أجر الصدقة (١)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتنريد بالصدقة الجانب التبرعي الذي يدفعه المسلم طوعاً للفقراء والمحتاجين. ولا نريد من الصدقة ـ
هنا ـ الشيء المفروض ، أي الزَّكاة ، إذ تطلق الصدقات ـ أحياناً ـ على الزَّكاة ، كما في قوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ... ) (١).
والإمام الصادق عليهالسلام كان قد أشار إلى ذلك بقوله : « ولكن الله عزّ وجلّ فرض في أموال الأغنياء حقوقاً غير الزكاة ، فقال عزّ وجلّ : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ... ) (٢) فالحقّ المعلوم من غير الزكاة ، وهو شيء يفرضه الرّجل على نفسه في ماله ، يجب عليه أن يفرضه على قدر طاقته وسعة ماله ، فيؤدّي الذي فرض على نفسه إن شاء في كلّ يوم ، وإن شاء في كلّ جمعة ، وإن شاء في كلّ شهر » (٣).
والمتتبع لآيات القرآن يجد أنها تمجّد بكل من يدفع الصدقة سواءً أكان رجلاً أو امرأة ، قال تعالى : ( إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) (٤).
والملاحظ أنّ الصدقة تسير في خطّ متوازٍ مع الزَّكاة لكفالة المحتاجين ، وإذا كانت الزَّكاة حقاً واجباً ، فهي ـ أي الصدقة ـ شيء مستحب يقدم عليه المسلم بطيبة قلب ، طلباً للثواب ، ومواساة لإخوانه المحتاجين.
وقد جعلت الشريعة للمتصدّق ثواباً عظيماً صرّح به الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآله بقوله : « من تصدّق بصدقة على رجل مسكين كان له مثل أجره ، ولو تداولها أربعون ألف إنسان ثمّ وصلت إلى المسكين كان لهم أجراً كاملاً » (5).
وقال صلىاللهعليهوآله : « من مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها ، من غير أن ينقص من أجره شيء » (6).
***********************
(١) سور التوبة : ٩ / ٦٠.
(٢) المعارج : ٧٠ / ٢٤.
(٣) الكافي ٣ : ٤٩٨ / ٨.
(٤) سورة الحديد : ٥٧ / ١٨.
(5) ثواب الأعمال : ٢٨٩.
(6) من لا يحضره الفقيه ٤ : ١٧.
التعلیقات