مصيبة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتيا صاحبَ العصرِ احسنَ اللهُ العزا *** لك في أبيك سليلِ طه الأطهرِ
قد جرّعوه القومُ كاساتِ الردى *** فقضى شهيدا والأنامُ بمنظر
ولئن صبرتَ لهذه ونطيرِها *** فأنا وحقَّك جفَّ بحرُ تصبري
فإلى متى يا ابنَ النبيِّ أمَا ترى *** كلُّ ابنِ أفّاكٍ عليكمْ يجتري
نهضا فما ترضى العُلا بدمائِكم *** هدرا يكون وكسرُكم لم يُجبَر
أفلا يُهيجُك أن أهلَك قد قضوا *** ما بين مسمومٍ وبين معفَّر
ومجدلٍ فوقَ البسيطةِ عاريا *** ملقىً ثلاثا بالعرا لُم يُقبر
شلوا مَغارا للخيول ورأسُه *** كالبدر يزهَرُ فوق رأسِ الأسمر
يا ابن النبيِّ المصطفى حزني لكم *** أجرى عِتابي في دوام الأعصُر
عذرا إليك ففي فؤادي قُرحةٌ *** قد أوهنت كَبِدي وأدمت مِحجري (1)
قد جرّعوه القومُ كاساتِ الردى *** فقضى شهيدا والأنامُ بمنظر
ولئن صبرتَ لهذه ونطيرِها *** فأنا وحقَّك جفَّ بحرُ تصبري
فإلى متى يا ابنَ النبيِّ أمَا ترى *** كلُّ ابنِ أفّاكٍ عليكمْ يجتري
نهضا فما ترضى العُلا بدمائِكم *** هدرا يكون وكسرُكم لم يُجبَر
أفلا يُهيجُك أن أهلَك قد قضوا *** ما بين مسمومٍ وبين معفَّر
ومجدلٍ فوقَ البسيطةِ عاريا *** ملقىً ثلاثا بالعرا لُم يُقبر
شلوا مَغارا للخيول ورأسُه *** كالبدر يزهَرُ فوق رأسِ الأسمر
يا ابن النبيِّ المصطفى حزني لكم *** أجرى عِتابي في دوام الأعصُر
عذرا إليك ففي فؤادي قُرحةٌ *** قد أوهنت كَبِدي وأدمت مِحجري (1)
- مصيبة شهادة الإمام الحسن عليه السلام
- مصيبة الإمام الباقر عليه السلام
- شهادة الإمام الجواد عليه السلام
وخلافة الإمام المهدي (عج)
قال القمي في منتهى الآمال: روى ابن بابويه بسند معتبر عن أبي الأديان انه قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد... وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتابا وقال امض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
قال أبو الأديان فقلت: يا سيدي فإذا كان ذلك فَمَن؟ قال من طالبك بجواباك كتبي فهو القائم من بعدي فقلت: زدني فقال: من يصلي عليّ فهو القائم بعدي فقتل: زدني، فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان، وخرجت بالكتاب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل - أي وا إماماه، وا سيداه -
باحت بسم أبي محمد غيلة *** بكوامن الأحقاد والشنآن
بأبي الذي ختمت رزايا أهله *** فيه فليس لرزئه من ثان
وقضى قصيَّ الدار لم ير حوله *** أحداً من الأنصار والأعوان
وإذا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه (2) فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد (خادم الإمام) فقال يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما همّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج.
يا غَيرةَ اللهِ اهتِفي *** بحميِّةِ الدينِ المنيعه
ما ذنبُ أهلِ البيتِ *** حتى منهمُ اخلَوا ربوعه
تركوهُم شتي مصا *** رعُهم واجمعُها فظيعه
فمكابدٌ للسمِّ قد *** سُقيت حُشاشتُه نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيف آثر *** عزَّه وأبى خضوعه
ولكن لم يمثل بجسد أحد منهم كما مثل بجسد جدك الحسين ولم يقطع رأسه أحدهم كما قطع رأس الحسين ولم تحمل نساء إمام كما حملت نساء الحسين، يا بقية الله يا حجة الله متى ترانا ونراك متى نرى تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة؟
متى نرى وجهَك ما بيننا *** كالشمس ضاءت بعد طولِ استتارْ
لنا قلوبٌ لك مشتاقةٌ *** كالنبت إذ يشتاق صَوبَ القَفار
فجذب برداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفر.
فتقدم الصبي وصلّى عليه. ودفن إلى جانب قبر أبيه عليه السلام ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتاب التي معك فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه بينتان بقي الهميان... فنحن جلوس إذ قدم نفر من (قم) فسألوا عن الحسن بن علي عليه السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي، فسلّموا عليه وعزوه وهنّوه وقالوا: ان معنا كتبا ومالا فتقول ممن الكتب وكم المال؟
فقام ينفض أثوابه ويقول: أتريدون منا أن نعلم الغيب؟ فخرج الخادم فقال معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام (3) .
نعم لقد فجع مولانا صاحب العصر والزمان بشهادة أبيه والذي كان يحز في نفسه المقدسة انه كان لا يستطيع الظهور أمام الملأ ولم يكن يتمكن من إظهار الحزن والفجيعة بأبيه انها مصيبة عظيمة ولكن المصيبة الأعظم مصيبة أبي عبد الله عليه السلام لأن أهل البيت قد قضوا بين مذبوح بسيف ومقتول بسم.
