من ذا الذي يقرض الله قرضا
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتالله هو الذي أنعم على الإنسان فأعطاه المال ورزقه وكفل له معيشته وتفضل عليه ـ
مع كل ذلك ـ نراه يعود ليجعل من نفسه مستقرضاً.
وممن ؟
من الذي وهب له المال واعطاه النعمة ، وهو المنفق.
ولمن ؟
الى الطبقات المحرومة الضعيفة.
ولماذا ؟
وكان بإمكانه أن يرزق الفقير من غير حاجة إلى مثل هذا القرض.
ولا بد لنا أن نتخطى ولا نعير لهذه الاستفهامات أهميه إذا عرفنا أن الله سبحانه يريد أن يشمل كلاً من الطرفين المنفقين ، والفقير برحمته وان استدعى ذلك أن يتحمل هو عبء العملية القرضية فهو الرحيم وهو الرحمن ، وهو الذي خلق هذا الخلق فكانوا عيالاً عليه.
خيرهم اليهم نازل.
وشرهم اليه صاعد.
ومع ذلك فهو يحوطهم برحمته ويكلؤهم برعايته.
أما ما يستفيده الطرف الأول ، وهو المنفق فأن الآيات الكريمة وعدته بالجزاءين الدنيوي والأخروي.
في الدنيا : ويتمثل في الآيات الكريمة :
( مَن ذا الذي يُقرضُ الله قرضاً حَسَناً فيضاعفهُ له أضعافاً كثيرةً ) (١).
( أنّ المصدّقينَ والمصدّقاتِ وأقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعف لهم ) (٢).
( إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ) (٣).
وهذا هو الجزاء في الدنيا يضاعف له ما أعطاء بأضعاف كثيرة ـ كما في الآية الأولى ـ من الرزق ، وبذلك ليطمئن المنفق بأن ما ينفقه سيخلف عليه ، وسيرجع له ولكن بأضعاف كثيرة لأن الآية نفسها تعقب على هذه المضاعفة بقوله تعالى :
( والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ).
وإذا كان القبض والبسط في الرزق منه سبحانه ، وقد قال في صدر الآية بأنه سيضاعف للمنفق فهو وعد منه ووعده الحق وحاشا له أن يتخلف عما يعد به.
هذا هوالأجر في الدنيا.
****************************
(١) سورة البقرة / آية : ٢٤٥.
(٢) سورة الحديد / آية : ١٨.
(٣) سورة التغابن / آية : ١٧.
التعلیقات