يعجبهم، أو لأنّهم صغار جداً في السن ويجدون صعوبة في بلعه. ولكي تتجاوزي هذه العقبة، اعلمي أن هناك تشكيلة واسعة من المستحضرات الصيدلية التي يمكنه استعمالها كبديل. فالأدوية يمكن أن توجد في شكل قطرات سائلة أو محاليل أو خلطات أو بودرة، أو تحاميل أو كبسولات أو أقراص.
- استشيري الطبيب:
في المرّة الأولى التي يأخذ الطفل فيها الدواء سيكون من المفيد أن تسألي الطبيب أو الصيدلاني لكي يساعداك في أن تقرري أي نوع من أشكال الدواء هو الأنسب لسن طفلك. عليك أن تراعي دائماً تعليمات الطبيب وأنتِ تقدمين الدواء لرضيعك، فهناك أدوية يجب أن تعطى للطفل وسط الوجبة لتسهيل هضمها. أما التحاميل فيفضل أن تعطى له بعد تبرزه. ومن الأفضل أيضاً أن يعطى الرضيع الأدوية التي تتناول عن طريق الفم مباشرة قبل موعد الرضاعة، لأن ابتلاعها سيكون أسهل عندما يكون جائعاً. أما بالنسبة إلى قطرات العينين والأذنين فإن أفضل توقيت لوضعها هو مباشرة بعد حمام الصباح للرضيع. إذا فاتك أن تعطي طفلك جرعة الدواء في موعدها، فلا تقلقي، تصرفي كأنك أعطيته الجرعة في موعدها، وانتظري إلى موعد الجرعة الثانية وواصلي إعطاءه جرعة واحدة في كل مرة، لا تحاولي أن تضاعفي الجرعة في المرة التالية لتعويض ما فاته، فقد يكون هذا خطيراً جدّاً.
أغلب أدوية الرضع لا يمكن خفظها مفتوحة بعد البدء في استخدامها، ويجب التخلص منها بمجرد انتهاء العلاج، وخاصة الأدوية التي يطلب منك إضافة الماء إليها عند فتحها والقطرات، ففترة صلاحتيها تكون قصيرة. وفي المقابل، فإن شراب الباراسيتامول والمصل الفيزيولوجي يمكن الاحتفاظ بهما في المبرد إذا تم تنظيف القنينة والغطاء جيِّداً.
- الطريقة المثلى:
إليكِ في ما يلي الطريقة المثالية لكي تقدمي لطفلك الأدوية بشكل صحيح:
التحاميل: وهي دواء في شكل قالب صغير مدبب يوضع في مؤخرة الطفل ليخفف ألماً في الجهاز الهضمي وما حوله، أو ليخفض الحرارة أو ليقضي على الإمساك.. وإذا وصف الطبيب لرضيعك التحاميل، فإنّه سيكون عليك جعل الرضيع يستلقي على بطنه على سطح مستوٍ، بعدها تمسكين رجليه الاثنتين من الكاحل بإحدى يديك وتثنيهما إلى أن يصبح فخذاه أمام صدره، وباليد الثانية تدخلين التحميلة في مؤخرة الصغير. بعد إدخالها، احرصي على أن تضغطي بيديك وبلطف على ردفي الصغير حتى لا يقذف الرضيع التحميلة إلى الخارج.
الشراب: الطريقة المثلى لإعطائه للرضيع هي أن تجلسي الرضيع على فخذك بحيث يكون ظهره مستنداً إلى بطنك، أو أن تثبتيه جيِّداً أمامك على كرسي خاص بالرضع وتسقيه الدواء إما عن طريق القطارة الصغيرة الخاصة بالرضع أو بواسطة ملعقة المقاييس الصغيرة، حيث تضعين الملعقة فوق شفته السفلى وتحركينها في اتجاه داخل فمه الصغير. واحرصي على ألا تعطيه جرعة الشراب التي وصفها الطبيب دفعة واحدة، بل قسميها إلى كميات صغيرة.
المصل الفيزيولوجي: في أيامنا هذه، غسل تجويفي الأنف جيِّداً بواسطة المصل الفيزيولوجي ثمّ إخراجه، أفضل وسيلة للتخلص من نزلة البرد لدى الرضع. ولكي تفعلي ذلك بشكل جيِّد، اجعلي رضيعك يستلقي على ظهره فوق سطح مستوٍ، أديري رأسه على جنب ونظفي فتحة الأنف الأعلى بالمصل الفيزيولوجي، ثمّ أديري الرأس إلى الجانب الآخر ونظفي الفتحة الثانية. ولا تعطيه أي مضاد حيوي إلا إذا كان ذلك بوصفة من الطبيب.
قطرات العيون: اجعلي رضيعك يستلقي على ظهره، وابدئي بتنظيف عينيه بقطعة قطن مبللة بالمصل الفيزيولوجي من الداخل نحو الخارج، ولا تسمحي أبداً ذهاباً وإياباً، بل فقط في اتجاه واحد، مع الحرص على تغيير قطعة القطن عند الانتقال لمسح العين الأخرى. بعدها، باعدي بأصبعيك، السبابة والإبهام، بين جفنيه بحيث تصبح عينه مفتوحة جيِّداً وضعي الفطرة في ركن العين الداخلي من دون أن تلمسي العين.
لابدّ أنّ المهمة عندما يتعلق الأمر بوضع القطرة في عين رضيع ليست سهلة أبداً، فالرضيع يتحرك كثيراً، وطبعاً هو لا يستجيب لتعليماتك. لتتغلبي على هذا المشكل، ضعي في فمه "التيتينة" أو اللهاية، لأنّها تلهيه وتحول انتباهه عن أخذ الدواء وتجعله يسترخي، ويرخي جفونه، وهكذا تستطيعين بسهولة وضع القطرة في عينيه. ومن المهم أن تتجنبي القيام بهذه العملية قرب مصباح أو أي ضوء مباشر حتى لا يجعل النور طفلك يغلق عينيه.
قطرة الأذنين: مددي طفلك على ظهره فوق سطح مستوٍ، ثمّ أديري رأسه جانباً بحيث تكون أذنه ظاهرة وفي متناول يديك، وبواسطة قطعة قطن جافة نظفي صوان الأذن، حافظي على رأس طفلك مثبتاً على جانبه، ثمّ استعملي يديك، بيد واحدة شدي بلطف أذنه نحو الخلف وباليد الثانية ضعي القطرة في تجويف الأذن، واعملي على أن يدخل السائل إلى الداخل بتمسيد ظهر الأذن من الخارج.
- لسلامة طفلك:
هناك مجموعة من المحاذير والنصائح يجب أن تتبعيها لسلامة طفلك، لأنّ الدواء قد يتحول إلى سم قاتل إذا أسأت استعماله. أوّلاً، لا تعطي طفلك الدواء أبداً قبل أن تقرئي التعليمات المكتوبة في النشرة داخل العلبة. ولا تنسي أن قرصاً بسيطاً لتخفيف صداع الرأس للطفل يمكن أن تكون له آثار جانبية سيئة، أحياناً هذا القرص يمكن أن يخفي عنك أعراض مرض ما فتتأخرين في اكتشاف المرض الحقيقي. وانتبهي أيضاً إلى طريقة استعمال وتخزين الأدوية في البيت، لأن سوء تخزين الأدوية مثلاً كثيراً ما يكون السبب في حدوث الكثير من حالات التسمم الناتجة عن فضول الأطفال، لهذا ينبغي تخزين الأدوية في مكان عالٍ ومغلق بالمفتاح بعيداً عن يد الطفل.
التعلیقات