يا يوم تروي ظمانه من عذب منهلك *** واتشد على اعداك للثار او تكر منهلك
تعتب عليك النواعي والعتب منهلك *** ما تعن غوجك او تلبس للحرب لامته
تبگه اعله هذا الصبر يا سيدي لامته *** لتلوم ناس الجنابك بالعتب لامته
يو چتل يو سم ياهو الماگضه من هلك
ولكن يا فرج الله إن جدك الحسين قتل بالسيف وقطع جسده ي صحراء كربلاء بحوافر الخيول وفصل رأسه عن الجسد وتركوه ثلاثة أيام بلا دفن وسيروا نساءه على أقتاب الإبل بلا غطاء ولا وطاء ورؤوس الشهداء أمامهن وإذا بكت منهن واحدة أسكته القوم بكعب الرمح فتستغيث بأهلها ولا من مغيث، فهذا هوالمصاب الأعظم ولا مصاب أعظم منه.
راعي الثار ما يظهر علامه *** وينشر لليتانونه علامه
نسه بمتون عماته علامه *** ابضرب اسياط زجر او جور اميه(4)
باحت بسم أبي محمد غيلة *** بكوامن الأحقاد والشنآن
بأبي الذي ختمت رزايا أهله *** فيه فليس لرزئه من ثان
وقضى قصيَّ الدار لم ير حوله *** أحداً من الأنصار والأعوان
وإذا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه (2) فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد (خادم الإمام) فقال يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما همّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج.
يا غَيرةَ اللهِ اهتِفي *** بحميِّةِ الدينِ المنيعه
ما ذنبُ أهلِ البيتِ *** حتى منهمُ اخلَوا ربوعه
تركوهُم شتي مصا *** رعُهم واجمعُها فظيعه
فمكابدٌ للسمِّ قد *** سُقيت حُشاشتُه نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيف آثر *** عزَّه وأبى خضوعه
ولكن لم يمثل بجسد أحد منهم كما مثل بجسد جدك الحسين ولم يقطع رأسه أحدهم كما قطع رأس الحسين ولم تحمل نساء إمام كما حملت نساء الحسين، يا بقية الله يا حجة الله متى ترانا ونراك متى نرى تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة؟
متى نرى وجهَك ما بيننا *** كالشمس ضاءت بعد طولِ استتارْ
لنا قلوبٌ لك مشتاقةٌ *** كالنبت إذ يشتاق صَوبَ القَفار
فجذب برداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفر.
فتقدم الصبي وصلّى عليه. ودفن إلى جانب قبر أبيه عليه السلام ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتاب التي معك فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه بينتان بقي الهميان... فنحن جلوس إذ قدم نفر من (قم) فسألوا عن الحسن بن علي عليه السلام فعرفوا موته فقالوا: فمن نعزي؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي، فسلّموا عليه وعزوه وهنّوه وقالوا: ان معنا كتبا ومالا فتقول ممن الكتب وكم المال؟
فقام ينفض أثوابه ويقول: أتريدون منا أن نعلم الغيب؟ فخرج الخادم فقال معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام (3) .
نعم لقد فجع مولانا صاحب العصر والزمان بشهادة أبيه والذي كان يحز في نفسه المقدسة انه كان لا يستطيع الظهور أمام الملأ ولم يكن يتمكن من إظهار الحزن والفجيعة بأبيه انها مصيبة عظيمة ولكن المصيبة الأعظم مصيبة أبي عبد الله عليه السلام لأن أهل البيت قد قضوا بين مذبوح بسيف ومقتول بسم.
يا يوم تروي ظمانه من عذب منهلك *** واتشد على اعداك للثار او تكر منهلك
تعتب عليك النواعي والعتب منهلك *** ما تعن غوجك او تلبس للحرب لامته
تبگه اعله هذا الصبر يا سيدي لامته *** لتلوم ناس الجنابك بالعتب لامته
يو چتل يو سم ياهو الماگضه من هلك
ولكن يا فرج الله إن جدك الحسين قتل بالسيف وقطع جسده ي صحراء كربلاء بحوافر الخيول وفصل رأسه عن الجسد وتركوه ثلاثة أيام بلا دفن وسيروا نساءه على أقتاب الإبل بلا غطاء ولا وطاء ورؤوس الشهداء أمامهن وإذا بكت منهن واحدة أسكته القوم بكعب الرمح فتستغيث بأهلها ولا من مغيث، فهذا هوالمصاب الأعظم ولا مصاب أعظم منه.
راعي الثار ما يظهر علامه *** وينشر لليتانونه علامه
نسه بمتون عماته علامه *** ابضرب اسياط زجر او جور اميه(4)
1ـ شعراء القطيف: ص ٢٦٦ ـ ٢٦٧. للشيخ حسين الشبيب القطيفي.
2ـ يهنونه بالإمامة والمقصود بالشيعة عوام الشيعة لا علمائها فإن أهل البصيرة الذين لا تخفى عليهم مثل هذه المسائل الخطيرة لاسيما أن الأئمة معروفة أسمائهم وأوصافهم قبل أن يولدوا.
3ـ منتهى الآمال: ج٢، ص ٦٧٨ ـ ٦٨٠.
4ـ مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام: ج 4، ص 340 ـ 345.
التعلیقات