رابعة الشامية
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتفي الدر المنثور: هي زوجة أحمد بن أبي الحواري، كانت من العابدات الزاهدات، وكان فضلها لا يقدّر وكرامتها لا تنكر. قال أحمد بن أبي الحواري: كانت رابعة لها أحوال شتى، فمرّة يغلب عليها الحبّ، ومرّة يغلب عليها الانس، ومرّة يغلب عليها الخوف، فسمعتها في حال الحبّ تقول:
حبيبٌ ليس يعدله حبيبُ وما لسواه في قلبي نصيبُ
حبيبٌ غاب عن بصري وشخصي ولكن عن فؤادي ما يغيبُ
وسمعتها في حال الانس تقول:
ولقد جعلتك في القؤاد محدّثي وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس وحبيب قلبي في الفؤاد أنيس(1)
وسمعتها في الخوف تقول:
وزادي قليل ما أراه مبلغي أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجاةي فيك أين مخافتي
قال: فقلت لها مرّة وقد قامت بليل: ما رأينا من يقوم الليل كلّه غيرك.
قالت: سبحان الله مثلك يتكلم بهذا، إنّما أقوم إذا نوديت.
قال: فجلستُ على المائدة في وقت قيامها فجعلت تذكّرني، فقلت لها: دعينا نتهنأ بطعامنا، فقالت: ليس أنا وأنت ممّن يتنغص عليه الطعام عند ذكره الآخرة، وقالت: لستُ أحبّك حب الأزواج، إنّما أحبّك حبّ الإخوان.
وقالت لزوجها: اذهب فتزوّج، قال: فذهبتُ فتزوجتُ وكانت تطعمني الطعام وتقول: اذهب لأهلك، وكانت إذا طبخت قدراً قالت: كلها يا سيّدي فإنها ما نضجت إلاّ بالتسبيح. وبقيت على عبادتها إلى أن توفّاها الله(2).
وذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: ديوان رابعة الشامية أو شعرها: ترجمتها في خيرات حسان 1: 139 ، ونفحات الانس: 554، وريحانة الأدب، وأورد بعض شعرها العربي وعدّها من النساء العارفات(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يأتي هذان البيتان في الترجمة اللاحقة أيضاً .
2 ـ الدر المنثور في طبقات ربّات الخدور: 201 .
3 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة 9/2 : 344 رقم 231 .
التعلیقات