رابعة الشامية
مجلة الزهراء عليها السلام
2024 Sep 20في الدر المنثور: هي زوجة أحمد بن أبي الحواري، كانت من العابدات الزاهدات، وكان فضلها لا يقدّر وكرامتها لا تنكر. قال أحمد بن أبي الحواري: كانت رابعة لها أحوال شتى، فمرّة يغلب عليها الحبّ، ومرّة يغلب عليها الانس، ومرّة يغلب عليها الخوف، فسمعتها في حال الحبّ تقول:
حبيبٌ ليس يعدله حبيبُ وما لسواه في قلبي نصيبُ
حبيبٌ غاب عن بصري وشخصي ولكن عن فؤادي ما يغيبُ
وسمعتها في حال الانس تقول:
ولقد جعلتك في القؤاد محدّثي وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس وحبيب قلبي في الفؤاد أنيس(١)
وسمعتها في الخوف تقول:
وزادي قليل ما أراه مبلغي أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجاةي فيك أين مخافتي
قال: فقلت لها مرّة وقد قامت بليل: ما رأينا من يقوم الليل كلّه غيرك.
قالت: سبحان الله مثلك يتكلم بهذا، إنّما أقوم إذا نوديت.
قال: فجلستُ على المائدة في وقت قيامها فجعلت تذكّرني، فقلت لها: دعينا نتهنأ بطعامنا، فقالت: ليس أنا وأنت ممّن يتنغص عليه الطعام عند ذكره الآخرة، وقالت: لستُ أحبّك حب الأزواج، إنّما أحبّك حبّ الإخوان.
وقالت لزوجها: اذهب فتزوّج، قال: فذهبتُ فتزوجتُ وكانت تطعمني الطعام وتقول: اذهب لأهلك، وكانت إذا طبخت قدراً قالت: كلها يا سيّدي فإنها ما نضجت إلاّ بالتسبيح. وبقيت على عبادتها إلى أن توفّاها الله(٢).
وذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: ديوان رابعة الشامية أو شعرها: ترجمتها في خيرات حسان ١: ١٣٩ ، ونفحات الانس: ٥٥٤، وريحانة الأدب، وأورد بعض شعرها العربي وعدّها من النساء العارفات(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ يأتي هذان البيتان في الترجمة اللاحقة أيضاً .
٢ ـ الدر المنثور في طبقات ربّات الخدور: ٢٠١ .
٣ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٩/٢ : ٣٤٤ رقم ٢٣١ .
التعلیقات